النحاس ثروة أردنية تدعم جهود التحول الأخضر

التركيز على خام النحاس يكتسب أهمية إستراتيجية للأردن من حيث تعزيز المكانة الاقتصادية للبلد في الشرق الأوسط والعالم.
الاثنين 2024/11/18
معدن مطلوب عالميا

عمان - اكتسب التركيز على خام النحاس أهمية إستراتيجية للأردن من حيث تعزيز المكانة الاقتصادية للبلد في الشرق الأوسط والعالم وإعادة الزخم الاستثماري لقطاع التعدين، كونه ينسجم مع رؤية التحديث، بما يدعم جهود السلطات للتحول الأخضر مستقبلا.

وعززت المؤشرات الإيجابية آمال البلد بالتنقيب واستكشاف نحاسه في مناطق الجنوب، حيث أظهرت التقارير وجود نتائج ذات جدوى في هذا الخام، ما يحقق نقلة نوعية في القطاع.

ويأتي الاهتمام الرسمي بالقطاع وخاصة النحاس تزامنا مع تزايد الطلب العالمي، باعتباره من المعادن الاستراتيجية للعديد من الصناعات، فضلا عن أهمية العناصر المصاحبة له، والتي سيكون لها قيمة مهمة في خفض الكربون.

والمعدن الأحمر الذي لم يحظ بالاهتمام الكافي على الأقل خلال السنوات الأربع الأخيرة حول العالم، هو شريان أساسي لشبكات الطاقة والمعدات الكهربائية وغيرها من المصادر والصناعات التي تعتمد عليه، والوسيلة الرئيسية للحد من الغازات الدفيئة.

ويؤكد خبراء منصة أنتليكت لأبحاث السوق أن النحاس يلعب دورا حيويا في مختلف الصناعات، إذ يستخدمه قطاع البناء في الأسلاك والسباكة، بينما تعتمد صناعة الإلكترونيات عليه لمكونات مثل لوحات الدوائر والمحركات الكهربائية.

ومع التحول نحو الطاقة البديلة، ارتفع الطلب العالمي على النحاس بمقدار 50 في المئة خلال العامين الأخيرين، لأنه مادة رئيسية في الألواح الشمسية وتوربينات الرياح وبطاريات السيارات الكهربائية.

◙ 4 اتفاقيات مع شركات محلية وعالمية للتنقيب في مناطق أبوخشيبة وملقا وضانا وغور فيفا

ويعول الأردن على زيادة احتياطياته من النحاس بناء على ما أظهرته الدراسات والتقديرات بأن تراكيز المعدن في منطقة أبوخشيبة تصل إلى حدود واحد في المئة.

وخلصت نتائج أعمال الاستكشاف التي أجرتها شركة سولفست التركية في المنطقة إلى احتمالية أن يتراوح الاحتياطي بين 600 و1.5 مليون طن.

وتبلغ نسبة النحاس في محمية ضانا نحو اثنين في المئة، بحسب مدير مديرية دراسات المصادر الطبيعية في وزارة الطاقة والثروة المعدنية هشام الزيود.

ونسبت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية إلى الزيود قوله إنه “تم توقيع 3 مذكرات تفاهم في مناطق أبوخشيبة وملقا وضانا مع ثلاث شركات محلية وعالمية، ويجري الآن الإعداد لتوقيع مذكرة تفاهم رابعة مع شركة محلية في منطقة غور فيفا”.

وأوضح أنه تم الانتهاء من حفر 4 آبار تعدينية لخام النحاس في وادي خالد ضمن محمية ضانا وجمع العينات تحت السطحية، وسيتم تزويد الوزارة بالنتائج حال صدورها ضمن التقارير الشهرية المرسلة.

كما أنهت الوزارة من أعمال الاستكشاف من خلال مذكرة التفاهم الموقعة مع سولفست في أبوخشيبة، وقريبا سيتم توقيع الاتفاقية التنفيذية مع الشركة بعدما أتمت برنامجها وقدمت تقرير الجدوى الاقتصادية الأولية لمشروعها.

وكان مجلس الوزراء قد صادق مؤخرا على مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة والشركة الوطنية العربية للتعدين والصناعات التحويلية، للتنقيب عن النحاس في غور فيفا.

