الميليشيات تفرض "ضرائب" على مستخدمي الطرق في صلاح الدين

تكريت (العراق) - يشكو أهالي العديد من المناطق العراقية المستعادة من تنظيم داعش من تصرّفات عناصر الميليشيات الشيعية التي كانت قد شاركت في الحرب على التنظيم، ولا تزال رغم الإعلان الرسمي قبل أكثر من عام عن نهاية الحرب، تحتفظ بمواقعها في تلك المناطق تحت عنوان المشاركة في حفظ الأمن.
وقال مسؤول محلّي بقضاء الشرقاط شمالي تركيت مركز محافظة صلاح الدين بشمال العاصمة العراقية بغداد، إن عناصر من الحشد الشعبي يفرضون على مسخدمي أحد الطرقات دفع أموال لقاء السماح لهم بالمرور.
ونقلت شبكة رووداو الإعلامية، الثلاثاء، عن قائممقام قضاء الشرقاط، علي دودح، قوله إن عناصر من الحشد الشعبي يفرضون دفع الأموال على المارين عبر إحدى السيطرات (نقطة تفتيش) جنوبي القضاء، مشيرا إلى أنّه ناشد الجهات الأمنية التدخل، لكنّها أكدت له عجزها عن إيقاف هذه الممارسات.
وبالتوازي مع ذلك أظهرت لقطات فيديو صوّرها أحد الأهالي بكاميرا هاتف محمول عددا من الشاحنات الثقيلة بعضها محمّل بالبضائع وهي متوقّفة عند نقطة تفتيش بانتظار إذن العبور.
وتتواتر شهادات سكان المناطق التي تسيطر عليها فصائل الحشد الشعبي، بشأن تصرّفات مشابهة لما يجري في الشرقاط، هدفها جمع الأموال عبر فرض “إتاوات” على التجار ومستعملي الطرقات، فيما يتحدّث الشهود عن عمليات سلب وابتزاز للمواطنين وخصوصا الميسورين منهم، تحت عنوان حمايتهم من إرهاب داعش حينا، وبتهديدهم حينا آخر باتهامهم بالانتماء إلى التنظيم ذاته أثناء سيطرته على مناطقهم.
ويقطن غالبية تلك المناطق الواقعة بشمال وغرب العراق أبناء الطائفة السنيّة، فيما غالبية العناصر المكوّنة للحشد شيعية، لتأخذ بذلك عملية سلب الأموال والممتلكات وفرض “الإتاوات” بعدا طائفيا.
وقال دودح إن “هناك سيطرة في جنوب قضاء الشرقاط يديرها عناصر الحشد الشعبي وهؤلاء يأخذون الأموال من المارة”، مبينا أن “هذه الأموال المستحصلة ليست تعرفة جمركية بل يمكن تسميتها إتاوات ورشاوى”.
وأضاف “اتصلت بقائد عمليات صلاح الدين لكّنه قال إن هؤلاء من الحشد الشعبي وليس بإمكاننا التغلب عليهم، وبعد ذلك تحدثت مع قادة بالأمن الوطني لكنهم أجابوا بالرد ذاته”.