الموريتانيون يختارون رئيسهم الجديد

نواكشوط - يتجه الموريتانيون اليوم السبت، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد في ظل ترجيحات قوية بفوز الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني بولاية ثانية منذ الدور الأول للسباق الرئاسي.
وأبدى الناطق الرسمي باسم ولد الشيخ الغزواني، عبدالله ولد كبد، ثقة كبيرة في تحقيق الفوز، معربا عن رضا فريق الحملة “عن جو السلم والتعددية والحرية والتسامح والتنافس والاحترام المتبادل الذي نعتبره في النهاية حصيلة لمأمورية رئيس الجمهورية الأولى لما بذل فيها من جهد من أجل التهدئة السياسية، وهو ما يقطف البلد ثماره اليوم في العملية الانتخابية”.
ونجح ولد الغزواني في استقطاب النسبة الأكبر من نوايا التصويت عن طريق خطابه الواقعي وجرد الإنجازات التي حققها للبلاد منذ فوزه في رئاسيات 2019.
وقد ساعدت الظروف الاقليمية المحيطة في دعم موقف ولد الغزواني في الاستحقاق، حيث تعتبر موريتانيا حالة استثنائية من حيث الأمن والاستقرار في ظل فوضى انقلابات تشهدها دول الساحل الأفريقي. كما أن وجود ست منافسين يجعل أصوات المعارضة مشتتة على نطاق واسع وفق الخلفيات والمرجعيات المناطقية والقبلية والفئوية والحزبية والأيديولوجية، الأمر الذي يصب في صالح الرئيس المنتهية ولايته.
ولد الغزواني نجح في استقطاب النسبة الأكبر من نوايا التصويت عن طريق خطابه الواقعي وجرد الإنجازات التي حققها للبلاد منذ فوزه في رئاسيات 2019
وقال ولد الشيخ الغزواني، إن الحملة الانتخابية أتاحت له فرصة اللقاء بمختلف طوائف وهيئات المجتمع في مقاطعات الوطن، والاطلاع على أولوياتهم، مشيرا إلى أن المحافظة على الأمن والاستقرار وسلامة وطمأنينة المواطنين تأتي في صدارة الأولويات التي يعمل على تعزيزها.
وأضاف خلال المهرجان الختامي لحملته الانتخابية الذي احتضنته العاصمة نواكشوط تحت شعار: “حشود النصر”، أنه سيركز خلال المأمورية المقبلة على أن تكون موريتانيا دولة قوية وعادلة ومزدهرة، دولة قانون ومواطنة، وأن تكون الإدارة فيها في خدمة المواطن، والقضاء في خدمة العدالة، وأن تعطى الأولوية فيها لتعليم وتشغيل الشباب، وأن يفتخر كل أبنائها بالانتماء لها، بعيدا عن كل الممارسات البغيضة من تفرقة وعبودية وشرائحية.
وأكد على مواصلة وتعزيز التدخلات الاجتماعية، وتوسيع الولوج للتأمين الصحي، والعمل على التحكم في التوازنات الاقتصادية، وتوفير فرص العمل ومواجهة التضخم للتحكم في الأسعار، وزيادة الأجور كلما سمحت الظروف بذلك، وإصلاح نظام التقاعد لزيادة التعويضات الموجهة للمتقاعدين، وإصلاح الإدارة وتحسين خدماتها، ومحاربة الفساد وكافة أشكال التعدي على المال العام، وتعزيز اللامركزية. وجرت الحملات الانتخابية في هدوء نسبي باستثناء بعض المواجهات التي سجّلت الإثنين في مدينة نواذيبو الشمالية.
واختتم المرشح بيرام الداه اعبيدي الذي حل ثانيا في الاستحقاقين الأخيرين، حملته بتجمع حاشد في نواذيبو. وخاطب أنصاره قائلا إن “حجم هذا التجمع يشير إلى نهاية النظام الفاسد وسوء الإدارة”.
فيما أشار المرشح مامادو بوكار با في اختتام حملته الانتخابية في ملعب السبخة بولاية نواكشوط الغربية، إلى أن إدارة حملته الانتخابية نظمت حملة قوية على مدى أسبوعين متتاليين، مكنته من التنقل بين مختلف مناطق البلاد لعرض برنامجه الانتخابي على الناخبين عن قرب.
وأكد أن موريتانيا غنية بثرواتها المعدنية والغازية والسمكية والزراعية والرعوية، متعهدا بإعادة توزيع هذه الثروات، وبيّن أن الثروات الوطنية لم توظف لصالح المواطن الذي يعاني من مشاكل الصحة والتعليم والمياه والتشغيل ونقص الخدمات العامة الأخرى، مشيرا الى أنه ضحى بمصالحه الشخصية، ودخل السجن من أجل أن تسود قيم العدالة والمساواة ورفع الظلم عن المجتمع.
ومن جانبه، أبرز المترشح العيد محمدن امبارك، مرشح “تحالف قوى الإنقاذ”، ان الوضعية الراهنة للبلد لا تحتاج إلى الشرح وتستحق التغيير، ولن يتم ذلك إلا بانتخابه هو رئيسا، حسب قوله، مؤكدا أنه لن يدخر جهدا في تغيير أحوال المواطنين في كل بقعة من التراب الوطني.
وأعربت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات (جهة الإشراف على الانتخابات بموريتانيا)، الجمعة، عن ارتياحها لسير الحملة الانتخابية.
وقال المتحدث باسم اللجنة محمد تقي الله الأدهم، “نحن مرتاحون لسير الحملة الدعائية ونعتقد أنها جرت في ظروف جيدة مكنت الجميع من التنافس على رغبة الناخب في جو من الحرية والشفافية”.
وأشار إلى أن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات باتت جاهزة لاقتراع السبت “حيث تم توزيع المعدات اللازمة للعملية الانتخابية على امتداد التراب الوطني وكل في الدول التي ستصوت فيها الجاليات الموريتانية”.
وبشأن القلق من تزوير الانتخابات، قال تقي الله الأدهم إن اللجنة “وضعت في الحسبان في مراقبتها لمختلف مراحل الدورة الانتخابية أن توسع التشاور مع الشركاء بدءا بالأحزاب السياسية وصولا إلى وكلاء المترشحين لرئاسيات 2024”.
وصباح السبت، يتوجه 1.9 مليون ناخب في موريتانيا لاختيار رئيس جديد أو التجديد للغزواني، وفي حال وجود جولة ثانية ستكون في 13 يوليو المقبل.