وتأتي المذكرة ضمن جهود الحكومة في التشجيع على الاستثمار في التعدين، باعتباره محركا للصناعات عالية القيمة ضمن رؤية التحديث الهادفة إلى تعزيز مكانة الأردن ليكون مركزا للصناعة التعدينية في المنطقة.

كما أنها تعكس أهمية مشاركة القطاع الخاص ما يسهم في تشجيع الاستثمارات المحلية في قطاع وتعزيز استغلال الثروات الطبيعية بخبرات محلية.

وأشار رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين حمدي الطباع، إلى أن القرار يعد خطوة في تحقيق الرؤية بالنهوض في قطاع التعدين، ويعد ترجمة للجهود التي تبذلها الحكومة في تعزيز الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص.

وقال إنها “تسهم في دفع بالصناعات عالية القيمة وتعزيز مكانة الأردن ليكون مركزا للصناعة التعدينية على مستوى المنطقة، وإلى استغلال الموارد الطبيعية من قبل أياد وبخبرات واستثمار رجال الأعمال الأردنيين.”

وفي تصريحات سابقة لوزير الطاقة صالح الخرابشة، أكد أهمية مشروع التنقيب عن النحاس في منطقة وادي عربة الذي تنفذه الشركة الاردنية المتكاملة للتعدين والتنقيب ضمن مذكرة التفاهم الموقعة بين الوزارة والشركة في يونيو 2022.

وسبق أن أبرمت وزارة الطاقة 11 مذكرة تفاهم للتنقيب عن خامات النحاس والليثيوم والذهب والعناصر الأرضية النادرة والبوتاس الصخري والفوسفات، بالإضافة لمذكرة التفاهم التي وافق عليها مجلس الوزراء لاستغلال النحاس في منطقة غور فيفا.

◙ الاهتمام الرسمي بالقطاع وخاصة النحاس يأتي تزامنا مع تزايد الطلب العالمي باعتباره من المعادن الإستراتيجية للعديد من الصناعات

وأوضح مدير دائرة التعدين في الشركة الأردنية المتكاملة للتعدين والتنقيب سامر مخامرة، خلال جولة تفقدية نفذها الخرابشة أخيرا في منطقة عملها، أنه تم الانتهاء من برنامج في المنطقة الشمالية في ضانا بوادي الجارية منذ توقيع مذكرة التفاهم عام 2022.

وقال إنه “تم إنشاء مسارات جديدة وإعادة تأهيل المسارات القديمة في المنطقة المستهدفة،” بما يرسخ التوجه العام للدولة في هذا المضمار.

وشملت الأعمال الاستكشافية في المجمل 76 خندقا، و170 حفرة، وأربعة أنفاق قديمة، و16 عينة سطحية، و21 بئرا، في حين يجري الآن استكمال أعمال التنقيب وتنفيذ برنامج الحفر في الجزء الجنوبي من منطقة وادي خالد.

ومن المتوقع حفر 10 آبار وسبعة حفر استكشافية وجمع عينات لتعزيز المعلومات والبيانات بالدراسات الجيولوجية، تحضيرا لتوقيع اتفاقية تنفيذية مع الحكومة حال الانتهاء من تقديم دراسة الجدوى الاقتصادية الأولية.

وأظهرت النتائج وجود تراكيز في خام النحاس بثلاث مناطق بنسب أعلى من الدراسات السابقة وفي منطقة واحدة بتراكيز أقل، وهو ما دفع الشركة للتوسع بالجزء الجنوبي بوادي خالد لرفع كمية الاحتياطي وتعزيز نتائج التحاليل الكيميائية لتراكيز النحاس.

وأكد تقرير تقدم سير العمل في البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي للفترة بين عامي 2023 و2025 عن الربع الثالث من العام الحالي، الانتهاء من المرحلة الأولى لحفر الآبار في مشروع فوسفات الريشة.

وأشار التقرير الصادر عن وحدة متابعة الأداء الحكومي في رئاسة الوزراء حول القطاع، إلى حفر 29 بئرا وأخذ 324 عينة منها، إلى جانب متابعة تنفيذ مذكرات التفاهم مع مطوري مشاريع الاستكشاف والتنقيب عن المعادن مع عدة شركات في مختلف مناطق البلاد. وتضمنت المشاريع الذهب والنحاس في منطقة أبوخشيبة والعناصر الأرضية النادرة ومشروع الفوسفات في منطقة الريشة.

10