المونديال على رأس تحديات فان مارفيك مع الإمارات

عاد الهولندي بيرت فان مارفيك، وصيف مونديال 2010، إلى تدريب منتخب الإمارات لكرة القدم، بعدما أعلن الأخير عن التوصل إلى اتفاق للتعاقد معه. وكان فان مارفيك أقيل من منصبه مطلع ديسمبر 2019 بعد الخروج من الدور الأول لبطولة كأس الخليج “خليجي 24” في الدوحة، وعُيّن بدلا منه الصربي إيفان يوفانوفيتش.
دبي - يتطلع المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك للمشاركة في كأس العالم لكرة القدم للمرة الثالثة عقب الاتفاق على قيادة منتخب الإمارات بعد عام من إقالته. وسيقود فان مارفيك (68 عاما) الإمارات في تصفيات كأس العالم 2022 التي تستكمل في مارس المقبل. وقال فان مارفيك في تصريحات صحافية “حتى رحيلي العام الماضي كنت قادرا على العمل بشكل جيد في دبي وسط مرافق ممتازة ومجموعة شابة وطموحة من اللاعبين”. وأضاف “من المهم بالنسبة إليّ وجود هدف، ولو كان هدفي المال لتوليت وظيفة أخرى لكن يبقى من الرائع المشاركة في كأس العالم وخضت هذه التجربة مع هولندا وأستراليا وأؤمن بأن الأمر ممكن أيضا مع الإمارات”.
مثلت عودة الهولندي بيرت فان مارفيك لتدريب منتخب الإمارات مفاجأة قوية، لاسيما وأنها جاءت بعد عام على إقالته من منصبه. وكان الكرواتي زوران ماميتش المرشح الأبرز لتولي تدريب “الأبيض”، بعد تجربة ناجحة مع فريق العين الإماراتي، قبل أن يتم الاستقرار على التعاقد مع فان مارفيك، ليكمل تصفيات كأس العالم 2022 التي ستعود في مارس المقبل. ورغم أن منتخب الإمارات تعاقد مع مدربيْن بعد فان مارفيك عقب إقالته، لكنهما لم يخوضا أي مباراة رسمية مع “الأبيض” بسبب جائحة كورونا، ليعود المدرب الهولندي إلى إكمال مسيرته.
وأقال الاتحاد الإماراتي المدرب الكولومبي خورخي لويس بينتو قبل أيام بسبب سوء نتائج الفريق في الوديات، بعدما تم تعيينه في يونيو الماضي خلفا للصربي يوفانوفيتش، الذي تولى المهمة بعد إقالة مارفيك في ديسمبر الماضي، حيث لم يلعب أي مباراة أيضا بسبب توقف النشاط الرياضي، وأقيل في أبريل الماضي.
ودامت رحلته الأولى مع الإمارات أقل من تسعة أشهر، بعد تعيينه خلفا للإيطالي ألبرتو زاكيروني الذي أوصل المنتخب إلى نصف نهائي كأس آسيا 2019 على أرضه. ويعاني منتخب الإمارات في التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى مونديال 2022 وكأس آسيا 2023، حيث يحتل المركز الرابع في مجموعته بفوزين وخسارتين. ويملك 6 نقاط راهنا مقابل 11 لفيتنام و9 لماليزيا و8 لتايلاند، لكنه لعب مباراة أقل.
النعيمي تحدث مع فان مارفيك حول المرحلة المقبلة التي تتطلب جهودا مضاعفة من أعضاء الجهازين الإداري والفني واللاعبين الذين سيتم اختيارهم لتمثيل المنتخب
وتشهد المرحلة المقبلة خوض منتخب الإمارات مبارياته المتبقية من التصفيات المشتركة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 في قطر ونهائيات كأس آسيا 2023 بالصين، التي ستنطلق اعتبارا من مارس المقبل. ويلتقي المنتخب الإماراتي مع نظيره الماليزي بالإمارات في 25 مارس، فيما يواجه منتخب إندونيسيا في العاصمة جاكرتا في الـ30 من ذات الشهر، ثم يستضيف منتخبي تايلاند وفيتنام يومي 7 و15 يونيو المقبل.
فان مارفيك علق على الموقف الحالي لـ”الأبيض”، بقوله “هذا الترتيب خادع، لأننا نملك 6 نقاط، لكننا لعبنا مباراة أقل من بقية المنتخبات، وإذا فزنا بها سنصعد إلى المركز الثاني”. وأتم “سنلعب 3 من 4 مباريات على أرضنا، ويتأهل المتصدر للدور التالي، ويملك صاحب المركز الثاني فرصة عبر الملحق، وأرى أن لدينا فرصة، وإلا لرفضت العودة إلى تدريب الإمارات”.
