الناتو يستعرض قوته في البحر الأسود في مواجهة الاستفزازات الروسية

نسيم البحر مناورات هي الأضخم في البحر الأسود بمشاركة دول عربية بينها تونس والمغرب.
الأربعاء 2021/06/23
مناورات تثير حفيظة روسيا

واشنطن – أعلنت البحرية الأميركية عن انعقاد مناورات عسكرية في البحر الأسود بمشاركة 32 دولة، من بينها 4 دول عربية هي مصر والإمارات وتونس والمغرب.

وتنطلق مناورات "نسيم البحر"، التي تستضيفها القوات البحرية الأميركية والأوكرانية وتوصف بأنها المناورات الأضخم من نوعها في المنطقة منذ عام 1997، في الفترة بين 28 يونيو و9 يوليو 2021.

وذكرت البحرية الأميركية أن هذه التدريبات العسكرية البحرية التي ستستمر 12 يوما، ستشمل من بين أمور أخرى "الحرب البرمائية وحرب المناورة البرية وعمليات الغطس وعمليات الاعتراض البحري والدفاع الجوي وتكامل العمليات الخاصة والحرب ضد الغواصات وعمليات البحث والإنقاذ".

ويشارك في هذه المناورات البحرية 5 آلاف عسكري إضافة إلى 32 سفينة و40 طائرة و18 فريق كوماندوز، ما يجعل منها أكبر تدريبات مشتركة منذ سنوات.

وتوصف هذه المناورات بأنها حدث هام لحلف شمال الأطلسي، على الرغم من مشاركة العشرات من الدول غير الأعضاء في الحلف فيها بصفة مشارك أو مراقب.

وأثار الإعلان عن المناورات حفيظة روسيا، حيث حذرت السفارة الروسية في واشنطن من أن حجم تدريبات "نسيم البحر" في البحر الأسود، يزيد من خطر وقوع حوادث غير مقصودة هناك.

وأوضحت البعثة الدبلوماسية الروسية لدى الولايات المتحدة، أن روسيا لهذا السبب، تدعو الولايات المتحدة وحلفاءها إلى التخلي عن هذه المناورات.

وفي تغريدة على حسابها في تويتر، قالت السفارة الروسية في واشنطن "لا يتوافق الحجم والطبيعة العدوانية الواضحة لهذه المناورات بتاتا، مع المهام الأمنية الحقيقية في منطقة البحر الأسود".

ويسعى قادة حلف الشمال الأطلسي "الناتو" خلال عهد الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تحجيم النفوذ الروسي ومواجهة التحديات التي تفرضها طموحات الصين في المنطقة.

والأسبوع الماضي عبر قادة دول الحلف في البيان الختامي لقمتهم في بروكسل عن "قلقهم" إزاء طموحات الصين المعلنة التي تشكل تحديات لأسس النظام الدولي، وأيضا "التهديد المتنامي" الذي يرافق تعزيز روسيا لترسانتها العسكرية وأنشطتها الاستفزازية بجوار حدود الحلف.

وحذروا من أنه "ما دامت روسيا لا تظهر أنها تحترم القانون الدولي وتفي بالتزاماتها ومسؤولياتها الدولية، لا يمكن أن يعود الوضع إلى طبيعته".

وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قلقه إزاء ما اعتبره التعزيز المستمر لقدرات الناتو العسكرية، والبنية التحتية للحلف بالقرب من الحدود الروسية.

وتعارض روسيا انضمام أوكرانيا التي تستضيف المناورات الضخمة إلى حلف شمال الأطلسي، وكان بوتين حذر من احتمالات انضمام أوكرانيا إلى "الناتو"، معتبرا أن اقتراب الحلف من حدود بلاده أمر بالغ الأهمية لأمن روسيا وشعبها.

ويؤيد الرئيس الأميركي انضمام أوكرانيا إلى الحلف، في حين تشهد العلاقات بين كييف وموسكو توترا متصاعدا منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في إقليم دونباس، حيث تتجدد الاشتباكات في الإقليم على فترات متقطعة.