"النفق الكبير" يعقّد انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا

الاكتشاف يزيد الضغط على مصر التي تنفي دوما وجود أنفاق وعمليات تهريب من غزة وإليها.
الثلاثاء 2024/08/06
الاكتشاف يعطي دفعة معنوية قوية لإسرائيل

القدس- بات استمرار القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر أمرا أكثر إلحاحا بالنسبة إلى حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد الكشف عن “النفق الكبير” الذي يسمح بمرور السيارات داخله.

وفيما يمنح الاكتشاف موقفَ الإسرائيليين -المعارض للانسحاب من المحور في الوقت الراهن- دفعة معنوية قوية فإنه يزيد الضغط على مصر التي تنفي دوما وجود أنفاق وعمليات تهريب من غزة وإليها.

وأكد رئيس الشعبة الإستراتيجية في الجيش الإسرائيلي، اللواء إليعازر توليدانو، أن القوات الإسرائيلية “باقية في محور فيلادلفيا”، ولديها المزيد من الخطط حول التعامل مع المنطقة العازلة على الحدود مع مصر.

◄ القاهرة ترفض بشدة استمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية على المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر، وترى أن الوجود الإسرائيلي ينطوي على تهديد لمصالحها الأمنية

وفي اجتماع للحكومة الإسرائيلية الأحد استعرض توليدانو أمام الوزراء الخطط والأنشطة التي يقوم بها الجيش في المحور بما يشمل الأنفاق التي تم الكشف عنها وحملة التطهير للتخلص منها ومن كل سبل التهريب فوق الأرض وتحتها.

والأحد أعلن الجيش الإسرائيلي العثور على العشرات من مسارات الأنفاق تحت الأرض ومنها نفق يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار في محور فيلادلفيا.

وتواصل القوات الإسرائيلية “دراسة وتحييد النفق الذي تم العثور عليه وغيره من المسارات واسعة النطاق التي تم العثور عليها”، وفق ما ذكره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.

وقال نتنياهو الأحد إن حركة حماس تحول دون التوصل إلى صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بإصرارها على مطالبها التي تتضمن الانسحاب من محور فيلادلفيا جنوب القطاع، مؤكدا أنه “لن يفعل ذلك”.

وقال في كلمة متلفزة نشرت في حسابه على منصة إكس في مستهل اجتماع الحكومة الإسرائيلية “مستعد لقطع شوط طويل جدا من أجل إطلاق سراح جميع المختطفين مع الحفاظ على أمن إسرائيل”.

ولاحقا نفى مصدر مصري رفيع المستوى ما تتداوله وسائل إعلام إسرائيلية من حديث عن وجود أنفاق عاملة بين مصر وقطاع غزة.

وأكد المصدر أن “ما يتردد هو هروب إسرائيلي من إخفاقها في القطاع”، وأن “فشل إسرائيل في تحقيق إنجاز في غزة يدفعها إلى بث ادعاءات حول وجود أنفاق لتبرير استمرار عدوانها على القطاع”.

وقال المصدر رفيع المستوى إن إسرائيل “تغض النظر عن عمليات تهريب السلاح من إسرائيل إلى الضفة الغربية لإيجاد مبرر للاستيلاء على أراضي الضفة وممارسة المزيد من عمليات القتل والإبادة للفلسطينيين”.

وأكد أن إسرائيل “لم تقدم أدلة على وجود أنفاق عاملة على حدود القطاع وتستغل الأنفاق المغلقة بغزة لبث ادعاءات مغلوطة من أجل تحقيق أهداف سياسية”.

◄ اكتشاف نفق بارتفاع ثلاثة أمتار يمنح نتنياهو دفعة معنوية قوية ويزيد الضغط على مصر التي تنفي دوما وجود أنفاق

وفي التاسع والعشرين من مايو الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي إتمام سيطرته الكاملة على محور فيلادلفيا، وتحدث آنذاك عن “اكتشاف ما لا يقل عن 20 نفقا تمكّن من العبور من غزة إلى أراضي سيناء” المصرية.

وترفض القاهرة بشدة استمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية على المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر، وترى أن الوجود الإسرائيلي ينطوي على تهديد لمصالحها الأمنية، كما أنه يؤشّر على عدم كفاءتها في وقف عمليات التهريب للفصائل الفلسطينية.

وفي يناير الماضي اعتبر الرئيس السابق للهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان أن التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون، وأشاروا فيها إلى وجود عمليات تهريب للأسلحة إلى قطاع غزة من الأراضي المصرية، بمثابة “مزاعم وادعاءات باطلة”.

ومحور فيلادلفيا هو منطقة عازلة عبارة عن شريط ضيق أنشأه الجيش الإسرائيلي خلال احتلاله الثاني لقطاع غزة (1967 – 2005).

ويقع المحور، الذي يسمى أيضا “محور صلاح الدين”، على امتداد الحدود بين قطاع غزة ومصر، ويبلغ طوله 14 كيلومترا، وهذه المنطقة العازلة يبلغ عرضها اليوم مئة متر على الأقل، وأكثر من ذلك في بعض الأماكن.

 

اقرأ أيضا:

       • التوجسات من تصعيد في المنطقة تعزز التقارب بين مصر وتركيا

1