النزاع الأميركي الصيني يرفع تكلفة آيفون

الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك يحاول التخفيف من حدة التوترات بوصفه العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين بأنها كبيرة ومعقدة، وتتطلب مستوى من التركيز والتحديث والتجديد.
الأربعاء 2019/05/15
انخفاض شحنات أجهزة آيفون إلى أميركا الشمالية

لندن – رجح خبراء التكنولوجيا أن تضطر شركة أبل إلى زيادة أسعار هواتف آيفون بشكل كبير، بسبب تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

ويمكن أن يلحق ذلك أضرارا كبيرة بالشركة، خاصة بعد التراجع الحاد في المبيعات نتيجة زيادة أسعار الهواتف في العامين الماضيين، والتي ندمت الشركة عليها وعادت لخفض الأسعار في السوق الصينية.

وقالت كاتي هوبرتي المحللة في مورغن ستانلي للخدمات المصرفية الاستثمارية إن زيادة التعرفة الجمركية الجديدة، التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى 25 بالمئة على ما قيمته 200 مليار دولار من الصادرات الصينية، ستضيف 160 دولارا إلى ثمن جهاز آيفون اكس.أل، الذي يبدأ حاليا بسعر 999 دولارا.

وأضافت أن أبل قد تحمي زبائنها من ارتفاع أسعار آيفون عبر تحملها للزيادة في التكلفة، لكن ذلك قد يؤدي إلى انخفاض في ربحية أسهمها بنسبة 23 بالمئة خلال العام المقبل.

وأدت المخاوف بشأن النزاع التجاري بعد تصعيد الصين المضاد إلى هبوط سعر سهم أبل بنسبة تقارب 6 بالمئة يوم الاثنين في أكبر انخفاض يومي منذ عام 2013، لترتفع خسائر أسهمها إلى 11 بالمئة منذ بداية العام.

واتسعت الأخبار السيئة بالنسبة لشركة أبل هذا الأسبوع بسماح المحكمة العليا في الولايات المتحدة باتخاذ إجراء رئيسي ضد الاحتكار. ومنحت المدعين في الدعوى الجماعية الفرصة لمحاولة إثبات أن شركة أبل تستخدم قدرتها الاحتكارية لرفع أسعار تطبيقات آيفون.

كما أظهرت بيانات انخفاض شحنات أجهزة آيفون إلى أميركا الشمالية، أكبر سوق لشركة أبل، بنسبة 19 بالمئة، لتصل إلى 14.6 مليون جهاز آيفون خلال الربع الأول من العام الحالي.

وقد تمتد آثار التعريفات الجمركية أيضا إلى مبيعات آيفون في الصين، أكبر سوق للأجهزة المحمولة في العالم، حيث تراجعت حصة أبل فيها إلى 7.4 بالمئة من مجمل السوق.

وكانت مبيعات أبل في الصين قد تراجعت بنسبة 25 بالمئة خلال النصف الثاني من العام الماضي، لتصل إيراداتها من سوق الصين الكبرى، التي تشمل هونغ كونغ وتايوان إلى 51 مليار دولار في مجمل عام 2018.

وكانت الصين قد أعلنت يوم الاثنين عن خطط لفرض رسوم مضادة بنسبة 25 بالمئة على 2493 منتجا أميركيا اعتبارا من مطلع يونيو المقبل، في رد على زيادة ترامب للرسوم على السلع الصينية واتهامه لبكين بالتراجع عما تم إحرازه من تقدم في المحادثات.

وحذر ترامب الصين من الانتقام قائلا “الأمور سوف تزداد سوءا” لكن الصين اضطرت إلى الرد. الأمر الذي وجه ضربة شديدة للأسهم الأميركية. وكانت أبل وبوينغ من أكبر المتضررين.

وقال بنك غودمان ساكس في مذكرة بحثية إن الصدام بين واشنطن وبكين قد يرفع الأسعار على المستهلكين بشكل أكبر، ويضعف نمو الاقتصاد الأميركي.

وحاول تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل، التخفيف من حدة التوترات بوصفه العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين بأنها كبيرة ومعقدة، وتتطلب مستوى من التركيز والتحديث والتجديد.

وكثفت شركة أبل جهودها للإنتاج في الصين، حيث تستخدم سلسلة إمداد صينية لجميع منتجاتها من أجهزة آيفون وآيباد وماك، على عكس منافستها سامسونغ، التي تمتلك مصانع في كوريا الجنوبية وفيتنام والهند والبرازيل وإندونيسيا، إلى جانب الصين.

ودعا ترامب يوم الاثنين الشركات إلى العمل في الولايات المتحدة، أو على الأقل بعيدا عن الصين، لكن أبل قد تجد صعوبة بالغة في الانتقال بعيدا عن شركة التصنيع العملاقة فوكسكون.

10