النظام لا يزال يهدد عودة اللاجئين إلى مناطقهم في سوريا

الخطر الأكبر الذي يواجه السوريين في مناطق سيطرة المعارضة يتمثل في القصف الذي تشنه قوات النظام بين الحين والآخر.
الأربعاء 2023/03/01
عودة لا تشمل مناطق سيطرة النظام

دمشق - قال مسؤول تركي وآخر في المعارضة السورية إن نحو 40 ألف سوري فروا من المناطق المتضررة من زلزال السادس من فبراير في تركيا إلى شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة بعد أن خففت أنقرة القيود المفروضة على تحركاتهم.

وقال مازن علوش المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا إن السوريين دخلوا عبر أربعة معابر حدودية تسيطر عليها جماعات مسلحة سورية معارضة للرئيس السوري بشار الأسد.

وقدم علوش إحصائية أفادت بأن نحو 13500 سوري دخلوا عبر معبر باب الهوى وما يقرب من عشرة آلاف دخلوا من معبر جرابلس ونحو سبعة آلاف دخلوا عبر معبري باب السلام وتل أبيض حتى الاثنين الماضي.

وأكد مسؤول في وزارة الدفاع التركية أن عدد السوريين الذين عادوا إلى بلادهم بلغ 40 ألفا حتى الاثنين، مضيفا أن العدد يتزايد يوميا.

40

ألف سوري فروا من المناطق المتضررة من الزلزال في تركيا إلى شمال سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة

ومنعت القيود التي فرضتها تركيا في أبريل من العام الماضي السوريين المستفيدين من الحماية المؤقتة من زيارة سوريا والعودة إلى الأراضي التركية مرة أخرى، في محاولة لتشجيعهم على العودة إلى وطنهم.

وتستضيف تركيا نحو 3.5 مليون لاجئ سوري وبدأ الأتراك يعبّرون عن سخطهم من وجود اللاجئين على أراضيهم.

واستغل السوريون عرضا قدمته السلطات التركية في أعقاب الزلزال يسمح لهم بقضاء ما يصل إلى ستة أشهر في شمال غرب سوريا مع إمكانية عودتهم إلى تركيا مرة أخرى.

وقالت الأمم المتحدة إن الكثير من اللاجئين السوريين عادوا إلى البلاد للاطمئنان على أقاربهم في أعقاب الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 44 ألف شخص في تركيا ونحو ستة آلاف شخص في سوريا، معظمهم في شمال غرب البلاد الذي تسيطر عليه المعارضة.

ويقول مراقبون إن أغلب السوريين يعودون إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب البلاد وهي مناطق تتقاسم إدارتها أطياف عديدة من الميليشيات سواء تلك التي تدعمها تركيا أو الميليشيات المتطرفة مثل هيئة تحرير الشام.

وتعاني هذه المناطق من بنية تحتية متردية بعد سنوات من الحرب والقتال وأعمال القصف السوري والروسي، فيما تشير تقديرات مختلفة إلى أن عدد سكان إدلب يبلغ قرابة أربعة ملايين شخص، بينهم أكثر من 1.7 مليون شخص يعيشون في مخيمات النازحين، بينما يعتمد معظم السكان على المساعدات الإنسانية التي يأتي جُلها عبر معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا. بيد أن الزلزال من شأنه أن يزيد في تدهور الأوضاع المعيشية لسكان إدلب في ظل النقص الحاد في المساعدات الإنسانية قبل وقوع الكارثة.

Thumbnail

وقال الباحث المساعد في مركز “عمران للدراسات” محسن المصطفى إن معظم اللاجئين السوريين العائدين من تركيا إلى بلادهم بعد الزلزال، يتوجهون إلى مناطق شمال غربي سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة، ولذلك “لا يخشون تعرضهم للملاحقة أو الاعتقال من قبل قوات الأمن السورية”.

وأضاف المصطفى أن نظام بشار الأسد مازال يمثل “التهديد الأكبر” لأنه يمنع اللاجئين من الوصول إلى مناطق إقامتهم الأصلية في سوريا، “إما بسبب تعرضها للتدمير أو بسبب ما تمارسه الحكومة من أعمال قمع واضطهاد”.

ولفت المصطفى إلى أن الخطر الأكبر الذي يواجه السوريين في مناطق سيطرة المعارضة يتمثل في القصف الذي تشنه قوات النظام بين الحين والآخر.

ومن جهتها قالت مسؤولة التواصل والإعلام في منظمة “حملة من أجل سوريا” رنيم أحمد إن “الكثيرين ممن عادوا يقيمون مع أقاربهم أو يعيشون في مخيمات مؤقتة”.

ودعت أحمد المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى “ضمان حصول الجميع على مساعدات إنسانية منقذة للحياة وضمان حماية المدنيين في شمال سوريا، فضلاً عن ضمان حماية اللاجئين السوريين في تركيا من تعرضهم لأعمال عنصرية أو أعمال ترحيل قسرية”.

2