المهمة الصعبة: انسحاب المرتزقة خطوة أولى في مسار باتيلي بليبيا

تمسك المبعوث الأممي بطرق موضوع المرتزقة بالرغم من حساسيته مرده الضغط الأميركي عليه وعلى الأطراف المختلفة.
الأحد 2023/03/19
باتيلي ينفذ أجندة واشنطن

تونس - بحث المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا عبدالله باتيلي مع مراقبي اتفاق وقف إطلاق النار الليبي، الجمعة، الخطوات المقبلة بشأن انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد. وجاء ذلك خلال اجتماع عقد في تونس بين مراقبي وقف إطلاق النار الليبيين والدوليين وباتيلي، وفق ما نشر الأخير عبر حسابه على تويتر.

وناقش المجتمعون "الخطوات المقبلة بشأن انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والتي من شأنها المساهمة في إحلال السلام والاستقرار في ليبيا". وتابع "أثنيت على المراقبين لتحليهم بالمسؤولية واحترامهم لسيادة ليبيا".

لكن مراقبين يقولون إن تفاؤل باتيلي بشأن حل مسالة المرتزقة مبالغ فيه، فهناك تعقيدات كبيرة تحيط بهذا الموضوع قد تدفع إلى إفشال مسار المبعوث الأممي كله، معتبرين أن كل الأطراف مستفيدة من وجود المرتزقة سواء في شكل مقاتلين أجانب من دول أفريقية أو من وجود الشركة الأمنية الروسية الخاصة فاغنر، أو من الوجود التركي نفسه، ما يجعل حل ملف الوجود الأجنبي برمته حساسا ويحتاج إلى المزيد من الوقت.

◙ تفاؤل باتيلي بشأن حل مسالة المرتزقة مبالغ فيه، فهناك تعقيدات كبيرة تحيط بهذا الموضوع قد تدفع إلى إفشال مسار المبعوث الأممي كله

واجتمع باتيلي الخميس كذلك "بلجان التواصل من ليبيا والسودان وتشاد والنيجر والاتحاد الأفريقي بشأن إطلاق آلية تبادل للبيانات لسحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب".

ووفق ما نشر باتيلي الجمعة عبر تويتر، فإن الاجتماع جاء "تماشيا مع التزامهم الشهر الماضي في القاهرة"، مشيرا إلى أن "آلية تبادل المعلومات ستساهم في تعزيز الأمن في ليبيا والمنطقة وتوفير بيئة مواتية لإجراء الانتخابات في عام 2023".

وأعلنت البعثة الأممية نتائج اجتماع آخر عقد الخميس في تونس لمجموعة العمل الأمنية الدولية المنبثقة عن مؤتمر برلين ممثلة في سفراء بريطانيا وفرنسا وتركيا وإيطاليا والاتحاد الأفريقي.

وأشارت إلى أن ذلك جرى بحضور اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5 + 5" ومشاركة الفريق محمد الحداد رئيس أركان الجيش الليبي بغرب البلاد والفريق عبدالرازق الناظوري نظيره في الشرق.

وناقش الاجتماع، وفق البعثة، "دور ومهام القوة العسكرية المشتركة (بين الجيش المنقسم) التي تم الاتفاق على تشكيلها في الاجتماعات السابقة وتجهيزها بالشكل اللازم ودور الدول الأعضاء في مجموعة العمل الأمنية".

وتعقد لجنة "5 + 5" التي تضم 5 أعضاء من المؤسسة العسكرية في غرب ليبيا ومثلهم من طرف قوات الجيش في الشرق التي يقودها المشير خليفة حفتر، منذ عامين حوارات لتوحيد الجيش تحت رعاية الأمم المتحدة وذلك تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف في أكتوبر 2020. وبالموازاة مع الحوار الأمني تقود الأمم المتحدة جهود تسوية سياسية لإيصال ليبيا إلى انتخابات تنهي أزمتها المتمثلة في صراع بين حكومتين.

ويقول المراقبون إن تمسك باتيلي بطرق موضوع المرتزقة بالرغم من حساسيته مرده الضغط الأميركي عليه وعلى الأطراف المختلفة. وسبق أن وجهت واشنطن رسائل واضحة للأطراف الداخلية التي لها صلة بموضوع المرتزقة، وخاصة فاغنر بضرورة فك الارتباط معهم.

◙ واشنطن تحذر من إخضاع الدول الحاضنة لعناصر فاغنر ومن بينها ليبيا لقانون "الهشاشة العالمية" الذي أقره الكونغرس في ديسمبر 2019

وتحذر واشنطن من إخضاع الدول الحاضنة لعناصر فاغنر ومن بينها ليبيا لقانون "الهشاشة العالمية" الذي أقره الكونغرس في ديسمبر 2019، باعتباره عامل تغيير محتمل في عالم المساعدات الخارجية الأميركية التي تمنح للدول الحليفة.

وبموجب القانون، جرى تكليف إدارة جو بايدن باختيار أربع دول تجريبية ومنطقة واحدة لبدء برامج جديدة تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للهشاشة وعدم الاستقرار السياسي.

وأعلنت واشنطن في أبريل 2020 اختيار ليبيا وهايتي وموزمبيق وبابوا غينيا الجديدة ومجموعة من خمس دول ساحلية في غرب أفريقيا (بنين وساحل العاج وغانا وغينيا وتوغو) للمشاركة في الإستراتيجية الأميركية.

وسبق للأمم المتحدة أن اعتبرت أن فاغنر انتهكت القانون الدولي من خلال زرع الألغام في العديد من المناطق المدنية بليبيا خلال معركة الهجوم على العاصمة طرابلس، وقبل أسابيع أدرجت الولايات المتحدة مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر على قائمتها السوداء للحريات الدينية.

2