وخلال فترته الأولى مع الإمارات خسر في تصفيات كأس العالم من تايلاند وفيتنام. وتابع “هذا المركز مضلل. نملك ست نقاط الآن لكننا لعبنا مباراة أقل من بقية المنتخبات وإذا فزنا بها سنصعد إلى المركز الثاني”. وزاد “علاوة على ذلك سنلعب ثلاث من أربع مباريات على أرضنا. ويتأهل المتصدر للدور التالي، ويملك صاحب المركز الثاني فرصة عبر الملحق وأرى أن لدينا فرصة وإلا لرفضت العودة إلى المنصب”.
وأشرف فان مارفيك (68 عاما) على منتخب هولندا بين 2008 و2012 وقاده إلى وصافة كأس العالم 2010، والسعودية بين 2015 و2017 وساهم في عودتها إلى كأس العالم 2018، قبل أن يشرف على المنتخب الأسترالي في مونديال 2018 حيث خسر مرتين وتعادل مرة. وقاد فينورد روتردام إلى لقب كأس الاتحاد الأوروبي في 2002، كما اشرف على بوروسيا دورتموند الألماني.
بحث الاستعدادات
التقى الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم مع الهولندي بيرت فان مارفيك، الذي يقود تدريب المنتخب الأول خلال الفترة المقبلة. وذكر الموقع الإلكتروني الرسمي لاتحاد الكرة الإماراتي أن النعيمي تحدث مع فان مارفيك حول المرحلة المقبلة التي تتطلب جهودا مضاعفة من أعضاء الجهازين الإداري والفني واللاعبين الذين سيتم اختيارهم لتمثيل المنتخب، مطالبا الجميع بالوقوف خلف المنتخب ودعمه للوصول إلى الأهداف المنشودة. وسُئل المدرب الهولندي ما إذا كان بإمكانه ضمان ألا تتكرر إقالته من منصبه، ليجيب، “لا يمكن ضمان هذا الشيء على الإطلاق، وأنا أعلم ذلك تماماً”. وأضاف فان مارفيك، “يمكنني القول إنني سأعود لتدريب منتخب الإمارات من حيث انتهيت، لأن الفريق فعليا لم يلعب أي مباراة رسمية (منذ ذلك الحين)”.
وتطرّق فان مارفيك إلى حظوظ المنتخب الإماراتي في عبور التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، لاسيما وأنه يحل رابعا في مجموعته. وقال، “موقف الأبيض صعبٌ للغاية.. لكنه خاض مباراةً أقل عن المنافسين في المجموعة السابعة، فإذا حققنا الفوز في مباراتنا المقبلة، سيقفز الفريق إلى المركز الثاني”. وأكمل الرجل الذي سبق له بلوغ نهائي مونديال 2010 مع المنتخب الهولندي، “لذلك حظوظنا جيدة في التأهل في حال تحقيقنا للفوز في مبارياتنا الأربع المقبلة”. وأكد يوسف السهلاوي رئيس لجنة المنتخبات، أن اختيار مارفيك لبدء عهده الثاني مع المنتخب بعد فترته الأولى التي لم تطل كثيرا، تم بتصويت أغلبية أعضاء مجلس الإدارة، ونفى استقالة أي عضو من لجنة المنتخبات على خلفية عدم اختيار المدرب الوطني مهدي علي، وقال هناك انسجام تام بين جميع أعضاء اللجنة.
وفي ما يتعلق ببرنامج المنتخب خلال الفترة المقبلة والمشاركة في الدورة الودية، يقول السهلاوي “يتم التشاور مع المدرب في كل الأمور المتعلقة بمرحلة الإعداد، ومارفيك وافق على شرط الإقامة في الإمارات طوال مهمته، بعد استبعاد اقتراحه بالتواجد في الدولة خلال المعسكرات والتجمعات فقط، ومن ثم الاستقرار على برنامج جيد يخدم التوجهات، وعن وضع المنتخب خلال الدور الثاني من التصفيات”. كما قال “ندرك أن وضع منتخبنا بترتيبه الرابع ضمن مجموعته السابعة بتصفيات المونديال صعب، ولكن كرة القدم لا تعرف المستحيل، ومنتخبنا قادر على التأهل”.
