الموت يغيّب الشيخ ناصر صباح الأحمد النجل الأكبر لأمير الكويت الراحل

الكويت – توفي الأحد الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، النجل الأكبر لأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد، والنائب الأول لرئيس الوزراء، ووزير الدفاع الأسبق وأحد أبرز شخصيات الأسرة الحاكمة في الكويت عن عمر يناهز 72 عاما.
وذكر الديوان الأميري في الكويت أن جثمان الفقيد سيوارى الثرى الاثنين، ولم يوضح سبب الوفاة، لكن دبلوماسيين ذكروا من قبل أن الشيخ ناصر صباح الأحمد كان يعاني من اعتلال صحته.
وقد توفي أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح في سبتمبر عن 91 عاما وأصبح ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح الحاكم الجديد للبلد المصدر للنفط، كما أصبح الشيخ مشعل الأحمد الصباح وليا للعهد.
وكان اسم الشيخ ناصر الصباح طرح كواحد من بين ثلاثة متنافسين على منصب ولي العهد هم، إلى جانب الشيخ ناصر الصباح، الشيخ مشعل الأحمد الجابر (81 عاما)، أحد إخوة الأمير الذي يشغل موقع نائب رئيس الحرس الوطني، والشيخ ناصر المحمد رئيس الوزراء السابق.
وتقلد الأمير الراحل عدة مناصب مهمة، وانضم لأول مرة إلى الحكومة في عام 2017 عندما أصبح وزيرا للدفاع، بعد عشر سنوات من العمل خلف الكواليس في الديوان الأميري. وكان شخصية بارزة في “رؤية 2035” الكويتية، وكان يدفع من أجل تنويع موارد الاقتصاد بعيدا عن النفط وتعزيز العلاقات مع آسيا.
وبصفته رئيسا للجنة التخطيط الرئيسية في الكويت، طور مشاريع من بينها مشروع مدينة الحرير، وهي مركز اقتصادي في شمال الكويت تبلغ تكلفته 82 مليار دولار، لكنه يواجه مقاومة من مجلس الأمة (البرلمان).
ويعتبر مشروع “مدينة الحرير” قفزة نوعية على طريق تنويع مصادر الدخل والحدّ من الارتهان لعائدات النفط، ونظر إليه على أنه مشروع “العمر” بالنسبة للشيخ ناصر صباح الأحمد، الذي سعى إلى وضع بصمته على عملية تطوير البلد.
وتولى الأمير الراحل أيضا منصب رئيس لجنة كويتية إيرانية مشتركة تسمى "لجنة تنمية المشاريع المشتركة" وهي مكرسة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين.
واكتسب الشيخ ناصر، الذي ولد في 27 أبريل 1948، شعبية كبيرة بعد أن دخل في خلاف علني مع رئيس حكومته آنذاك الشيخ جابر المبارك ووزير الداخلية في نفس الحكومة الشيخ خالد الجراح، وأحال تجاوزات مالية في صندوق الجيش المعني بتقديم المساعدات لمنتسبي الجيش الكويتي إلى النيابة العامة.
كما ساهم في تأسيس الجمعية الكويتية لحماية المال العام في 1997 وظل الرئيس الفخري لها حتى وفاته.
وظل الأمير الراحل فترات طويلة بعيدا عن العمل الوزاري لكنه عمل في ديوان ولي العهد رئيس الوزراء السابق الشيخ سعد العبدالله الصباح في 1999. كما تم تعيينه وزيرا لشؤون الديوان الأميري بعد تولي والده مقاليد الحكم في 2006.
وكان له اهتمام خاص بالأنشطة الثقافية حيث لعب دورا مهما في تأسيس ودعم جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية التي تُنظم في الكويت ويتنافس فيها كتاب وأدباء من البلدان العربية، كما أسس دار الآثار الإسلامية وھي المؤسسة الثقافية الكويتية القائمة على مجموعة الصباح الأثرية، إضافة إلى كونه عضوا فخريا في مجلس أمناء متحف المتروبوليتان بنيويورك. وعمل بالتجارة والاستثمار حيث أسس شركة الفتوح القابضة وشركة مشاريع الكويت القابضة "كيبكو".
وكان الشيخ ناصر يجيد التحدث باللغة الإنجليزية ويسعى لبناء شراكات متوازنة مع الدول المحيطة لاسيما السعودية والعراق وإيران. وسعى خلال فترة توليه منصب النائب الأول لرئيس الوزراء إلى تقوية العلاقة مع الصين التي يفترض أن تقوم بدور رئيسي في مشروع تطوير الجزر الكويتية.