المواد الحافظة تزيد احتمالات الإصابة بالبدانة

إضافات الأغذية تعمل على زيادة الشهية وتأخير تأثير الشبع وهو ما يحفز المرء على تناول المزيد من الطعام ويرفع خطر الإصابة بالبدانة.
الثلاثاء 2020/03/03
حلاوة قاتلة

أدت الحاجة إلى حفظ كميات كبيرة من الطعام إلى ضرورة الاستعانة بالإضافات الغذائية، حيث لم تعد الطرق التقليدية التي كانت تستعمل في الماضي مثل التمليح أو التجفيف تفي بالغرض نظرا لتزايد عدد السكان في العالم.

برلين- إذا كانت الغاية من الإضافات الغذائية حفظ الأغذية من التلوث والتلف، فإن استعمالها في تحسين طعم بعض المواد الرديئة التي فقدت قيمتها الغذائية أو للإطالة في مدة صلاحيتها، يؤثر سلبا على صحة الإنسان، وهو ما جعل الأطباء وخبراء التغذية يحذرون منها.

حذرت الجمعية الألمانية للتغذية من خطورة إضافات الأغذية على الصحة، حيث إنها تتسبب في إبطاء عملية  الأيض، ومن ثم ترفع خطر الإصابة بالبدانة.

وأوضحت أن إضافات الأغذية تتمثل مهمتها في إطالة مدة الصلاحية أو تحسين المذاق أو الإقلال من السكر، مثل الجلوتامات ومواد التحلية ومادة AGE.

وتعمل مادة الجلوتامات، التي تختبئ تحت اسم E620، على زيادة الشهية وتأخير تأثير الشبع، وبالتالي يتناول المرء المزيد من الطعام، في حين تتسبب مواد التحلية في تحفيز الشهية تجاه السكر الحقيقي، ما يؤثر سلبا على مستوى الأنسولين بالجسم.

أما مادة AGE فتعزز حدوث التهابات بالجسم وتؤثر بالسلب على إنتاج الكولاجين، ما يمهد الطريق للإصابة بالتجاعيد والسيلوليت.

ولتجنب هذه المخاطر، نصحت الجمعية الألمانية للتغذية بالإكثار من تناول الأغذية الطازجة والإقلال من الأغذية المصنعة قدر الإمكان، مع مراعاة إلقاء نظرة فاحصة على عبوات الأغذية وتجنب الأصناف التي تحتوي على هذه الإضافات، إن أمكن. بدورها أكدت اختصاصية الصحة العامة وعلوم التنمية، باميلا هندي، أن المعلبات والأكل المطهو خارج المنزل من الأغذية التي تعرف لدى الجميع أنه يتم استعمال الإضافات الغذائية فيها، بالإضافة إلى المشروبات الغازية.

ونصحت بعدم الإكثار منها، مشيرة إلى أن المواد الحافظة موجودة أيضا في الخبز الأسمر واللحوم والأسماك. وقالت باميلا “من الضروري ألا يتم تناول الأطعمة الجاهزة وإنما يفضل تناول الأطعمة المعدة في المنزل لأنها تعتبر أكثر أمانا لصحة الإنسان”.

كما أشارت بعض الدراسات العلمية إلى منع أكثر 6 مواد حافظة للطعام خطورة في البلدان الأوروبية، ومنها الزيت النباتي الذي يتسبب في مرض السرطان، مؤكدة أن الملونات أيضا تعتبر من المواد الحافظة الأكثر ضررا على صحة الإنسان وأخطرها اللون الأصفر.

كما أشار الأطباء إلى ارتباط عدم تحمل هذه المواد بردود فعل تحسسية تصيب الجسم منها التعرق والحكة وحدوث آلام في الجهاز الهضمي وألم بطني، وإسهال، وغثيان، وتقيؤ.

الحلوى تحفز الشهية للسكر والجلوتامات يؤخر تأثير الشبع
الحلوى تحفز الشهية للسكر والجلوتامات يؤخر تأثير الشبع

ويمكن أن تطول ردود الفعل الجهاز التنفسي والهكيل العظمي فيصاب الفرد بالسعال، والربو، والتهاب الأنف، وآلام العضلات والمفاصل، والإعياء، والضعف، بالإضافة إلى الإصابة بردود فعل عصبية كحدوث تقلبات في السلوك، واضطراب فرط النشاط.