قرار سابق
تحسّر المحللون الفنيون على القرار السابق للاتحاد الإماراتي لكرة القدم بإقالة الهولندي بيرت فان مارفيك من تدريب المنتخب الإماراتي. ويعود المدرب المخضرم الآن لقيادة المنتخب الإماراتي بعد فترتين قصيرتين للصربي إيفان يوفانوفيتش والكولومبي خورخي لويس بينتو على رأس الإدارة الفنية. وفي تعليقه على القرار بإعادة فان مارفيك، ركّز راكان العجمي، المحلل الفني واللاعب السابق لنادي الجزيرة، على القرار السابق بتسريحه من منصبه.
وقال مصرّحا لصحف إماراتية “إن الخطأ الأساسي كان في قرار إقالة فان مارفيك في العام الماضي، فتلك الفترة الزمنية أهدرت فرصة لا تعوّض لبناء فريق جديد للمنتخب الوطني”. وأوضح العجمي، “أرى أن فان مارفيك، وعلى الرغم من أن الأبيض قد تكبّد هزيمتين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، إلا أنه كانت هناك خطة واضحة من المدرب”. وواصل متحدثا عن ابن الـ68 عاما، “وفقط بسبب الضغط من الشارع الرياضي، قرر اتحاد الكرة إقالة فان مارفيك، وتم إهدار عام من عمر المنتخب دون فائدة”.
من جانبه لم ينكر مهدي علي، المدير الفني الحالي لشباب الأهلي، حقيقة تلقيه لعرض من الاتحاد الإماراتي لكرة القدم لتدريب الأبيض. وصبت العديد من الترشيحات في صالح “المهندس”، والذي رعى جيلا من اللاعبين الإماراتيين المتميزين بسبب قيادته لمنتخبات المراحل السنية للأبيض، فحقق معهم الإنجازات المتعددة، ومن ثم واصل المسيرة إلى جانبهم مع المنتخب الأول.
واعترف علي بأن الوضع الحالي في الأبيض غير مريحٍ على حد تعبيره. إلا أن الظروف الحالية الصعبة للمنتخب لم تكن لتؤثر على قراره في الموافقة على العرض الذي تلقاه من الاتحاد الإماراتي للعبة. وأوضح ابن الـ55 عاما بأنه كان قد اتفق بالفعل مع شباب الأهلي على قيادة الفريق بدلا من الإسباني جيرارد زاراغوسا حينما تلقى عرض المنتخب. وكشف “المهندس” عن تأجيله للمفاوضات مع الفرسان الحمر بسبب بروز إمكانية تدريب الأبيض، واصفا إياها بـ”المهمة الوطنية التي لا يمكن رفضها”. وأكمل علي، “وضع الفرسان الحمر مصلحة المنتخب في المقام الأول، ولكن بعد موافقة شباب الأهلي على طلب الاتحاد، فوجئت بالإعلان عن التعاقد مع الهولندي بيرت فان مارفيك”.
الحالة الأولى
لا يعد مارفيك الحالة الأولى للمدربين الذين عادوا من جديد لتولي تدريب منتخبات خليجية وآسيوية سبق لهم قيادتها، حيث سبقه في ذلك العديد من الأسماء، أبرزهم السعودي ناصر الجوهر، الذي تولى تدريب الأخضر 3 مرات، في أعوام 2000، 2002 و2011، قبل أن تتم إقالته في المرة الثالثة والأخيرة بعد الخسارة أمام اليابان والأردن في كأس آسيا.
كذلك تولى التشيكي ميلان ماتشالا تدريب منتخب الكويت مرتين، حيث قاد الفريق أولا في الفترة من 1994 حتى 1997، ثم دربه من جديد عام 1998، بعد تجربة قصيرة مع الإمارات. ولم يكتف المدرب الخبير بتجربة الكويت مرتين، ليدرب أيضا منتخب عمان بنفس الطريقة، أولاً في الفترة ما بين 2001 حتى 2004، ثم مرة أخرى من 2006 إلى 2007.
أما البرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا فلديه أيضاً خبرة عريضة في منطقة الخليج وآسيا، لأنه قاد الأخضر السعودي في ولايتين، المرة الأولى من 1988 حتى 1990، ثم المرة الثانية عام 1998. وفعل نفس الشيء أيضاً مع منتخب الإمارات، الذي دربه لأول مرة من 1985 حتى 1988، ثم من 1990 حتى 1991. يذكر أن المنتخب البحريني أيضا كانت له تجربة الاعتماد على مدرب واحد في ولايتين مختلفتين، لأن البرازيلي سباستياو بيريرا سبق له تدريبه للمرة الأولى من 1982 حتى 1984، ثم مرة ثانية من 1992 حتى 1993.