الناتو يتهم بوتين باستخدام الشتاء سلاحا في الحرب

المساعدات الغربية لا تكفي لاستعادة الطاقة الكهربائية بالكامل في أوكرانيا.
الأربعاء 2022/11/30
الكثير من الكلام.. القليل من الفعل

معركة الشتاء ستكون هي المعركة الفاصلة في الحرب التي تخوضها روسيا من موقع قوة بعد أن استهدفت منشآت التدفئة والطاقة والكهرباء والغاز في المدن الأوكرانية، ما سيجعل المدنيين يعيشون أوضاعا صعبة بالرغم من وعود المساعدات التي ينوي الغربيون تقديمها إلى كييف.

بوخاريست - اتّهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الثلاثاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسعي “لاستخدام الشتاء سلاحا في الحرب” على أوكرانيا، حاثا أعضاء الحلف على تقديم المزيد من المساعدات لكييف لمجابهة هجوم الشتاء، في الوقت الذي يظهر فيه بالكاشف أن المساعدات مازالت دون المأمول، وأنها لن تحل أزمة الأوكرانيين.

وقال ستولتنبرغ قبل بدء اجتماع وزراء خارجية الحلف الذي يعقد في بوخاريست ويستغرق يومين (الثلاثاء والأربعاء) “علينا الاستعداد لعبور المزيد من اللاجئين إلى باقي أنحاء أوروبا” نتيجة “هجوم (روسيا) المتعمّد على منشآت الخدمات الأساسية والتدفئة والكهرباء والمياه والغاز” في أوكرانيا.

وحث ستولتنبرغ أعضاء الحلف على التعهد بتقديم المزيد من المساعدات الشتوية لكييف، بعد أن طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من مواطنيه الاستعداد لأسبوع آخر من البرد والظلام بسبب الهجمات الروسية التي تستهدف البنية التحتية.

وسيركز اجتماع وزراء خارجية الحلف على تكثيف المساعدات العسكرية لأوكرانيا مثل أنظمة الدفاع الجوي والذخيرة، حتى مع اعتراف دبلوماسيين بوجود مشكلات تتعلق بالإمداد والطاقة الإنتاجية، لكنهم سيناقشون أيضا تقديم مساعدات غير فتاكة.

أوروبا تستعد لعبور المزيد من اللاجئين مع استمرار الهجوم الروسي على منشآت التدفئة والكهرباء والمياه والغاز

وقد سلّم الحلف جزءا من هذه المساعدات غير الفتاكة، والتي تشمل سلعا مثل الوقود والإمدادات الطبية ومعدات مواجهة الشتاء.

وحذر الرئيس الأوكراني الاثنين مواطنيه من هجمات روسية جديدة هذا الأسبوع قد تكون شديدة مثل هجمات الأسبوع الماضي، التي كانت الأسوأ حتى الآن، والتي تركت الملايين دون تدفئة أو ماء أو كهرباء.

وتقر روسيا باستهداف البنية التحتية الأوكرانية، لكنها تنفي أن تكون نيتها إيذاء المدنيين.

وقال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى “سيكون شتاء رهيبا بالنسبة إلى أوكرانيا، لذلك نعمل على تعزيز دعمنا لها كي تتمكن من الصمود”.

ودعا الرئيس الألماني فرانك – فالتر شتاينماير إلى تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا في ضوء الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية للطاقة هناك جراء الحرب.

وقال شتاينماير خلال زيارة إلى المركز اللوجستي للصليب الأحمر الألماني في مطار برلين “يواجه الملايين من الأوكرانيين الآن الشتاء بعوز شديد وظلام وبرد”، داعيا المدن والبلديات إلى الدخول في شراكات مع البلديات الأوكرانية. كما دعا إلى تقديم تبرعات حتى تتمكن منظمات الإغاثة من شراء المولدات أو أجهزة التدفئة على سبيل المثال.

وفي سياق جمع المساعدات، أفاد مسؤولون أميركيون بأنّ واشنطن ستعلن، على هامش اجتماع الحلف، عن مساعدة مالية “كبيرة” لكييف للتخفيف من وطأة الأضرار التي سبّبها القصف الروسي الذي استهدف شبكة الطاقة الأوكرانية.

