النصف الثاني من رمضان موعد الاحتفال بالمناسبات العائلية لدى التونسيين

مواعيد الاحتفال بختان الأطفال أو حفلات الخطوبة تنظم في أحيان كثيرة ولدى جزء هام من التونسيين في نصفه الثاني.
الثلاثاء 2024/04/02
أجواء استثنائية

تونس ـ يتسم شهر رمضان الذي دخل أسبوعه الرابع والأخير ببعض العادات والتقاليد التي تميز نمط حياة التونسيين فشهر الصيام يرتبط بأعمال ظلت راسخة رغم مرور عقد من الزمن. وهذه العادات هي ممارسة معتادة بشكل سنوي تميز أجواء هذا الشهر الكريم ثم تغيب في باقي أشهر وفترات السنة.

ويعد شهر رمضان بالنسبة للتونسيين شهر لم الشمل الأسري فمواعيد زيارة العائلات لبعضها البعض تكثر خلال ليالي هذا الشهر كما تقام مناسبات الاحتفال؛ من ذلك أن مواعيد الاحتفال بختان الأطفال أو حفلات الخطوبة تنظم في أحيان كثيرة ولدى جزء هام من التونسيين في نصفه الثاني وخصوصا في الأسبوع الأخير منه تبركا بفضل ليلة القدر الموافقة لليلة 27 رمضان.

وقال الباحث في الإنتروبولوجيا محمد ذويب لوكالة تونس أفريقيا للأنباء إن النصف الثاني من رمضان يمثل أهم محطات الاحتفال بالمناسبات العائلية إذ يعد بمثابة الموسم السنوي لمراسم الارتباط من خلال تنظيم حفلات الخطوبة كونه موعدا قارا في سجل العديد من الأسر التونسية ويحظى بالاهتمام ذاته بالنسبة إلى مواعيد ختان الأطفال.

ليلة النصف من رمضان تحظى بمكانة خاصة لدى التونسيين ويسمونها باللهجة العامية “ليلة النص”

ومن بين العادات الأخرى خلال رمضان تقارب أسر الخطيبين حول مائدة الإفطار. كما يختار عدد من التونسيين الليالي العشر الأخيرة من رمضان للإعلان عن خطوبتهم.

ويقول سليم أستاذ مختص في التربية الإسلامية إن هذه السلوكيات ليست بالضرورة دينية، بل هي تقاليد دخلت العائلات التونسية منذ قديم الزمان وارتبطت بالعشر الأواخر لشهر رمضان باعتبار أنه توجد فيها ليلة القدر. وأضاف أن الناس يفضلون الاحتفال بمناسباتهم السعيدة خلال هذه الأيام تأكيدا على التمسك بالتقاليد وأن هناك عادة فريدة خلال ليلة القدر وهي ختان الأطفال. ويقول سليم إن ختان الأطفال ليس حدثا دينيا بل هو تجمع عائلي هام. وفي الاحتفال بيوم الختان يرتدي الأولاد الجبة الحريرية والشاشية التونسية وتحضر الأسر أطباقا ووجبات الضيوف وتستأجر في بعض الأحيان فرقا موسيقية للعزف.

ومع تظافر عدة مناسبات من حفلات وخطوبة وختان يكون هذا الشهر كثير النشاط بالنسبة للتجار حيث يعرض تجار الأسواق العتيقة في رمضان الكريم بضاعتهم المتكونة من العطورات والحناء إلى جانب سلال الحلوى وأواني الفضة ولوازم الخطبة والختان.

كذلك تحظى ليلة النصف من رمضان بمكانة خاصة لدى التونسيين ويسمونها باللهجة العامية “ليلة النص”، ويبتهج بحلولها كل بيت تونسي وتتردد قصصها على الألسنة، وتعد لها أطعمة خاصة على مائدة الإفطار، ولها مظاهر احتفالية بنكهة الفرحة تعم البيوت التونسية، فقد خصت هذه الليلة لتكون عنوان للبهجة.

فلليلة النصف من رمضان شأن خاص في تونس، يبدأ من الأسواق، ويمر بالبيوت وبالتحديد موائد الإفطار فيها، ويستمر على امتداد تلك الليلة، التي جعلت مناسبة للفرحة العائلية بالنسبة إلى بيوت البلاد، ولتبادل الدعوات والتهاني.

ولشهر رمضان في تونس قائمة من العادات الثابتة المتصلة أساسا بليال بعينها، خاصة ليلة النصف من رمضان، وكذلك ليلة السابع والعشرين من هذا الشهر، فتستدعى ذاكرة اجتماعية تلقي الضوء على سلوك الناس وأولوياتهم في هذه الأيام بالذات.

15