الميليشيات تتخذ من حفتر فزاعة للبقاء في الزاوية

قيادات تنتمي إلى هذه المجموعات المسلحة تعتبر أن خروجها من الزاوية سيعني فسح المجال لقوات حفتر.
الاثنين 2023/05/08
وضعية محرجة للخروج

الزاوية (ليبيا) - أعربت ميليشيات ليبية عن معارضتها لأي خطوة تستهدف إنهاء وجودها في مدينة الزاوية، بعد حديث حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عن اعتزامها إنهاء حالة الانفلات الأمني الذي تعيشه المدينة الواقعة على بعد 40 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس. واعتبرت قيادات تنتمي إلى هذه المجموعات المسلحة أن خروجها من الزاوية سيعني فسح المجال لقوات حفتر، في إشارة إلى الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر.

ويرى مراقبون أن هذه التحذيرات لا تعدو كونها فزاعة للبقاء في المدينة، حيث أنه ليس لدى قيادة الجيش الليبي أي خطط لتحرك عسكري في ظل وجود فيتو دولي، وفي ظل حراك أممي يروم إنهاء المرحلة الانتقالية بإجراء انتخابات عامة. وتحولت مدينة الزاوية التي تسيطر عليها مجموعة من الميليشيات إلى وكر للجريمة المنظمة، وموطئا للمهاجرين الأفارقة غير النظاميين الذين انضم عدد منهم إلى تلك الميليشيات.

واهتزت المدينة مؤخرا بسبب حادثة تعرض شباب ليبيين للتعذيب على يد مرتزقة أفارقة داخل مقر إحدى الميليشيات، مما أثار غضبا لدى الرأي العام المحلي، وأدى إلى احتجاجات واسعة واعتصامات. ودفعت هذه الاحتجاجات المستمرة حكومة الوحدة إلى مغادرة مربع الصمت الذي لازمته طويلا، وأعلنت عن تشكيل لجنة للاستماع لمطالب أهالي الزاوية، وحصر المواقع العسكرية لبسط الأمن في المدينة.

ناصر عمار: هل ستسقط الزاوية كما سقطت سرت والجفرة
ناصر عمار: هل ستسقط الزاوية كما سقطت سرت والجفرة

جاء ذلك عقب اجتماع عقده رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي باعتباره القائد الأعلى للجيش، مع رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الوحدة محمد الحداد، ورئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة الذي يشغل أيضاً منصب وزير الدفاع، إلى جانب رئيس جهاز الاستخبارات العامة، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية في الزاوية، وممثلين عن الحراك المدني والأعيان بالمدينة جرى الإعلان بعدها عن وضع خطة لتأمين المدينة ومعالجة الانفلات الأمني.

وتضم اللجنة الأمنية المشكلة ثمانية ضباط، ويرأسها مدير إدارة التدريب بالقوات الليبية التابعة لحكومة الوحدة اللواء نوري الشنوك بالإضافة إلى ستة أعضاء من ممثلي حراك شباب الزاوية وخمسة أعضاء من ممثلي حكماء وأعيان المدينة.

وأثار إعلان اللجنة مخاوف الميليشيات المنتشرة في المدينة، وسارع آمر قوة الإسناد بعملية بركان الغضب ناصر عمار الموالي لتيار المفتي المعزول الصادق الغرياني إلى التحذير من أن أي خطوة لإنهاء وجود المجموعات المنتشرة ستغري قوات حفتر للهجوم على الزاوية.

وقال عمار في منشور له عبر صفحته على فيسبوك “إذا سقطت الزاوية فإن حفتر لا يحتاج إلا لـ72 ساعة ليكون داخل العاصمة طرابلس، أما اغنيوه فلن يصمد أمام المتربصين به الذين ينتظرون الفرصة السانحة للانقضاض عليه”، في إشارة إلى عبدالغني ككلي الذي يتزعم ما يسمى بجهاز دعم الاستقرار.

وتابع عمار حديثه "لا بد من الانتباه لمخطط الناصحين الجدد الذين يلبسون لباس الضأن بحجة القضاء على الميليشيات وهم في حقيقة الأمر ذئاب مفترسة ينتظرون زيادة تفكك مدينة الزاوية للانقضاض عليها".

ورأى أن "سياسة فرّق تسد" هي القاعدة التي يتم بها التعامل مع العديد من المدن القوية والمؤثرة. وتساءل عمار “هل ستسقط الزاوية بعد دخول الحداد إليها كما سقطت سرت والجفرة، أم أن قياداتها أقوى من أي مؤامرة، وباستطاعتهم توجيه ضربة مضادة يتم من خلالها إفشال المخططات المدعومة من الشرق على هذه المدينة".

وتبدو حكومة الوحدة أمام اختبار صعب، بين الاستجابة لمطالب أهالي الزاوية وإنهاء الوضع الأمني الشاذ، أو الخضوع للميليشيات التي يراهن الدبيبة على دورها في صد الخصوم.

4