المهرجان الدولي للواحات بتوزر يروج لإرث الصحراء التونسية

الدورة الجديدة تحافظ على طابع المهرجان التنشيطي بحفلات موسيقية وتنشيط الشوارع بالكرنفالات مستضيفا عددا من الدول.
الأربعاء 2022/12/21
لوحات تشد الزائرين

توزر (تونس) - كشفت جمعية مهرجان الواحات الدولي للسياحة والثقافة خلال ندوة صحفية انعقدت مؤخرا بمدينة توزر، عن برمجة الدورة الـ43 من المهرجان الدولي للواحات بتوزر التي تقام من الرابع والعشرين إلى غاية السابع والعشرين من ديسمبر، وتسبقها عدة فعاليات رياضية وفكرية وعلمية تقام بالمناسبة.

وتراهن الدورة الجديدة على مواصلة الانفتاح على المشاركات الأجنبية من دول قريبة ثقافيا من جهة الجريد (جنوب تونس) ليحافظ المهرجان بذلك على خصوصيته، وفق رئيس الجمعية ومدير المهرجان نصرالدين الشابي، ومن المنتظر أن تعرف العروض التنشيطية وكرنفال الافتتاح مشاركة فرق فنية من ليبيا والجزائر ومصر وإيران مع إمكانية مشاركة دول أخرى ستتأكد خلال الأيام القليلة القادمة.

ويسعى المهرجان كذلك بحسب مديره إلى كسب رهان الجدية وتنويع الفقرات والنجاح التنظيمي وتقديم فعاليات تسوق للجريد ثقافيا وسياحيا عبر تطوير الفقرات وتجديدها بالإمكانيات المتاحة، رغم صعوبات مالية تعرفها هذه التظاهرة الهامة بتأخر الأطراف المانحة في توفير التمويل في الآجال المحددة، إذ يمول المهرجان بدعم من وزارة السياحة ووزارة الثقافة إلى جانب المجلس الجهوي لمحافظة توزر.

ويحافظ المهرجان على طابعه من خلال الفقرات التنشيطية والحفلات الموسيقية وتنشيط الشوارع بالكرنفالات الاحتفالية، بحسب مدير المهرجان، الذي يلفت إلى أن البرمجة تعتني بصفة خاصة بتنشيط المدينة بالفرق والفعاليات المختلفة نظرا إلى تحول مدينة توزر في تلك الفترة لوجهة لعدد كبير من الزوار هذا بالإضافة إلى سهرات فنية ثلاث منها سهرة الفنان التونسي زياد غرسة وسهرتان سيتم التأكد لاحقا من الأسماء التي تؤثثهما.

إطلالة على عراقة التراث وتنوعه
إطلالة على عراقة التراث وتنوعه

وعلى غرار الدورات السابقة في استضافة شخصيات فكرية وثقافية بارزة تستضيف الدورة الجديدة الإعلامي العربي عبدالباري عطوان، ليكون له حوار مباشر من المثقفين والباحثين والإعلاميين في ندوة بعنوان "أي مستقبل للعرب في ظل التحولات التي يعيشها العالم اليوم"، فضلا عن تكريم مثقفين وأدباء من الجهة وخارجها.

ويعد المهرجان بتقديم فقرة افتتاحية في شكل عمل فرجوي ملحمي بعنوان "نوبة الواحات: الامتداد الحضاري والعمق الأفريقي لبلاد الجريد"، وسيكون هذا العرض في شكل عرض ملحمي يجسد حقبات من تاريخ المنطقة والحضارات المتعاقبة عليها وفق مخرج العمل محمد قعلول، ويحاول العرض الاهتمام بصفة خاصة بالحضارات التي تركت بصمتها من خلال العادات والتقاليد واللهجة المحلية ومصطلحات قديمة.

ويجسد لوحات العرض الافتتاحي ممثلون وراقصون وعازفون وتتخلله لوحات فنية لبعض الفرق المشاركة ولوحات يأمل مخرج العمل أن تشد زوار ومتابعي المهرجان، وتقدم لهم عملا فنيا يوثق ويؤرخ للجهة ويبحث في عاداتها وتقاليدها وحضارات قديمة تعاقبت عليها. وتوزر مدينة وواحة صحراوية تقع في جنوب غرب تونس وتشتهر بالمناظر الطبيعية الخلابة التي كانت مصدر إلهام للكثير من المبدعين.

ووفق ما جاء في صفحة المهرجان فإن "المهرجان الدولي للواحات بتوزر هو مهرجان الأصالة والتراث، مهرجان السياحة والثقافة، هو مهرجان مدينة توزر بكل تنوّعها الحضاري. تلتقي فيه كل الثقافات والحضارات التي مرت بها أو استقرت فيها. إنه عيد النخلة كما سمّاه السابقون، أو هو عيد جني التمور، هذه الثمرة الطيبة، هو من أعرق المهرجانات التونسية، بل هو البدايات والجذور".

وأضاف البيان "كم مرّوا من هنا وكان لهم جميل المشاركة. من الشرق جاؤوا ومن الغرب، ليسهموا فيه بألوانهم وتعبيراتهم الثقافية. أشقاؤنا العرب حلّوا بيننا بإيقاعاتهم الفنية. ومن الأنحاء البعيدة شدوا الرحال إلينا. المهرجان منفتح على كل الألوان والفنون. الواحة كانت أرض التلاقي  فكان العطاء وكان الانفتاح على الآخر".

وختم "المهرجان الدولي للواحات بتوزر مهرجان نؤصّل فيه لأعلامنا وعلمائنا وأدبائنا، لانفتاحنا وإسهاماتنا في الثقافة الإنسانية. ويبقى الجريد شامخا عاليا مضيافا كريما كرم نخله، معطاء عطاء تربته".

واختارت جمعية المهرجان على غرار الدورات السابقة التركيز على تنشيط المدينة وخاصة ساحة السوق وساحة باب الهواء وسط مدينة توزر تزامنا مع حركية كبيرة تشهدها المدينة بزيارة الآلاف من السياح التونسيين بشكل يومي، ما حتم ابتكار فقرات تنشيطية بشكل يومي للفرق الفلكلورية والصوفية والفرق الضيفة من البلدان الأخرى.

13