المواهب تغير المجتمعات.. بين رفّ الكتب

يقدم كتاب “إدارة المواهب البشرية ودورها في إدارة التغيير” للدكتور خالد بن علي العلوي رؤية ذات بعد استراتيجي في تنمية المجتمعات، حيث يناقش إدارة المواهب والمفاهيم ذات الصلة من حيث تعريف الموهبة وتعريف إدارتها، طارحا نماذج من إدارة المواهب وأهميتها.
ويبحث العلوي في طريقة إدارة التغيير والماهية والنظريات المفسرة له، إضافة إلى شرح عشر خطوات أساسية لإدارة التغيير، ثم عوامل نجاح ذلك، إذ يقدم مجموعة من الخصائص الواجب توفّرها من بينها القدرة على تحديد الأهداف والسياسات والإجراءات، وعلى الحركة والابتكار، وعلى مواجهة المواقف المتغيرة، واتخاذ القرارات الموضوعية، والمتابعة والتقييم الذاتي، والتنظيم والإبداع والتفويض.
ويشير العلوي في كتابه، الصادر عن دار لبان للنشر، إلى أن الموارد البشرية الموهوبة هي الدعامة الأساسية للرقي والتقدم، وثروة الحاضر التي تستثمر للمستقبل، فالحضارة البشرية منذ بزوغ شعاعها قامت على استغلال مواردها البشرية، مشيرا إلى أن الموهبة أصبحت رأس مال بشري ذا قيمة عالية.
الديانات تسرق الثورات

كتاب يلامس كل المجتمعات بمختلف دياناتها
يعيد كتاب “الدين في السياسة والمجتمع. بين دوغمائية الأولين وتحريفات التابعين” لصاحبه أبوالقاسم الشبري المجتمع والباحثين، من جديد، إلى مساءلة أمور الدين والسياسة والمجتمع في ارتباط هذا الثلاثي المحرك للحضارة والفاعل فيها ولأجلها.
ينطلق الكتاب، الصادر عن دار “الفاصلة للنشر” في طنجة، من حالة المغرب ليلامس كل المجتمعات بمختلف دياناتها وأيديولوجياتها في ارتباط الدين والسياسة بالمجتمع، حيث لا دين ولا سياسة بدون مجتمع، ولا مجتمع خارج التاريخ، ولا تاريخ بلا ثقافة مجتمعية، حسب تعبير المؤلف. ولذلك يدعو كل المثقفين والباحثين إلى الخوض بجدية في هذا الموضوع.
فمن “لحية اليساريين والماركسيين والمتفلسفين” إلى “لحية الإخوان” يلامس الباحث تاريخ نشأة الجماعات الإسلامية وتغلغلها في الجامعة، بدعم معروف لمحاصرة اليسار، وكيفية تحولها فكريا وثقافيا وإعلاميا من جماعات دَعَوية “وديعة” إلى حركات إرهابية أو سياسية، إلى أن وصلت إلى الحكم في عدة بلدان عرفت انتفاضات جماهيرية قادها شبان حداثيون وشابات “سافرات”.
الكتابة الذاتية النسائية
يعتبر كتاب الناقد محمود عبدالغني الجديد بعنوان “يعترفن أحسن” دراسة في سرد الـ”أنا” في الكتابة الذاتية النسائية العربية، حيث يقر أن “توفير هذه النصوص تطلّب منّا أيضا العمل داخلها. وإننا نأسف شديد الأسف على غير توفّر الثقافة العربية على نصوص ذاتية نسائية قديمة تعود بذاكرتنا وذوقنا الأدبي إلى القرون البعيدة”.
ويمثل الكتاب، الصادر حديثًا عن دار خطوط وظلال، مناسبة أدبية لتذوق ميراث الماضي والحاضر. لكن هذه “الذخيرة الحديثة” تقوم بتعويض الخسارة الفادحة بتقديم هذا التفوق الكاسح للملفوظ الذاتي النسائي في الثقافة العربية الحديثة. كما أنها بديل للهيمنة النسبية للاهتمام المبالغ فيه بالملفوظ الذاتي الذكوري.
وسعى عبدالغني لإيجاد موقع داخل الحركة الأدبية العامة، مشددا على أنه قد حان الوقت لمحاولة فهم النص الذاتي النسائي. وتتمتع محاولة الفهم هذه بحيوية خاصة لأن مستقبل هذا النص تسيطر عليه نزعة الانتماء الجنسي أولا، ولأن الحياة والأدب (الفن) لم يفترقا بعد داخل كينونة المرأة.