النفط يتخلى عن مكاسبه وسط ضبابية الطلب الصيني

حالة الغموض السياسي الناجمة عن احتجاجات نادرة على القيود المشددة للحكومة الصينية بشأن كوفيد – 19 أثرت على عمليات البيع.
الثلاثاء 2022/11/29
النفط يتخلى عن مكاسبه

لندن – تخلى النفط عن مكاسبه التي حققها خلال هذا العام الاثنين وذلك في ظل الضبابية التي تكتنف الطلب الصيني بسبب تفشي وباء كورونا، وهو ما يفتح الباب أمام احتمال تقلبات جديدة قد تشهدها الأسواق في الأشهر المقبلة.

وتراجعت أسعار الخام مقتربة من أدنى مستوياتها هذا العام بعدما أذكت احتجاجات على قيود كوفيد الصارمة المخاوف بشأن مستقبل الطلب على الوقود.

وتعتبر الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي بواقع 10 ملايين برميل، فيما تأتي ثانيا من حيث الاستهلاك بعد الولايات المتحدة بمتوسط 13.5 مليون برميل يوميا.

10

ملايين برميل يوميا متوسط حاجيات الصين من النفط الخام

وخلال تعاملات الاثنين خسر خام برنت 2.66 دولار، أي 3.1 في المئة، ليجري تداوله عند 80.97 دولار للبرميل بعدما انخفض في وقت سابق من اليوم نفسه بأكثر من ثلاثة في المئة إلى 80.61 دولار، وهو أدنى مستوياته منذ الرابع من يناير الماضي.

كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.39 دولار، أي 3.1 في المئة، إلى 73.89 دولار للبرميل. وكان قد هبط في وقت سابق من الاثنين إلى 73.6 دولار مسجلا أدنى مستوياته منذ الثاني والعشرين من ديسمبر الماضي.

وسجل خاما القياس، اللذان بلغا أدنى مستوياتهما في عشرة أشهر خلال الأسبوع الماضي، خسائر على مدى ثلاثة أسابيع متتالية.

وقال هيرويوكي كيكوكاوا مدير عام البحوث في شركة نيسان للأوراق المالية لرويترز إن “المخاوف المتزايدة من ضعف الطلب على الوقود في الصين بسبب زيادة إصابات كوفيد ليست وحدها من تؤثر”.

وأشار إلى أن حالة الغموض السياسي الناجمة عن احتجاجات نادرة على القيود المشددة للحكومة الصينية بشأن كوفيد – 19 في مدينة شنغهاي أثرت أيضا على عمليات البيع.

وتشهد الأسواق تقلبات قبيل اجتماع مجموعة أوبك+ مطلع الأسبوع المقبل وفي ظل بوادر على أن مجموعة الدول السبع ستفرض سقفا على أسعار النفط الروسي.

والتزمت الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، بسياسة “صفر كوفيد” للرئيس شي جين بينغ حتى في الوقت الذي رفعت فيه الكثير من دول العالم معظم القيود لتحريك اقتصاداتها.

3.1

في المئة مقدار انخفاض سعر خامي برنت وغرب تكساس ليتراوح بين 73.8 و80.9 دولار

ووقعت اشتباكات بين مئات المتظاهرين والشرطة في شنغهاي مساء الأحد الماضي بعد اندلاع الاحتجاجات على قيود الصين الصارمة بشأن فايروس كورونا لليوم الثالث وامتدادها إلى عدة مدن في أعقاب حريق أسفر عن سقوط قتلى في أقصى غرب البلاد.

وتجتمع مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها بما فيهم روسيا، في الرابع من ديسمبر لمناقشة ما بوسعها فعله للمحافظة على توازن الطلب مع إبقاء الأسعار على مستواها المرتفع.

وكان التحالف النفطي الذي يضم 23 بلدا قد اتفق في أكتوبر الماضي على خفض الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا حتى 2023، مما أثار ضجة كبيرة في الأسواق.

ويناقش دبلوماسيون من مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وضع حد أقصى لسعر النفط الروسي يتراوح بين 65 دولارا و70 دولارا للبرميل بهدف الحد من الإيرادات التي ستحصل عليها موسكو دون تعطيل أسواق النفط العالمية.

ومن المزمع أن يبدأ الاتحاد الأوروبي اعتبارا من الخامس المقبل حظر النفط الروسي المنقول بحرا في محاولة للتضييق على المداخيل المالية لموسكو.

11