الموريتانيون يدلون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة وسط توقعات بفوز الغزواني

نواكشوط – توجه الموريتانيون إلى صناديق الاقتراع اليوم السبت للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز بها الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني الذي أكد التزامه بنتائج الانتخابات، فيما حذرت المعارضة من تزويرها.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين للتصويت في موريتانيا نحو مليوني شخص، سيدلون بأصواتهم في 5403 مراكز اقتراع موزعة في عموم البلاد، بينها 52 مركزاً خارج البلاد.
وبدأ التصويت في الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش. ومن المتوقع أن ينتهي التصويت في الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش وأن تصدر نتائج أولية بدءا من غد الأحد.
وسيختار الناخبون رئيسهم بين سبعة مترشحين يتقدمهم الرئيس الحالي الغزواني (67 سنة) المدعوم بحزبه حزب "الإنصاف"، وبأحزاب الأغلبية، والمؤيد بزعماء القبائل الموريتانية، وبرجال الأعمال، وموظفي الدولة، وبالمؤسسة العسكرية، مما يجعله أوفر المترشحين حظا في هذا السباق.
وينافس الرئيس الغزواني ستة مترشحين معارضين لنظامه، أبرزهم حمادي سيدي المختار مرشح حزب التجمع الوطني للإصلاح (المحسوب على الإسلاميين)، إضافة للحقوقي والنائب البرلماني بيرام الداه اعبيد المدعوم من خليط سياسي من دعاة التغيير بخطاب يوصف بالعنف، وكذا المحامي العيد ولد محمدن المؤيد بأحزاب المعارضة التقليدية مثل اتحاد قوى التقدم وتكتل القوى الديمقراطية.
وينافس الرئيس الغزواني بصورة أضعف، كل من با بوكار با وهو نائب سابق، والطبيب سوماري أتوما، والخبير المالي محمد الأمين الوافي.
وأعلنت وزارة الداخلية الموريتانية "أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة ونشر الأجهزة العسكرية والأمنية على امتداد التراب الوطني، وحيثما وُجد مكتب تصويت، لتمكين المواطنين من تأدية واجبهم الانتخابي بكل حرية وطمأنينة على أمنهم وأمن ممتلكاتهم".
وأكدت الوزارة في بيان صادر عنها السبت أن عملية الاقتراع ستجرى في ظروف طبيعية، وأن عمليات التنقل ستكون انسيابية وبدون عوائق، في كافة مناطق البلاد".
كما أكدت اللجنة المستقلة الانتخابات، أن "عمليات التصويت تجري بشكل سلس، وأن جميع الظروف والإمكانيات مؤاتية ليقول الناخب الموريتاني كلمته اليوم عبر صناديق الاقتراع بسلاسة وحرية ونزاهة".
وفي تصريح عقب الإدلاء بصوته في نواكشوط، قال الغزواني "حريصون على أن تكون الانتخابات شفافة ونزيهة". وأكد أنه سيلتزم بنتائج الانتخابات التي ستفرزها صناديق الاقتراع، مضيفا أن الفائز الأول في النهاية هو المواطن والديمقراطية الموريتانية.
وأشار إلى أن الحملة الانتخابية، تمثل فرصة للمرشحين للتعبير عن مشروعاتهم المجتمعية في ظروف حرة ونزيهة، مجدداً حرصه على أن تكون هذه الانتخابات شفافة وذات مصداقية، مع الالتزام التام بنتائجها.
وأضاف الغزواني أن الكلمة الفاصلة تبقى للشعب الموريتاني، الذي سيحدد رئيس البلاد للسنوات الخمس القادمة، مشدداً على أن الفائز الأول في هذه الانتخابات هو الشعب الموريتاني والديمقراطية.
وعبر عن ارتياحه لجو الهدوء والأمن والسكينة الذي تجري فيه عمليات الاقتراع على كافة التراب الوطني وبالنسبة لجالياتنا في الخارج، مجددا حرصه على أن تكون هذه الانتخابات شفافة ونزيهة وذات مصداقية.
