المهربون يبتكرون طريقا جديدا للهجرة من سواحل شرق ليبيا باتجاه اليونان

طرابلس – في تطور جديد يزيد من تعقيد أزمة الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط، كشفت السلطات اليونانية عن طريق تهريب جديد للمهاجرين ينطلق من السواحل الشرقية لليبيا، خاصة من مناطق قريبة من درنة وطبرق متجها مباشرة نحو الجزر اليونانية الجنوبية وفي مقدمتها جزيرتا كريت وجافدوس.
ويبدو أن المهربين الذين طالما استغلوا الساحل الغربي لليبيا كنقطة انطلاق رئيسية نحو إيطاليا ومالطا، وجدوا في الشرق الليبي منفذا أقل مراقبة بعد تشديد الرقابة الأوروبية على المسارات التقليدية.
وعلى مدى الأعوام الماضية ركز المهربون نشاطهم على السواحل الغربية لليبيا، مستغلين الفوضى الأمنية في مدن مثل زوارة وصبراتة حيث كانت تلك المناطق نقطة انطلاق أساسية لقوارب الهجرة نحو أوروبا، لكن تشديد الرقابة على هذا المسار بفعل العمليات الأوروبية المتزايدة والدعم الذي تلقته حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، دفعا شبكات التهريب إلى البحث عن منافذ أقل خطورة وأكثر قدرة على تمويه المراقبة.
يبدو أن المهربين الذين طالما استغلوا الساحل الغربي لليبيا كنقطة انطلاق رئيسية نحو إيطاليا ومالطا، وجدوا في الشرق الليبي منفذا أقل مراقبة
وفي محاولة لاحتواء الموقف، أجرت أثينا اتصالات مع القاهرة وطرابلس في مسعى لتوحيد المواقف ضد شبكات التهريب ومنع شرق ليبيا من التحول إلى نقطة انطلاق رئيسية جديدة، لكن مراقبين يرون أن نجاح الجهود اليونانية في التصدي لهذا المسار يتطلب تعاونا مباشرا وفعالا مع السلطات المسؤولة فعليا عن الشرق الليبي وفي مقدمتها حكومة أسامة حماد والجيش بقيادة المشير خليفة حفتر.
ويرى مراقبون أن انخراط حكومة حماد في أيّ ترتيبات أمنية أو عمليات تنسيق سيكون عنصرا حاسما لإغلاق هذا المسار سواء عبر تشديد الرقابة على السواحل أو تفكيك شبكات التهريب في مهدها.
وينظر إلى هذه الخطوة أيضا كفرصة لإعادة بناء الثقة بين أثينا وبنغازي خاصة في ظل التوترات التي تشهدها العلاقات بين اليونان وحكومة الدبيبة بسبب التنقيب عن النفط قرب جزيرة كريت في مياه تعتبرها ليبيا تابعة لها.
واستدعت وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، الاثنين، سفير اليونان لدى طرابلس نيكولاس غاربليس، احتجاجا على ما اعتبرته “خطوات أحادية” اتخذتها أثينا بمنح تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز بمناطق متنازع عليها في البحر المتوسط.
ولاحقا قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إن أثينا ستنشر فرقاطتين وسفينة أخرى قبالة المياه الإقليمية الليبية لردع المهاجرين الذين يسعون للوصول إلى جزيرتي كريت وجافدوس الجنوبيتين.
ولم يوضح ميتسوتاكيس دور السفن أو ما الذي ستفعله، لكنه قال إن هذه الخطوة ستجري بالتنسيق مع السلطات الليبية وبقية القوات الأوروبية العاملة في المنطقة.
وشهدت الأشهر القليلة الماضية ارتفاعا في أعداد المهاجرين الوافدين عبر البحر من شمال شرق ليبيا سعيا للوصول إلى أوروبا، ومعظمهم من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك السودان الذي تمزقه الحرب. وحاول أكثر من 800 مهاجر الوصول إلى الجزيرتين اليونانيتين الجنوبيتين منذ يوم الخميس الماضي.
وقال ميتسوتاكيس للرئيس اليوناني قسطنطين تاسولاس إن القضية نوقشت خلال مجلس الأمن والدفاع الوطني يوم الأحد وإن الوضع مثير للقلق.
وأضاف “طلبت من وزير الدفاع.. نشر سفن البحرية اليونانية قبالة المياه الإقليمية الليبية لإرسال رسالة استباقية مفادها أن المهربين لن يكونوا أصحاب الأمر في ما يتعلق بمن يدخل إلى بلادنا”.
وقال مسؤولان حكوميان مطلعان لرويترز إن السفن الثلاث، بما في ذلك سفينة دعم، ستغادر اليونان في الأيام المقبلة.