"النصوص المُكدسة" إعادة قراءة للأدب والفن المهجورين

معتز قطينة يطرح مفارقات حول مئة عام من صناعة السينما العربية والغربية.
الجمعة 2024/01/05
روايات كثيرة تستحق التمحيص الدقيق

الرياض - يطل علينا معتز قطينة في منجز مختلف هذه المرة؛ نصوص مختارة ومراجعات في الآداب والفنون على اختلاف مشاربها، في سياق نقدي ومعرفي جعله يفارق الصورة التي اعتدناها لهويته الشاعرية. وفي المقابل نفى قطينة أن تكون هذه المقالات بمثابة توصيات عدا عن كونها ذائفة فردية تتكئ على سنوات من العمل في الصحافة المقروءة.

يطرح قطينة في نصوصه، الصادرة عن دار ميلاد، مفارقات حول مئة عام من صناعة السينما العربية والغربية، وجانبا من الأفكار الفلسفية التي خرج بها نيتشه، وناقش مقاطع من الهوية الموسيقية التي وضع أسسها رواد الفن في المنطقة العربية، وتطرق إلى الكتب المحفورة في الذاكرة وجوانب الإعلام الحديث، وغيرها من القراءات التي ضمها الكتاب بين دفتيه.

الكتاب مقالات في الأدب والفن تحاول الحفاظ على الموروث الكلاسيكي للأعمال الفنية والأدبية وتجديد الذائقة الشرقية.
الكتاب مقالات في الأدب والفن تحاول الحفاظ على الموروث الكلاسيكي للأعمال الفنية والأدبية وتجديد الذائقة الشرقية.

ويسعى المؤلف إلى المشاركة في الفكر النقدي من منظور الجيل الذهبي وما قبله، بالتنقل بين حقبات الزمن التي شهدت التنوع والتقاطع بين الخطوط الوجدانية والتكنولوجية.

في “النصوص المكدّسة” يرمي الكاتب إلى ما هو أبعد من الطرح، وإنما غايته الكشف عن مدى ضرورة إعادة قراءة الأدب والفن المهجورين وإخراجهما إلى النور، والحفاظ على الموروث الكلاسيكي للأعمال الفنية والأدبية وتجديد الذائقة الشرقية. كما أن القراء المثقفين والنقاد والباحثين سوف يدركون أن الموضوعات والقضايا التي تحدث عنها قطينة في كتابه لا تقتصر على العصر الذي كتبت فيه، ولا تخص جمهورها المعاصر لها، بل إن الكثير منها جرى تقديرها والاهتمام بها بعد سنواتٍ من ظهورها.

ولعل ما نلمسه من أسلوب قطينة أنه يحتفظ لنفسه بفردية خاصة لا يشاركه فيها كاتبٌ آخر، ويوظّف محصوله اللغوي بشكل يختلف عن مألوف جريانه عن أقلام الآخرين من الكتّاب.

الجدير بالذكر أنّ معتز قطينة أثرى الصحافة الخليجية بالعديد من المقالات والنصوص، بالإضافة إلى مشاركاته الشعرية في فضاء الإنترنت، وصدرت له 9 كتب آخرها مجموعاته الشعرية “تفسير السنين” و “كان غريبا أنني صدّقت”، ورواية “الجنسية”.

13