المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا يبحث رهانات التربية على الصورة

المهرجان يمثل فرصة قيمة للمشاركين المغاربة لتطوير مهاراتهم في مجالات السينما المختلفة.
الجمعة 2024/09/27
فهم الصناعة يطور ذائقة الجمهور

سلا (المغرب) - انطلقت ضمن فعاليات الدورة السابعة عشرة من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، مجموعة من الورشات التعليمية المتنوعة تحت عنوان “رهانات التربية على الصورة”، تتناول مواضيع مهمة مثل التربية على الصورة والسينما الوثائقية والإبداع الوثائقي وسرد الواقع، بالإضافة إلى تحليل الأفلام والوثائقي السينمائي واستعراض أساسيات المونتاج والكتابة، وذلك في الفضاء الخاص بالنادي العلمي لجمعية أبي رقراق، ما يوفر فرصة رائعة للمهتمين بالسينما للتفاعل والتعلم من خلال هذه الفعاليات المميزة.

هذه الورشات تشكل ركائز أساسية لتحفيز التفكير النقدي والجمالي، إذ تسهم هذه المحاور المتنوعة في فتح آفاق جديدة لفهم قضايا المرأة من منظور سينمائي عميق، كما تعزز من قدرة الجمهور على التفاعل مع الصورة بشكل أكثر وعيا ودراية، ومن خلال هذه الأدوات يمكن لصناع الأفلام والجمهور على حد سواء المشاركة في نقاشات ثرية حول قضايا المجتمع والمرأة بأسلوب فني مبتكر ومؤثر.

 وتشكل ورشات التربية على الصورة جزءا حيويا من برنامج الدورة الـ17 من المهرجان الدولي، حيث يتم التركيز على تعزيز الوعي النقدي بالمحتويات المرئية وتحليل التأثيرات النفسية والثقافية للصور، إذ تضع هذه الورشات المتدربين أمام رهانات حقيقية تتعلق بكيفية فهم الرسائل التي تحملها الصورة، سواء في الإعلام أو السينما، وخصوصا في عالمنا المعاصر الذي أصبح فيه المحتوى المرئي هو الوسيلة الأبرز لنقل الأفكار.

الورشات أساسية لتحفيز التفكير النقدي والجمالي وتسهم في فتح آفاق جديدة لفهم قضايا المرأة من منظور سينمائي

ويمثل مهرجان الفيلم الدولي للمرأة بسلا فرصة قيمة للمشاركين المغاربة لتطوير مهاراتهم في مجالات السينما المختلفة، من خلال ورشات رهانات التربية على الصورة، إذ يتمكن المشاركون من استكشاف أساليب جديدة للتعبير الفني وتعزيز وجود النساء في السينما، حيث يسعى المهرجان إلى تمكين صانعات الأفلام، وفتح آفاق جديدة لطرح قضاياهن وتجاربهن، ما يساهم في خلق سينما أكثر تنوعا وعمقا.

وتسعى هذه الورشات إلى تعليم المشاركين كيفية التفريق بين الصورة كوسيلة للتعبير الفني وبين الصورة كأداة للتأثير الجماهيري، حيث إن من بين الرهانات الكبرى في التربية على الصورة هو تنمية القدرة على التفكير النقدي.

وتعتبر ورشة السينما الوثائقية وسيلة قوية لاستكشاف القضايا الاجتماعية والثقافية من منظور فني وتوثيقي، حيث تتيح هذه السينما للمتفرج الاطلاع على قصص حقيقية تعكس حياة الناس ونضالهم وآمالهم. كما يهدف هذا النوع من الأفلام إلى تقديم الحقيقة بأكبر قدر ممكن من الشفافية، ما يجعله أداة فعالة للتغيير الاجتماعي والإضاءة على قضايا حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وقضايا المرأة التي تشكل محورا أساسيا في المهرجان، إذ تجاوز الوثائقي الإبداعي حدود السرد التقليدي للواقع ليعتمد على أساليب فنية مبتكرة لعرض القضايا والأحداث، وهذا النوع من الأفلام يوظف عناصر فنية مثل التصوير السينمائي الفني والموسيقى التعبيرية وحتى المؤثرات البصرية لخلق تجربة غنية وجذابة للمتفرج، وغالبا ما تكون هذه الأفلام مشبعة بالعاطفة وتحمل رسائل قوية حول القضايا الإنسانية والاجتماعية.

ورشات التربية على الصورة تشكل جزءا حيويا من برنامج الدورة الـ17 من المهرجان الدولي

ويمكن أن تقدم ورشة الوثائقي الإبداعي في هذا السياق نظرة جديدة حول القضايا النسائية التي يركز عليها المهرجان، من خلال المزج بين الواقع والإبداع، إذ يتمكن المخرجون من خلق روايات تستقطب الجمهور وتجعله شريكا مهما في النقاش حول القضايا المطروحة، وهذا ما يجعله أحد أبرز المحاور التي يجب التركيز عليها في التربية على الصورة، كما يتم توجيه الجمهور إلى اكتشاف الطرق المبتكرة التي يمكن من خلالها تقديم الحقيقة.

ويقوم سرد الواقع في السينما الوثائقية على تقديم الأحداث الواقعية بأسلوب درامي أو تجريبي، إذ يمكن أن يشكل سرد الواقع وسيلة لإعادة تصوير التجارب الحياتية الفردية أو الجماعية للمرأة بأسلوب يجذب المتفرج ويثير تساؤلاته حول الأحداث المطروحة، وهذا النوع من السرد غالبا ما يتطلب دقة في التفاصيل، وقوة في البناء الدرامي، ما يعزز من تجربة المتلقي ويسمح له بالاندماج في القصة.

وتقديم الواقع بطريقة سردية يتطلب براعة فنية، حيث يجب أن يتم المزج بين الواقعية والدرامية بأسلوب يخلق توازنا بين الجوانب الوثائقية والتقنيات السينمائية، ويعد هذا أحد التحديات الكبرى التي تواجه صناع الأفلام الوثائقية، إذ يتم الجمع بين الجوانب الحقيقية والقصة الفنية دون التأثير على مصداقية الحقائق، كما يعتبر سرد الواقع وسيلة لاستكشاف تجارب المرأة من خلال عدسة أكثر عمقا، ويتيح للجمهور التعرف على تلك التجارب من منظور فني وبصري مبتكر.

وتعتبر ورشة المونتاج واحدة من أكثر مراحل صناعة الفيلم تعقيدا وأهمية، إذ تتيح للمخرجين الفرصة لخلق السرد السينمائي وتوجيه المشاهدين نحو التأمل في المعاني العميقة وراء كل لقطة. وفي ورشات المهرجان، يتعلم المشاركون تقنيات المونتاج المختلفة وكيفية استخدامها لإبراز الرسائل والمواضيع التي يرغبون في التعبير عنها، وستساعدهم هذه المهارات في تطوير أسلوبهم الفني الخاص وتمكينهم من استخدام المونتاج كأداة فعّالة في أعمالهم.

14