ويشكك المترشحون المعارضون في شفافية الانتخابات، حيث اتهم المرشح المعارض بيرام الداه اعبيد "اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات" (جهة الإشراف) بـ"التآمر" لتزوير الانتخابات.
وأضاف في تصريح عقب الإدلاء بصوته في أحد مراكز الاقتراع بنواكشوط أن لجنة الانتخابات "سلمت بطاقات تصويت بطريقة خارجة عن القانون لأنصار مرشح السلطة"، دون أي تعليق فوري من اللجنة عن هذه الاتهامات.
من جانبه، قال زعيم المعارضة ورئيس حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" المعارض حمادي ولد سيد المختار، إنه سيعترف بنتائج الانتخابات "إذا سارت الأمور بشكل نزيه وشفاف"، محذرا من "أي محاولة للتزوير".
ودعا عقب الإدلاء بصوته إلى التحلي بالسكينة خلال هذه الانتخابات، والمحافظة على الأمن، معتبرا أن كل المؤشرات تظهر أن "الشعب يريد التغيير".
وأضاف "هذه اللحظة هي لحظة يقظة وانتباه، ولحظة إصرار على التغيير، ولحظة هدوء ومطالبة الجميع بالهدوء والسكينة والوقار، والابتعاد عن الفوضى وكل ما يشوش على الناس".
وتتولى الرقابة الدولية على هذه الانتخابات بعثات من عدة منظمات بينها الاتحاد الأفريقي ومنظمة الفرانكفونية العالمية، ومجموعة الساحل والصحراء، والتعاون الإسلامي، وشبكة النساء الرائدات في أفريقيا.
وأعلنت السفارة الأميركية عن تخصيص مجموعة من موظفيها لمراقبة الانتخابات الحالية"، معربة عن "تشجيعها لجميع الموريتانيين المؤهلين على ممارسة حقهم في التصويت".
وأكدت السفارة أن الحكومة الأميركية "قدمت في وقت سابق من هذا العام، الدعم المالي للجنة الوطنية المستقلة للانتخابية لتعزيز إدارة الانتخابات وتسهيل حقوق التصويت لجميع الناخبين المؤهلين، كما قامت السفارة بالتنسيق مع السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية بجلب صحافي أميركي لتدريب الصحافيين الموريتانيين على مكافحة المعلومات المضللة والإبلاغ عنها، خلال الانتخابات".
واستحدثت الحكومة الموريتانية مرصدا وطنيا جديدا مكلفا بمراقبة الانتخابات، يسمى "المرصد الوطني لمراقبة الانتخابات"، وتم تعيين رئيسه وأمينه العام من طرف الوزير الأول محمد بلال مسعود، وهو ما قابلته المعارضة بانتقادات شديدة وأكدت أنه يخالف ما تمخضت عنه مشاورات سبتمبر 2022 بين المعارضة ووزارة الداخلية.
وتعهد الغزواني في حالة فوزه بولاية جديدة بإنشاء محطة للطاقة تعمل بالغاز من مشروع تورتو أحميم الكبير للغاز الطبيعي الذي من المقرر أن يبدأ الإنتاج بحلول نهاية العام. كما تعهد بالاستثمار في الطاقة المتجددة وتوسيع تعدين الذهب واليورانيوم وخام الحديد.
وشهدت موريتانيا حالة من الاستقرار النسبي منذ انتخاب الغزواني في عام 2019 وذلك في الوقت الذي تكافح فيه دول الساحل المجاورة لموريتانيا ومنها مالي حالات تمرد لجماعات إسلامية وهو ما أدى إلى حدوث انقلابات عسكرية.
ولم تسجل موريتانيا أي هجوم مسلح على أراضيها في السنوات القليلة الماضية، ووعد الغزواني، الذي يرأس الاتحاد الأفريقي حاليا، بالتعامل مع التهديدات الإسلامية.