الميليشيات الموالية لإيران في العراق هرّبت المتهمين بقتل هشام الهاشمي

الحكومة العراقية تتعرف على قتلة الخبير المختص بشؤون الجماعات المسلحة بعد ضبط دراجتين ناريتين تم استخدامها في عملية الاغتيال.
الاثنين 2020/11/16
الحكومة العراقية تتعهد بملاحقة القتلة وتطبيق القانون عليهم

بغداد - أعلنت السلطات العراقية، الأحد، أن المتهمين باغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي في يوليو "تم تهريبهم إلى الخارج" على يد جهات لم تحددها كما لم تصرح بوجهة هروبهم.

وأكد المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي أحمد ملا طلال خلال مقابلة مع قناة "العراقية" الإخبارية، أن قوات الأمن تعرفت على قتلة الهاشمي من خلال ضبط دراجتين ناريتين في منطقة بالعاصمة بغداد، مشيرا إلى التعرف على اثنين من الأشخاص كانا يستقلانهما في عملية الاغتيال.

وأضاف "تم التعرف عليهم، لكن تبين لاحقا أنه تم تهريبهم إلى خارج العراق من قبل بعض الجهات"، مبيناً أن الحكومة تعهدت بملاحقة القتلة، وسيتم جلبهم من الخارج.

وتابع طلال أن "رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، وعد بملاحقة هؤلاء المجرمين، وإن هربوا إلى خارج العراق، حتى يتم اعتقالهم وإعادتهم وتطبيق القانون عليهم".

وكان مسؤولون في وزارة الداخلية العراقية قد أكدوا في وقت سابق أن التحقيقات الخاصة باغتيال الهاشمي أوصلت فرق التحقيق إلى نتائج متقدمة، ولا صحة لوقف التحقيق أو أنه شكلي فقط، وأن "هذه التحقيقات تجرى بإشراف ومتابعة مباشرة من قبل رئيس الوزراء".

واغتالت الميليشيات الموالية لإيران في 6 يوليو الماضي، الهاشمي قرب منزله بحي زيونة شرقي بغداد، ردا على قرار رئيس الحكومة إعفاء فالح الفياض من منصبين أمنيين حساسين.

ويبدو أن كتائب حزب الله لم تنس للهاشمي أنه أول من كشف الهوية الشخصية معززة بالصور للمسؤول الميداني عن عملياتها، الذي يكنّي نفسه بـ”أبوعلي العسكري”، ونشر تفاصيل دقيقة عنه.

ويقول مراقبون إن الميليشيات التابعة لإيران ضربت أكثر من عصفور برصاص اغتيال الهاشمي، فهي تخلصت أولا من صوت كثير الإزعاج وشديد التأثير في توجيه الرأي العام المضاد لها، وثانيا أرسلت رسالة إلى كل من ينقدها تفيد بأنه قد يلقى المصير نفسه.

وأثارت حادثة الاغتيال موجة استنكار محلي ودولي، وأدان سفراء ودبلوماسيون عرب وأجانب العملية، فيما نعت الأمم المتحدة عبر ممثلتها الدائمة في العراق، الهاشمي، مطالبة حكومة الكاظمي بتقديم قتلته إلى العدالة.

وعكس الاهتمام الكبير باغتيال الهاشمي قيمته وتأثيره في الرأي العام، لاسيما منذ احتدام المواجهة بين الجمهور العراقي والأحزاب الموالية لإيران في أكتوبر الماضي، حيث وجه المغدور انتقادات لاذعة لاستسلام الحكومة السابقة برئاسة عادل عبدالمهدي لرؤية الميليشيات بشأن سبل معالجة الاحتجاجات التي كانت متفاقمة آنذاك.

ويعرف عن الهاشمي وهو من مواليد بغداد، ظهوره المنتظم على القنوات التلفزيونية المحلية والأجنبية لتحليل أنشطة الجماعات الجهادية والسياسة العراقية، كما كان وسيطا بين أطراف سياسية عدة لقربه منها جميعها، ما كان يضمن له مستوى من الحماية.
كما اتخذ الهاشمي موقفا داعما بشدة للانتفاضة الشعبية المطالبة بإصلاح شامل للنظام السياسي العراقي وكان معارضا للتأثير الأجنبي، خصوصا الإيراني على العراق، ما أغضب الفصائل الموالية لإيران.

الهاشمي، هو خبير مختص بشؤون الجماعات المسلحة، وله مؤلفات عن تنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين، بينها "عالم داعش"، و"نبذة عن تاريخ القاعدة في العراق"، و"تنظيم داعش من الداخل"، إضافة إلى أكثر من 500 مقال وبحث نُشرت في صحف ومجلات عراقية وعربية وأجنبية.