النشاطات الزراعية تساهم في تنمية المهارات الفكرية للطفل

لندن- يرى خبراء علم النفس أنه من الواجب على الأهل والمعلمين في المدارس غرس بعض الأمور الهامة في نفسيات الأطفال، ومنها الاعتناء بالطبيعة وممارسة الزراعة لأنها ستكون حافزا رئيسيا لهم لحب المسؤولية ومساعدة الآخرين، فالاهتمام بالزرع يساعدهم في تعلم المسؤولية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
وتعتبر البستنة من أسهل الطرق التي يمكن للأطفال من خلالها التواصل مع الطبيعة.
وتظهر الأبحاث أن الأطفال الذين اعتادوا القيام بأعمال البستنة أو شهدوا أعمال البستنة مع والديهم منذ السنوات الأولى من حياتهم يتمتعون بصحة نفسية أعلى، ولديهم أيضًا علاقة أفضل وأكثر إيجابية مع البيئة في مرحلة البلوغ.
ويقول الخبراء إن الطفل يبدأ من عمر 4 سنوات في الاهتمام بالزرع، فيستمتع بشكل خاص بأعمال البستنة وغرس النبتة ورؤيتها تنمو وتكبر.
ويضيفون أن الاهتمام بالزرع يساعد الأطفال في تعلم المسؤولية، لأنهم سيعتنون جيدا بالنباتات التي هي نتاج عملهم الخاص ولديهم المسؤولية للحفاظ عليها.

◙ الاهتمام بالزرع يحث الطفل على الإحساس بالمسؤولية، وبأن لديه دورا مهما في المجتمع، ويمكنه تحقيق النجاحات
كما ستزيد ثقتهم في أنفسهم عند تحقيق هدفهم المنشود، وهو الحصول على تفتح الزهور أو ظهور الفاكهة أو الخضار.
والاهتمام بالزرع يحث الطفل على الإحساس بالمسؤولية، وبأن لديه دورا مهما في المجتمع وبين الأهل والمدرسة، وأنه يمكنه تحقيق الكثير من النجاحات.
كما أن زراعة النباتات تجعل الطفل قادرا على التواصل مع الطبيعة وتقديرها. فمن خلال مراقبته لزراعة أي نبتة، سواء عن طريق زرع الحبوب بالقطن والتراب أو وردة في المنزل، وسقيها ومراقبتها كل يوم حتى تكبر، سيشعر عندها الصغير بالإنجاز مع تعرفه على نمو النبتة.
إضافة إلى أن زراعة الشتلات والنباتات تجعل الطفل أكثر مهارة في التخطيط والتنظيم والتحفيز على الإبداع والقوة الإدراكية.
لذلك يؤكد خبراء علم النفس أنه حتى في البيئة الضيقة يجب على الآباء خلق مساحة لنمو الأطفال من خلال تواجد النباتات داخل المنزل أو على الشرفة أو في حديقة البناء الذي يسكنون فيه لإعداد الأطفال حتى يصبحوا على دراية بالنمو الطبيعي والرعاية التي يتمتعون بها في المنزل.
ووفقا للخبراء تعتبر البستنة واحدة من المجالات التي اعتاد الناس أن يمتعوا الحواس الخمس من خلال العمل فيها، وبالتالي تعتبر واحدة من أكثر الأنشطة المفيدة للأطفال التي تمدهم بأسس من العلوم والفنون، حيث من خلال التجربة يكتسب الأطفال قدرًا كبيرًا من المعرفة حول نمو النبات وما يتعلق بالعناية به بطريقة عملية لا نظرية، بالإضافة إلى ذلك يشعر هؤلاء الأطفال بالمزيد من المسؤولية والنضج لأنهم سيكونون أكثر تقدمًا من أقرانهم.
كما أن أعمال البستنة من العناية بالأرض والتربة وزراعة الزهور والنباتات وملاحظة الحشرات والحيوانات المرتبطة بالأرض هي واحدة من الأمور الجميلة في الحياة ومن أسهل الطرق لربط الأطفال بالطبيعة.
فعندما يرى الأطفال آباءهم يمارسون أعمال البستنة في حديقة المنزل أو في قطعة من الأرض التي يملكونها يدفعهم ذلك إلى صحة عقلية أفضل في مرحلة البلوغ ترتبط ارتباطًا إيجابيًا أكثر مع بيئتهم.