النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة بالجزائر تمهد لدور ثان

الجزائر تنتظر نتيجة انتخابات رئاسية اتسمت بأدنى نسبة مشاركة بلغت  41.14 في المئة حسب ما أعلنت السلطة الوطنية للانتخابات بالبلاد.
الجمعة 2019/12/13
تبّون وبن قرينة يقتربان من الدور الثاني

الجزائر ـ بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الجزائرية 41.14 في المئة على مستوى الجزائر، حسب ما أعلنت السلطة الوطنية للانتخابات بالجزائر، الجمعة.

وينتظر الجزائريون الجمعة نتائج الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس واتسمت بامتناع قياسي عن التصويت ورفض شديد من قبل حركة الاحتجاج الشعبية التي أدت إلى استقالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في ابريل الماضي.

وأعلنت "السلطة الوطنية المستقلّة للانتخابات" في رسالة نصية أن رئيسها محمد شرفي سيعلن نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الجمعة عند الساعة 11,00 (10,00 ت غ)، فيما ينتظر أن تشهد شوارع ومدن جزائرية أخرى الجمعة خروج مظاهرات هي الثالثة والأربعين مند بدأ الحراك الشعبي الجزائري الذي أطاح بالرئيس بوتفليقة من الحكم.

وقال محمد شرفي في تصريح نقله مباشرة التلفزيون الحكومي إنّ "نسبة المشاركة الإجمالية في الانتخابات الرئاسية بلغت 39,93 بالمئة"، مشيراً إلى أنّ نسبة المقترعين داخل البلاد هي 41,14 بالمئة ونسبة المغتربين الذين أدلوا بأصواتهم في الخارج 8,69 بالمئة.

وهي أدنى نسبة مشاركة في كل الانتخابات الرئاسية التي تنافس فيها مرشحون عدة في تاريخ الجزائر. وهي أقل بعشر نقاط من تلك التي سجلت في الاقتراع السابق -- كانت الدنيا حتى الآن -- وشهدت فوز بوتفليقة لولاية رابعة في 2014.

وقد تراوحت معدلات المشاركة في الانتخابات الرئاسية الجزائرية حتى الآن بين 50.7 بالمئة في 2014 (انتخابات العهد الرابعة لبوتفليقة) و75,68 بالمئة في 1995 حين شهدت البلاد أول انتخابات رئاسية تعددية فاز فيها يومها من الدورة الأولى الجنرال اليمين زروال.

ولم تعلن أي تقديرات، فيما سارع معسكر المرشح عبدالمجيد تبون الذي تولى رئاسة الحكومة لفترة قصيرة في عهد بوتفليقة في 2017، إلى إعلان فوزه من الدورة الأولى في وقت قال مرشحون آخرون أن هناك دور ثان في السباق.

وصرح عبداللطيف بلقايم مساعد مدير المكتب الإعلامي للمرشح "حسب العناصر الأولى المتوفرة لدينا (...) فاز عبدالمجيد تبون في الانتخابات الرئاسية".

لكن مديريات حملة كل من المرشح الإسلامي، عبدالقادر بن قرينة، وكذا عز الدين ميهوبي وعبد العزيز بلعيد، أعلنت مرور منافسيها لجولة ثانية إلى جانب تبون.

ويمكن أن تنظم الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية بين 31 ديسمبر والتاسع من يناير.

نحو التوجه إلى دور ثان
نحو التوجه إلى دور ثان

ويتهم المحتجون المرشحين الخمسة، عبدالعزيز بلعيد وعلي بن فليس وعبدالقادر بن قرينة وعز الدين ميهوبي وعبدالمجيد تبون بأنهم أبناء النظام ويدعمونه بترشحهم.

وبعد عشرة أشهر من احتجاجات شعبية حاشدة غير مسبوقة شهدت الجزائر الخميس انتخابات لاختيار خلف للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قوبلت بحركة اعتراض شعبية واسعة من قبل محتجين يعتبرونها مناورة من قبل النظام للبقاء في السلطة.

فقد خرج آلاف المتظاهرين في وسط العاصمة ضد الانتخابات متحدين الانتشار الكثيف لقوات الشرطة التي منعت تنظيم تظاهرة صغيرة في الصباح، بحسب مصادر صحفية.

وحاول متظاهرون اقتحام مركز للتصويت مما اضطر الشرطة التي حاولت منعهم من ذلك مستخدمة الغاز المسيل للدموع لإغلاقه لنحو نصف ساعة قبل ان تعيد فتحه.

وشهدت مناطق أخرى في الجزائر احتجاجات أيضا. فمع بدء التصويت، اقتحم معارضون للانتخابات مركزي تصويت في بجاية إحدى أكبر مدن منطقة القبائل، وقاموا "بتحطيم صناديق التصويت وخربوا قوائم الناخبين" بحسب شهود.

وسجلت حوادث عدة في هذه المنطقة أدت إلى توقف التصويت في تيزي وزو والبويرة، بحسب عدة مصادر.

ومنذ أسابيع عدة تكرر السلطات خطاب "المشاركة القوية" خلافا لتوقعات المراقبين بنسبة امتناع عالية.

وتصرّ قيادة الجيش على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس جديد للخروج من الأزمة السياسية والمؤسساتية التي تعصف بالبلاد، مقابل رفض تام لأي حديث عن مسار "انتقالي" مثلما اقترحت المعارضة والمجتمع المدني لإصلاح النظام وتغيير الدستور الذي أضفى الشرعية على إطالة أمد حكم بوتفليقة.

كان ينبغي إجراء الانتخابات في 4 يوليو لكنها ألغيت في غياب المرشحين، غير أن الجيش هذه المرة مضى في مشروعه للخروج من الأزمة الدستورية التي تعمق الأزمة الاقتصادية.

للمزيد: