"النسبة الذهبية".. معرض بحريني عن الجمال الكامن بين الفن والرياضيات

المنامة - شهد مركز الفنون التابع لهيئة البحرين للثقافة والآثار افتتاح معرض “النسبة الذهبية” للفنانة الدكتورة مياسة السويدي والذي أشرفت على تنسيقه خبيرة الفن الحديث الفرنسية كورين تيمسيت.

ويحتوي هذا المعرض على ما يزيد عن 100 عمل فني تم توزيعها على قاعات مركز الفنون، إضافة إلى عرض مجوهرات مستوحاة من هوية وعنوان المعرض “النسبة الذهبية”.

ويلقي المعرض الضوء على العلاقة بين الفنون والرياضيات، وهما عالمان يبدوان متناقضين من الوهلة الأولى، إلا أنه عند التعمّق والبحث يمكن إيجاد تشابه كبير بينهما، حيث أن إدراك الجمال في الرياضيات يكمن في التمعّن في الأنماط التي تشكّلها الأرقام.

وتعتمد النسبة الذهبية على التسلسل الرياضي الذي يطلق عليه اسم “فيبوناتشي” وذلك نسبة إلى عالم الرياضيات الذي اكتشفه، حيث يكون الرقم في هذا التسلسل هو مجموع الرقمين الاثنين اللذين يسبقانه، وعند قسمة أي رقمين متتابعين في هذه السلسلة، فإن الناتج هو نسبة “فاي”، التي يطلق عليها أيضا اسم “الرقم الذهبي”. ويظهر تسلسل فيبوناتشي في الكثير من الأنماط في العالم الطبيعي، وخصوصا في الأشجار والنباتات والأزهار.

وحول عنوان المعرض وفكرته قالت الدكتورة السويدي “بحكم دراستي للرياضيات وتخصصي بها، كانت تستهويني المعادلات الحسابية والأشكال الهندسية، وأجدني لا شعوريا أتبعها في أسلوب الرسم الخاص بي، وفي التكوين والتلوين والتشكيل، لذلك لم تخلُ لوحاتي من الأرقام والحسابات، فالرياضيات مختبئة في الأعمال الفنية العظيمة، ومهمتنا هي البحث عنها ومحاولة إدراكها”.

وأضافت “اخترت أن تكون النسبة الذهبية موضوعا لمعرضي الخاص في مركز الفنون، فهي صيغة فنية جمالية مميزة، يجسدها الرقم الذهبي الذي قد يبدو رقما عاديا للوهلة الأولى، لكنه في حقيقة الأمر يعدّ من أكثر الأرقام إثارة للجدل على مر التاريخ، فهو نسبة تمنح كل عمل نقوم به، في شتى مجالات الحياة، جمالا وإتقانا يجعل منه عملا إبداعيا”.

وحول هذا المعرض قال الناقد التشكيلي السوري غازي عانا إن أول ما نلاحظه في معرض “النسبة الذهبية” هو “اتساع هامش الحرية من اختيار الفنانة للعنوان الذي يبدو للوهلة الأولى إشكالياً وصعباً من حيث الفهم، لكنه في العمق إغناء لقيمة الجماليات في العمل الفني من خلال تناغمِ أكثر من شكل أو منطق على نفس السطح في اللوحة ذاتها، وبالتالي توظيف كل ما توفّر لها من أدوات ومواد لخدمة التعبير الذي هو في النهاية الغاية الأساسية من أي منتج إبداعي أو لوحة”.

يذكر أن مياسة السويدي هي فنانة وأكاديمية وعضو مركز الابتكار ونقل التكنولوجيا في جامعة البحرين. حاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة غرنوبل للإدارة في فرنسا عام 2019، وتحصلت أيضا على البكالوريوس تخصص رياضيات من جامعة البحرين. وشاركت في الكثير من المعارض وورش العمل المحلية والإقليمية والعالمية، ونالت العديد من الجوائز الفنية. وبحكم خلفية الفنانة في الرياضيات، يعتبر التوازن والنظام من المكونات المهمة لممارستها الفنية.

كما أن الفن جزء أساسي من حياتها اليومية، حيث يتيح لها حرية التعبير وتعتبره منصة لاستكشاف إبداعاتها. مياسة عضو في جمعية البحرين للفنون، وتتميز أعمالها بأشكالها وانطباعاتها المتميزة، وتجسد الأناقة والرشاقة اللطيفة والجريئة كما تعكس تجربتها ككاتبة وفنانة وسائط مختلطة. وتتمتع أعمالها الفنية المجردة بشهرة إقليمية ودولية، حيث جذبت مجموعة متنوعة من الجماهير على الصعيدين المحلي والعالمي.