الموساد الإسرائيلي: تفجيرات البيجر نقطة تحول في الحرب على حزب الله

رئيس الموساد يؤكد أن الدفعة الأولى ضمت 500 جهاز وصلت إلى لبنان قبل أسابيع من 7 أكتوبر، مشيرا إلى أن الخداع في الحروب أشد وطأة من القوة التقليدية.
الأربعاء 2025/02/26
ضربة مدمرة حطمت روح حزب الله

القدس - اعتبر رئيس الموساد الإسرائيلي الثلاثاء أن هجوم البيجر الذي استهدف عناصر حزب الله "قلب الطاولة" على التنظيم المدعوم من إيران في الحرب مع الدولة العبرية، في إقرار نادر بعملية سرية لجهاز الاستخبارات.

وقال ديفيد برنياع خلال مؤتمر عُقد في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب "كانت هذه العملية نقطة تحول في (جبهة) الشمال، حيث قلبنا الطاولة على أعدائنا".

وأضاف "يمكن رسم خط مباشر بين عملية تفجيرات البيجر وتصفية (حسن) نصرالله واتفاق وقف إطلاق النار. لقد تلقى حزب الله ضربة مدمرة حطمت روح التنظيم".

ونفّذت إسرائيل في 17 سبتمبر و18 منه عملية فجّرت من خلالها مئات أجهزة الاتصال (بيجر) وأجهزة اتصال لاسلكية كان يستخدمها عناصر حزب الله. وأفادت السلطات اللبنانية أن الهجوم أسفر عن مقتل 39 شخصًا وإصابة الآلاف.

وفي 27 منه، اغتالت إسرائيل الأمين العام للحزب حسن نصرلله بضربات جوية مكثفة في ضاحية بيروت الجنوبية.

وبعد أيام، بدأت القوات الإسرائيلية عمليات برية في مناطق حدودية في جنوب لبنان، بعدما كانت قد كثفت اعتبارا من 23 سبتمبر، ضرباتها الجوية على معاقل للحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية.

وأتت هذه المواجهة المفتوحة بعد نحو عام من تبادل الطرفين القصف عبر الحدود على خلفية الحرب في قطاع غزة.

وفي 27 نوفمبر، بدأ تطبيق اتفاق لوقف النار بين إسرائيل وحزب الله أبرم بوساطة أميركية.

لكن اسرائيل لم تلتزم بسحب قواتها بالكامل من جنوب لبنان، وأبقت على تواجد عسكري في خمسة مرتفعات استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود مع الدولة العبرية. واعتبرت السلطات اللبنانية ذلك "احتلالا".

وفي كشف نادر عن تكتيكات الموساد، قدم برنياع تفاصيل جديدة حول تفجيرات البيجر. وقال "صممنا طريقة غير تقليدية للضربة، بتفجير أجهزة يحملها عناصر حزب الله دائمًا معهم".

وكشف أن التحضير للعملية بدأ عام 2022. ووصلت أول شحنة مكونة من 500 جهاز بيجر إلى لبنان قبل أسابيع من هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وأضاف "في الوقت ذاته، كانت آلاف أجهزة الراديو (ووكي توكي) من العملية السابقة مخزنة في مستودعات حزب الله، ما جعل تفعيل العمليتين معًا عند اندلاع الحرب خيارًا استراتيجيًا عزز من تأثير الضربة."

وأوضح رئيس الموساد أن عدد أجهزة النداء التي تم تفجيرها كان أكبر بعشر مرات مما كان متاحا في بداية الحرب، مشيرًا إلى أن توقيت العملية في 17 و24 سبتمبر كان محل نقاش داخلي مكثف، حيث طُرحت مدرستان فكريتان متباينتان بشأن توقيتها، لكن نتنياهو اتخذ القرار بالمضي قدما رغم المعارضة داخل الاجتماع.

وأضاف برنياع "سيُذكر اليوم الذي انفجرت فيه آلاف أجهزة البيجر في أيدي عناصر حزب الله كنقطة تحول غيّرت مجرى الحرب... لقد كان يوما ثبت فيه أن الخداع في الحروب أشد وطأة من القوة التقليدية".

وأكد أن الضربة التي تلقاها حزب الله حطمت معنوياته، قائلا "النصر في الحرب لا يقاس بعدد القتلى أو الصواريخ المدمرة، بل بكسر معنويات العدو وإضعاف دوافعه".

وكان مكتب نتنياهو أعلن في وقت سابق من هذا الشهر أن الأخير أهدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب جهاز بيجر من ذهب، خلال زيارته الى البيت الأبيض في واشنطن، للتذكير بالعملية وتأثيرها على حزب الله.