وتنقسم الإضافات الغذائية إلى مواد حافظة ومضادات للأكسدة ومواد معطرة وأخرى ملونة ومواد مبيضة ومساعدة على النضج وعوامل استحلاب ورغوة ومواد مثبتة ومغلطة للقوام.

وتعمل المواد الحافظة على حفظ الطعام لفترات أطول دون تلف، ومن ذلك السكر والملح والخل، كما أن لبعض المواد القدرة على منع أو تثبيط نشاط البكتريا ونموها. وتضاف هذه المواد بكميات قليلة إلى الغذاء وتعتمد في إضافتها على نوعية الطعام وطريقة صنعه وكذلك على الميكروب الذي يحدث التلف، ويرمز لها بـE200 – 299.

أما مضادات التأكسد فتساهم في تأخير فترة التغيرات الكيميائية التي تحدث نتيجة تفاعل الأكسجين مع الزيوت أو الدهون، وكذلك الفيتامينات الذائبة في الدهون والتي تؤدي إلى التزنخ.

وتعمل بعض المواد الكيميائية المبيضة والمساعدة على النضج على زيادة سرعة التبييض في وقت أقل وتضاف هذه المواد عادة إلى الدقيق. كما تضاف إلى العجائن للغرض نفسه مما يوفر نفقات التخزين، ويجنب كذلك المخزون خطورة الإصابة بالحشرات الضارة والقوارض.

وتساعد عوامل الاستحلاب على مزج مواد لا يمكن مزجها معا مثل الزيت والماء، وتمنع المواد المثبتة فصل أحدهما عن الآخر مرة أخرى، أما المواد التي تساعد على الرغوة فتعمل على مزج الغازات مع السوائل كما في المشروبات الغازية، كذلك فإن المواد المغلظة للقوام التي تستعمل في صنع الكيك والحلويات والآيس كريم تزيد من الحجم وتحسن القوام والمظهر، ويرمز لها بالرمز (E) تتبعه الأرقام من 400 إلى 499.

وقد قيّمت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة المخاطر الصحيّة للإضافات الغذائية بواسطة مجموعة علمية ودولية مستقلة من الخبراء وتستند تقييمات تلك اللجنة إلى استخدام مراجعات علمية تتضمن بيانات عن التركيب الكيمائي، ومعلومات عن السمية، بالإضافة إلى مجموعة من البيانات الأخرى التي تتعلق باختبارات المواد المضافة التي أجريت على الحيوانات أو الإنسان، وتشمل تلك الاختبارات دراسات قصيرة وطويلة الأجل، تحدد كيفية امتصاص المواد المضافة، وتوزيعها، وإفرازها في الجسم، والآثار الضارة المحتملة منها.

مادة AGE فتعزز حدوث التهابات بالجسم وتؤثر بالسلب على إنتاج الكولاجين، ما يمهد الطريق للإصابة بالتجاعيد والسيلوليت

يؤدي تناول جرعات وبمعدلات أعلى من المسموح به إلى تراكم هذه المواد في جسم الإنسان وقد تحدث بعض الأضرار الصحية، وتستثنى من ذلك حالات الحساسية من مادة معينة، والفئات الحساسة مثل الأطفال والشيوخ والحوامل والمرضى.

ومع أن الاختبارات التي تجرى على حيوانات التجارب لا تعني سلامة تلك المواد تماما بالنسبة للإنسان، ولكنها تعتبر خطوة أساسية ومهمة في تقييم سلامة المادة المضافة للمستهلك حيث تجرى الاختبارات النهائية على المتطوعين قبل التداول للتأكد من سلامتها.وتعد المادة المضافة سالمة أو آمنة في تركيزها المضاف، بناء على المعلومات العلمية المتوفرة والمتاحة في حينه، وذلك بالنسبة لكل أفراد المجتمع باستثناء بعض الحالات النادرة والتي تعاني من حساسية لهذه المواد المضافة.

وتمتلك معظم الدول الصناعية مواصفات وقوائم بالمواد المضافة للمنتجات الغذائية، وهي مواصفات تراجع وتقيم دوريا من خلال التجارب المعملية لمعرفة التأثير الفسيولوجي والدوائي لهذه المواد على حيوانات التجارب.

ويتم ذلك بتغذية هذه الحيوانات من خلال جرعات متباينة ثم ملاحظة ظهور أي أعراض مرضية عليها مع مرور الوقت، وكذلك ملاحظة تأثيرها على النمو، والشهية، والأعراض الإكلينيكية، وتأثيرها على الدم، وكذلك على الخلايا والأنسجة.

17