الناتو يهادن ترامب بخصوص أوكرانيا مطالبا بالمزيد من الإنفاق

بروكسل - أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، عن تأييده للاتصال الذي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، للتوصل الى السلام، مطالبا في نفس الوقت بزيادة الإنفاق الدفاعي للدول الأعضاء، وأشار إلى إنتاج روسيا كل ثلاثة أشهر كمية من الأسلحة والذخائر تعادل ما ينتجه الحلف خلال عام كامل.
وقال روته للصحفيين لدى وصوله إلى مقر الحلف في بروكسل لرئاسة اجتماع لوزراء الدفاع لدول الحلف، "من الواضح أن المكالمة أعطت انطباعًا بأنها كانت ناجحة. نحن جميعًا نريد السلام في أوكرانيا. لكن علينا ضمان أن تكون أوكرانيا في أفضل وضع ممكن".
وشدد على أنه "من الضروري عندما يتم التوصل إلى اتفاق سلام، يجب أن يكون هذا الاتفاق دائمًا، ويجب أن يعرف بوتين أن هذا هو النهاية. لا يمكنه أبدًا محاولة الاستيلاء على جزء آخر من أوكرانيا مجددًا".
وأوضح روته "علينا التركيز على القضايا الكبرى. والقضية الكبرى الأولى هي ضمان أن بوتين يدرك أنه يجب عليه الجلوس إلى طاولة المفاوضات".
وفي الوقت الذي تدعو فيه واشنطن إلى محادثات فورية لإنهاء الحرب، تعبر أوروبا وكييف عن قلقهما من أن تُعقد هذه المفاوضات دون مشاركة أوكرانيا بشكل كامل، مما يثير تساؤلات بشأن طبيعة أي اتفاق محتمل ومدى استدامته.
وأكد روته، أن أوكرانيا يجب أن تكون طرفًا أساسيًا في أي محادثات سلام، مشددًا على أن أي اتفاق يجب أن يكون مستدامًا. وقال "يجب أن تكون أوكرانيا في موقف قوي، وعندما يتم التوصل إلى اتفاق، يجب أن يكون هذا الاتفاق غير قابل للانهيار."، مضيفا أنه "في عام 2014، اعتقدنا أن اتفاقية مينسك كانت دائمة، لكنها لم تكن كذلك. بوتين واصل محاولته السيطرة على أجزاء من أوكرانيا، ثم في عام 2022، شن هجومًا واسع النطاق".
وتابع "لا يمكننا أبدًا السماح بحدوث ذلك مرة أخرى لذلك، أنا مؤيد للسلام، ومؤيد لمحادثات السلام تمامًا. ولكن علينا ضمان أن يكون أي اتفاق يتم التوصل إليه دائمًا، وأن تكون أوكرانيا آمنة".
وأضاف "من الواضح أن الكثير قد حدث بالأمس في المكالمة، وكذلك في وسائل الإعلام. ولا شك أن ذلك سيكون موضوع نقاش اليوم وخلال الأيام والأسابيع القادمة. ولكن هناك أيضًا تقارب واضح يتشكل. نحن جميعًا نريد السلام في أوكرانيا، ونريده عاجلًا وليس آجلًا. كما نريد جميعًا أن تكون أوكرانيا في أفضل وضع ممكن، وعندما تبدأ تلك المحادثات، نتأكد من إمكانية اختتامها بنجاح".
وخلال اجتماع في باريس، شدد وزراء خارجية فرنسا، ألمانيا، بولندا، إيطاليا، إسبانيا، بريطانيا وأوكرانيا على أن أوروبا وكييف يجب أن تكونا جزءًا من أي مفاوضات، مؤكدين في بيان مشترك "يجب أن تكون أهدافنا وضع أوكرانيا في موقف قوة، وضمان حصولها على ضمانات أمنية قوية".
وحدّد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث خلال زيارة إلى بروكسل الأربعاء، الخطوط الحمر بالنسبة لترامب في ما يتّصل بحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا. واعتبر أنه من "غير الواقعي" تصوّر عودة أوكرانيا إلى حدودها قبل العام 2014، أي بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
كذلك، فإنّ انضمام أوكرانيا إلى التحالف الأطلسي بعد مفاوضات السلام "غير واقعي"، وفق هيغسيث.
وبخصوص اجتماعات الخميس، قال روته "بالطبع، سنناقش اليوم أيضًا مسألة الإنفاق الدفاعي. علينا أن نزيد من الإنفاق، ليس فقط لأن الولايات المتحدة تتوقع ذلك، وتتوقع أن تدفع أوروبا حصتها العادلة، بل لأننا نعلم أن التهديد القادم من روسيا ومن خصوم آخرين آخذ في التزايد. وسيكون هذا موضوعًا للنقاش اليوم".
وتابع "سنناقش أيضًا قاعدة التصنيع الدفاعي، وكيف يمكننا إنتاج المزيد. فنحن لا ننتج ما يكفي. هذه مشكلة جماعية تمتد من الولايات المتحدة إلى تركيا، وتشمل الاتحاد الأوروبي بأكمله، والنرويج، والمملكة المتحدة. لدينا صناعات دفاعية رائعة، لكننا لا ننتج ما يكفي. روسيا تنتج في ثلاثة أشهر ما ينتجه الناتو بأكمله في عام. وهذا ببساطة غير مستدام. علينا تكثيف إنتاج الصناعات الدفاعية".