المواقع التاريخية بالمدينة المنورة.. إرث ديني وتاريخ بارز

المدينة المنورة تزخر بالعديد من الأماكن الدينية والتاريخية تعد شاهدا على أهمية مكانتها التي خولتها لتكون قبلة للزوار من المسلمين بشكل مستمر.
الجمعة 2023/07/14
الماضي بكل تفاصيله الفنية والثقافية والهندسية والاجتماعية

المدينة المنورة (السعودية)- تتميز المدينة المنورة بإرث ديني وتاريخي بارز، فهي مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وإحدى أماكن نزول الوحي على أفضل المرسلين، وتمثل خير البقاع بعد مكة المكرمة عند المسلمين.

وتعد المساجد أبرز الآثار المعمارية للمدينة، كما أنها تروي تاريخا كاملا من الحضارة الإسلامية، وتولي المؤسسات الرسمية السعودية اليوم اهتماما بالغا بالمساجد التاريخية والمواقع المرتبطة بالسيرة النبوية، إذ حظيت مساجد منطقة المدينة المنورة باهتمام مشروع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية، حيث ضم أربعة مساجد بالمنطقة بهدف الحفاظ عليها وإعادتها إلى أقرب صورة لحالتها الأصلية، فضلا عن الحفاظ على خصائصها الوظيفية، واستعادة رونقها وجمالياتها القديمة.

وتستمد المساجد التاريخية بمنطقة المدينة المنورة أهميتها من ارتباطها الوثيق بالسيرة النبوية، والعديد من المواقع المرتبطة بالفترة الإسلامية، كمحافظة العلا التي تضم بين جنباتها آثارا عديدة.

 كما تعد الآبار النبوية أحد مكونات التاريخ الإنساني المتعدد الذي تزخر به المدينة المنورة، ويعود تاريخها إلى العهد النبوي وما قبله، ولبعضها ارتباط بسيرة الرسول إما بشربه منها، أو التوضؤ أو الاغتسال منها، أو بمروره عليه الصلاة والسلام بها، ولبعض تلك الآبار كذلك مواقف تتصل بسيرته أثناء حياته صلى الله عليه وسلم.

◙ المساجد التاريخية بمنطقة المدينة المنورة تستمد أهميتها من ارتباطها الوثيق بالسيرة النبوية
المساجد التاريخية بمنطقة المدينة المنورة تستمد أهميتها من ارتباطها الوثيق بالسيرة النبوية

ومن هذه الآبار “بئر غرس” الذي حظي بالعناية بوصفه معلما تاريخيا بارزا تم حفره قبل نحو 15 قرنا، وقد دشن الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة مؤخرا اكتمال أعمال تطوير البئر ضمن 8 مساجد ومواقع أثرية جرت صيانتها بعناية، وإعادة تأهيلها والمحافظة على طابعها المعماري، وجودة بنائها.

ويستقبل موقع البئر اليوم العديد من الزائرين والأهالي بعد اكتمال عمليات تطويره وترميمه، وإعادة إحيائه.

ولهذه المواقع رونق تاريخي، حيث تثير الإعجاب والدهشة وتجذب إليها المهتمين بالتراث والسيرة النبوية وتدفعهم إلى التأمل والتفكر في المعالم التاريخية التي تجسد الماضي بكل تفاصيله الفنية والثقافية والهندسية والاجتماعية.

ويحرص ضيوف الرحمن المتواجدون في المدينة المنورة على زيارة المساجد والمعالم والمواقع والمآثر التاريخية في المدينة والتجول في المعالم التاريخية والأثرية، والصلاة في رحاب المسجد النبوي والزيارة والصلاة في مساجد قباء، والقبلتين، والجمعة، والفتح، والغمامة، والإجابة، والشهداء، والخندق، والميقات، بما يعيد إلى أذهانهم ذكريات وصورا من السيرة النبوية.

 كما يسعى زوار المدينة لاكتشاف مواقع المعارك التاريخية بمنطقة المدينة المنورة في الإسلام منها موقع معركة أحد والخندق وغيرها، إلى جانب زيارة مقبرة شهداء أحد بجوار جبل أحد داخل حرم المدينة المنورة منهم عم الرسول عليه الصلاة والسلام حمزة بن عبدالمطلب الذي استشهد وبعض من الصحابة في غزوة أحد التي دارت بين المسلمين والمشركين على سفح الجبل ويقصدها الزوار لأخذ العظة والعبرة.

ومن المعالم الجغرافية المشهورة بها المدينة المنورة والمذكورة في السيرة النبوية والمصادر التاريخية والجغرافية جبل أحد، وجبل عير، والجماوات، والأحمية، مثل: حمى النقيع، وحمى الربذة، ووادي العقيق، ووادي بطحان، والرانوناء، ووادي القرى، وغيرها من الأودية الكثيرة المشهورة.

◙ المواقع التاريخية للمدينة تجذب إليها المهتمين بالتراث الإسلامي والسيرة النبوية وتدفعهم إلى إعادة استحضار الماضي
المواقع التاريخية للمدينة تجذب إليها المهتمين بالتراث الإسلامي والسيرة النبوية وتدفعهم إلى إعادة استحضار الماضي

وتتبوأ المدينة المنورة مكانة عظيمة في أفئدة المسلمين، لما تحمله من إرث ديني وتاريخي بارز، فهي مدينة الرسول وأحد أماكن نزول الوحي عليه، وإليها هاجر وفيها عاش آخر حياته، وفيها دفن.

وحظيت المدينة المنورة بالرعاية والاهتمام والتطوير والبناء على مر العصور، لمكانتها الإسلامية والثقافية، والتاريخية، والاجتماعية، وما تضمه من أماكن ومعالم إسلامية وتاريخية ارتبطت بسيرة النبي وبنشأة الإسلام والحضارة الإسلامية، إذ تمثل أول مدينة إسلامية لا من حيث المعمار فحسب بل من حيث البناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تأسس فيها، جاعلا منها مثالا حيا للمدن الحضارية.

وتزخر المدينة المنورة بالعديد من الأماكن الدينية والتاريخية التي تعد شاهدا على أهمية مكانتها التي خولتها لتكون قبلة للزوار من المسلمين بشكل مستمر، إذ يحاول كل زوارها استرجاع ماضي الحضارة الإسلامية في بدايات نشأتها، علاوة على ما تقدمه من شحنة روحية واطلاع على التاريخ.

ويتوافد اليوم الزوار على هذه المواقع التاريخية بالمدينة المنورة، حيث يحرص غالبيتهم على الاطلاع على مواقع التاريخ الإسلامي، وينتقل الزائرون إلى المواقع والمعالم التاريخية في حافلات حديثة مكيفة ومجهزة بكافة متطلبات الخدمة، أو بواسطة مركبات تنقل العائلات والزوار، حيث جرت تهيئة مختلف المواقع ودعمها بكافة أشكال الخدمات، وتأهيلها بتصاميم تحفظ طبيعة المكان، وتهيئة الطرقات والمسارات التي تسهم في سهولة وانسيابية الوصول إليها، وإنشاء مرافق للعناية بالزائرين وخدمتهم، وتطبيق أفضل الممارسات التي تسهم في سهولة وصول الزائرين وانتقالهم وتعزيز جاهزية استقبالهم في المواقع التاريخية الإسلامية.

صورة

13