"الميادين" توظّف الحظر الإسرائيلي في الدعاية لتأثيرها الإعلامي

القدس - قررت الحكومة الإسرائيلية إغلاق بث قناة “الميادين” اللبنانية و”حظر عملياتها في البلاد” بتهمة “الإضرار بأمن الدولة”، بتوصية من وزير الاتصالات شلومو كرعي، في قرار هو الثاني بهذا الشأن منذ بدء الحرب على غزة، والذي سلطت القناة الضوء عليه بتقارير مكثفة للحديث عن قوة تأثيرها.
وفي أعقاب صدور أوامر بمصادرة المعدات الخاصة بالقناة، وحجب مواقع الإنترنت التابعة لها، حظيت القناة بتضامن واسع خصوصا من داعمي “محور المقاومة” التابعة له. وتم استثمار الحظر، الذي يأتي تميدا لقرار سابق وليس جديدا، لتناول أسباب المنع ونتائجه التي تصب جميعها لصالح أجندة القناة.
وورد في قرار حظر القناة أنه جاء بناء على “أنظمة الطوارئ التي أقرتها الحكومة لمنع أي هيئة إذاعية أجنبية من المساس بأمن الدولة، وبعد الحصول على الآراء المؤيدة من كافة الأجهزة الأمنية وموافقة وزير الأمن على وجود ضرر فعلي لأمن الدولة”.
وذكر أنه “بحسب أنظمة الطوارئ، يجوز لوزير الاتصالات بعد موافقة مجلس الوزراء أن يأمر بمرسوم بإغلاق المكاتب ومصادرة معدات البث ومنع استخدام البنى التحتية للاتصالات المختلفة لهيئة البث بما يضر بأمن الدولة”.
وقال كرعي تعقيبا على القرار الأول بحظر القناة إن “إسرائيل في حالة حرب. هذه القنوات تتعاطف مع العدو، بينما تضرّ بأمن الدولة، إن ما تبثه قناة ‘الميادين’ يخدم التنظيمات الإرهابية، وقد حان الوقت لمحاسبتها”.
الحكومة الإسرائيلية قررت في نوفمبر الماضي إغلاق بث "الميادين" وحظر عملياتها في البلاد بتهمة الإضرار بأمن الدولة
وقررت الحكومة الإسرائيلية في نوفمبر الماضي إغلاق بث قناة “الميادين” اللبنانية و”حظر عملياتها في البلاد” بتهمة “الإضرار بأمن الدولة”.
وصدر القرار في بيان مشترك عن وزير الاتصالات الإسرائيلي كرعي، ووزير الدفاع يوآف غالانت.
وقال كرعي “إسرائيل في حالة حرب، على الأرض وفي الجو وفي البحر وفي الفضاء الإلكتروني وفي الطيف الكهرومغناطيسي وفي الوعي”.
أما غالانت فقال، بحسب البيان، إن “إسرائيل لن تسمح بالدعاية الخطيرة لمحطة ‘الميادين’ التي تحاول خلال الحرب الإضرار بمصالحنا الأمنية وخدمة أهداف العدو”.
وأضاف أن “الإجراءات التي يتم اتخاذها ضد شبكة ‘الميادين’ الإعلامية التي أصبحت عمليًا المحرّض لصالح منظمة حزب الله وزعيمها (حسن نصرالله)، هي التصرف الصحيح أمام داعمي الإرهاب الذين يتظاهرون بأنهم صحافيون، في حين أن هدفهم شيء واحد: الإضرار بأمن دولة إسرائيل ومواطنيها”.
وهذا هو القرار الإسرائيلي الأول بمنع بث قناة عربية من إسرائيل منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي. وكانت الحكومة الإسرائيلية أقرت في أكتوبر الماضي تشريعات مؤقتة تسمح لوزير الاتصالات الإسرائيلي بمنع بث وسائل إعلام أجنبية من إسرائيل بدعوى “المس بالأمن الإسرائيلي”.
وبحسب الموقع الإلكتروني لقناة “الميادين” نقل مراسل القناة “تسريبات تتحدّث عن نيّة إسرائيل اقتحام مقار الشبكة، ومصادرة كل معدّاتها واعتقال موظفيها للتحقيق معهم”.
وأضافت القناة آنذاك على موقعها أنه “قبل أيام ذكر الإعلام الإسرائيلي أنّ جميع الجهات الأمنية لدى الاحتلال، بما فيها الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي، قدّمت توصية بإيقاف بث قناة الميادين” داخل إسرائيل.