الناتو ينشئ مكتب اتصال بالأردن في خضم توترات متصاعدة تشهدها المنطقة

أول مكتب لحلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط.
الجمعة 2024/07/12
قمة في توقيت حساس

قرر حلف شمال الأطلسي في قمته الأخيرة إنشاء مكتب اتصال في الأردن، في خطوة هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، ووصفتها عمان بالعلامة الفارقة في الشراكة الإستراتيجية العميقة التي تربط بينها وبين أعضاء الحلف.

عمان – أثار قرار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الخميس، إنشاء مكتب اتصال في الأردن، نقاط استفهام لاسيما من حيث توقيته الذي يتزامن ووضع مضطرب تشهده منطقة الشرق الأوسط، نتيجة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة والمترافقة مع تصعيد بين حزب الله وإسرائيل على الجبهة الشمالية.

وجرى الكشف عن الخطوة وهي الأولى من نوعها في المنطقة، خلال قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن، والتي تم خلالها أيضا الاتفاق عن خطة عمل شاملة للشرق الأوسط، فضلا عن تسمية مبعوث لـ”المناطق الجنوبية”، التي تشمل الشرق الأوسط وأفريقيا. ويرى متابعون أن قرار الناتو إنشاء مكتب اتصال في الأردن، يؤكد على عمق العلاقات التي تربط المملكة وأعضاء الحلف، لكنه أيضا يعكس قلقا غربيا حيال التطورات الجارية في المنطقة، والمخاوف من اتساع نطاقها جراء الحرب المستمرة في غزة.

الحلفاء في قمة الناتو لعام 2024 اعتمدوا خطة عمل لتعزيز نهج التعاون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

وسبق وأن شارك الأردن مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في التصدي لمسيرات وصواريخ أطلقتها إيران في أبريل الماضي باتجاه إسرائيل، ومرت فوق الأراضي الأردنية، وذلك ردا على ضربة استهدفت القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق.

وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية في بيان أوردته وكالة الأنباء الأردنية ( بترا) الخميس إن “الحلفاء في قمة الناتو لعام 2024 في واشنطن اعتمدوا خطة عمل لتعزيز نهج التعاون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمواكبة تطورات المشهد الأمني والإقليمي والعالمي، وحرصت هذه الخطة على إظهار التزام الحلف بتعزيز التعاون مع دول الجوار الجنوبي، من خلال إنشاء مكتب اتصال للحلف في المملكة الأردنية الهاشمية وهو مكتب الاتصال الأول في المنطقة”.

وأضاف بيان الوزارة “يمثل قرار افتتاح المكتب، الذي كان قد تم الإعلان عن النية لإنشائه في البيان الختامي لقمة الناتو في ليتوانيا في يوليو عام 2023، علامة فارقة في الشراكة الإستراتيجية العميقة بين الأردن والحلف، حيث يقر الحلف بدور الأردن المحوري في تحقيق الاستقرار إقليميا ودوليا، ويشيد بإنجازاته الممتدة في مكافحة التهديدات العابرة للحدود كالإرهاب والتطرف العنيف”.

وأشارت الوزارة إلى أن “المكتب، باعتباره مكتبا تمثيليا للحلف، سيسهم بتعزيز الحوار السياسي والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك بين حلف الناتو والأردن. وسيعزز المكتب التواصل المستمر بين الأردن والحلف وبما يسهم في تعزيز فهم أعمق للسياقات الوطنية والإقليمية وإحراز التقدم المنشود في تنفيذ برامج وأنشطة الشراكة التي تشمل عقد المؤتمرات والدورات وبرامج التدريب في مجالات مثل التحليل الإستراتيجي، والتخطيط لحالات الطوارئ، والدبلوماسية العامة، والأمن السيبراني، وإدارة تغير المناخ، وإدارة الأزمات والدفاع المدني”.

وأوضحت أن إنشاء مكتب اتصال لحلف الناتو في عمان تطور طبيعي في العلاقة المتنامية بين الأردن والحلف والممتدة منذ عام 1996. وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش القمة الأخيرة للناتو أن “الأردن شريك ذو قيمة عالية لحلف شمال الأطلسي منذ فترة طويلة، ونحن ننقل هذه الشراكة إلى مستوى جديد”.

hh

وقال ستولتنبرغ إن افتتاح مكتب في العاصمة الأردنية عمّان يوضح أن الحلف “يتعامل فعلياً مع التهديدات والتحديات في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن الفرص الممكنة في المنطقة”. ولفت إلى أنه “على رغم رؤيتنا للتهديدات وحالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإننا نرى فرصاً للعمل بشكل وثيق مع شركائنا، بما في ذلك الأردن”.

ويرى مراقبون أن تركيز مكتب اتصال في الأردن لا يرتبط فقط بالتحديات الراهنة في علاقة بالحرب في غزة، بل وأيضا في سياق مواجهة التحديات التي تفرضها قوى دولية منافسة مثل روسيا.

ويشير المراقبون إلى النية لإنشاء مكتب في الأردن كانت موجودة وسبق وأن تم التعبير عنها لكن يبدو أن الأحداث في المنطقة سرعت المضي في الخطوة. ويرتبط الأردن بعلاقات عسكرية متقدمة مع أعضاء حلف شمال الأطلسي، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، التي توجد قوات لها على أراضي المملكة.

وكان ثلاثة عسكريين أميركيين قتلوا وأصيب العشرات في هجوم بطائرة مسيرة شنه مسلحون متحالفون مع إيران في يناير الماضي على القوات الأميركية في شمال شرق الأردن بالقرب من الحدود السورية. وكانت تلك أول ضربة تستهدف القوات الأميركية ويسقط فيها قتلى منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر، ومثلت حينها تصعيدا كبيرا في التوتر الذي يجتاح الشرق الأوسط.

2