اقرأ أيضاً: تركيا تلقي بالمزيد من العراقيل أمام عضوية السويد وفنلندا في الناتو
اقرأ أيضاً: تركيا تلقي بالمزيد من العراقيل أمام عضوية السويد وفنلندا في الناتو

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لصحافيين طالباً عدم نشر اسمه إنّ هذه المساعدة التي سيعلن عنها بالتفصيل وزير الخارجية أنتوني بلينكن “ستكون كبيرة، وهذه ليست النهاية”.

ولم يحدّد المسؤول قيمة هذه المساعدة، مكتفياً بالقول إنّ إدارة بايدن خصّصت 1.1 مليار دولار لدعم قطاع الطاقة في أوكرانيا ومولدافيا.

وأوضح أنّ هذه المساعدة الطارئة تندرج في إطار التحضيرات الجارية لتنظيم مؤتمر دولي للمانحين بشأن “دعم المقاومة المدنية الأوكرانية” سيُعقد في فرنسا في 13 ديسمبر.

ومنذ مطلع أكتوبر الماضي تشنّ روسيا قصفاً صاروخياً مكثّفاً على البنية التحتية للطاقة في كلّ أنحاء أوكرانيا. وأسفر هذا القصف بحسب كييف عن تضرّر ما بين 25 و30 في المئة من هذه البنية التحتية.

وبحسب المسؤول الأميركي فإنّ “ما يفعله الروس هو أنّهم يستهدفون تحديداً محطّات المحوّلات عالية الجهد” وليس محطات إنتاج الطاقة فحسب، وذلك بهدف تعطيل السلسلة بأكملها من الإنتاج إلى التوزيع.

كما أنّ الولايات المتّحدة ستدعو خلال هذا الاجتماع الدول الأخرى إلى تعزيز مساعداتها في هذا المجال، وفق قول المسؤول الأميركي.

وكانت كارين دونفريد، مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأوروبية، قالت للصحافيين الاثنين إنّ اجتماع بوخاريست سيكون أيضاً مناسبة لتسليط الضوء على “التماسك والوحدة الملحوظين” للحلف الأطلسي منذ بداية الحرب في أوكرانيا.

وقالت شركة الطاقة الوطنية الأوكرانية يوكرينرجو إن قدرة نظام الطاقة الأوكراني على تلبية الطلب على الطاقة انخفض إلى 73 في المئة مع اتساع الفارق في نقص الإمدادات بسرعة صباح الاثنين.

Thumbnail

وبذلت أوكرانيا جهودا حثيثة لاستعادة التيار الكهربائي بشكل كامل الثلاثاء بعد نحو أسبوع من موجة ضربات صاروخية روسية ألحقت أضرارا جسيمة بمنشآت الطاقة في مختلف أنحاء البلاد.

وقالت شركة يوكرينرجو المشغلة لشبكة الكهرباء الوطنية إن العجز في إنتاج الطاقة الكهربائية زاد بشكل طفيف اعتبارا من الاثنين بعد الإغلاق الطارئ للعديد من محطات الطاقة وزيادة الاستهلاك مع حلول فصل الشتاء.

وأضافت الشركة في بيان على فيسبوك وتطبيق المراسلة تلغرام “اعتبارا من الساعة 11 صباحا يوم 29 نوفمبر، يوفر منتجو الكهرباء 70 في المئة من استهلاك الكهرباء في أوكرانيا. العجز الحالي في إنتاج الطاقة الكهربائية يبلغ 30 في المئة”.

وتابعت “نؤكد أن العجز العام في شبكة توليد الطاقة ناجم عن سبع موجات من الهجمات الصاروخية الروسية على البنية التحتية للطاقة في البلاد”.

وقالت شركة دي.تي.إي.كيه، أكبر شركة خاصة لإنتاج الكهرباء في أوكرانيا، الاثنين إنها ستخفض إمدادات الكهرباء بنسبة 60 في المئة لزبائنها في كييف في الوقت الذي تقترب فيه الحرارة من درجة الصفر.

وطلبت الحكومة من المستهلكين الحفاظ على الطاقة للحيلولة دون اللجوء إلى المزيد من حالات انقطاع التيار الكهربائي الطارئة ومساعدة فرق العمل على إصلاح الأضرار.

5