المنقوش تعيد الليبيين الغاضبين من التطبيع إلى الشارع

وزيرة الخارجية السابقة تؤكد أن حكومة الوحدة تنصلت بسبب عدم القدرة على معالجة الأزمة بعد تسرب اللقاء.
الأربعاء 2025/01/08
مظاهرات تطالب باستقالة الدبيبة

طرابلس - شهدت عدة مدن ليبية مظاهرات مطالبة باستقالة رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبدالحميد الدبيبة بعد أن كشفت وزيرة الخارجية السابقة نجلاء المنقوش أن لقاءها بوزير الخارجية الإسرائيلي السابق إيلي كوهين في أغسطس 2023 بروما “كان بتنسيق مسبق بين الحكومة في طرابلس ونظيرتها الإسرائيلية.”

وأحيت تصريحات المنقوش الجدل حول الحادثة التي تنكرت لها حكومة الدبيبة في ذلك الوقت بسبب الضجة التي أثيرت حولها وموجة الغضب الواسعة وخروج مظاهرات مطالبة بمحاسبة المنقوش وحكومتها، لتتجدد مرة أخرى ليل الاثنين/الثلاثاء في مدن طرابلس والزاوية وصبراتة وغريان وبني وليد واعتُبرت أنها “محاولة من حكومة الدبيبة في طرابلس للتطبيع مع إسرائيل.”

وخرج عدد من أهالي مدينة مصراتة شمال غرب ليبيا في مظاهرة احتجاجية ضد “حكومة الوحدة الوطنية”. كما تظاهر عدد من أهالي مدينة الزاوية، غرب العاصمة طرابلس، منتقدين الدبيبة الذي كان أعلن سابقا عدم علمه بلقاء المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك إيلي كوهين.

وفي أول تعليق لها على ذلك اللقاء بعد أكثر من عام، قالت المنقوش إن اللقاء جاء بتكليف من الدبيبة لـ”مناقشة قضايا إستراتيجية تتعلق بأمن واستقرار البحر المتوسط،” مؤكدة أن اللقاء لم يكن بدافع “تطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل.”

نجلاء المنقوش: الغامض أن الحكومة لم تحقق معي ولكن طلبوا مني مغادرة ليبيا
نجلاء المنقوش: الغامض أن الحكومة لم تحقق معي ولكن طلبوا مني مغادرة ليبيا

واعتبرت المنقوش أن حكومة الوحدة “تنصلت بسبب عدم حكمة وعدم القدرة على معالجة الأزمة بعد تسرب اللقاء،” مشددة على أن “مقابلتها مع الطرف الإسرائيلي كانت محددة في إطار معين وأبلغت كوهين بوجهة نظر الشعب الليبي ومشاعرنا الداعمة للفلسطينيين ورفض سياسات الحكومة الإسرائيلية.”

 كذلك أشارت إلى أنه حين تسرب خبر اللقاء طلبت من رئيس الحكومة التوضيح للناس لكنه رفض. ولفتت إلى أنها أحيلت إلى التحقيق منذ أغسطس 2023 لكن أحدا لم يستدعها حتى اليوم. وقالت “الغامض أن الحكومة لم تحقق معي ولكن طلبوا مني مغادرة ليبيا.”

وغادرت المنقوش البلاد في ذلك الوقت بعد تفجر قصة هذا اللقاء، وسافرت إلى تركيا، في حين اعتبر الدبيبة حينذاك بعد إقالتها أنها تحملت نتيجة “خطأ ارتكبته”. وقال الدبيبة في وقت سابق إن حكومته “ترفض بشكل كامل أي شكل من أشكال التطبيع” مع إسرائيل، معتبرا أن “ما حدث في روما أمر جلل حتى وإن كان لقاءا جانبيا، وقضية كبرى حتى وإن وقعت بشكل عابر.”

وفي 25 يناير 2024 تطرق الدبيبة في لقاء تلفزيوني إلى مسألة التطبيع ولقاء المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي في روما وقال إن “السيدة وزيرة الخارجية -بشكل عفوي بحكم أنها عاشت حياتها في الخارج- لم تقصد فتح أي ملف ولا أي تطبيع، تم اللقاء، وهذا خطأ كبير في الحقيقة.”

وكان النائب العام الليبي قد أصدر في سبتمبر 2023 قرارا بتشكيل لجنة لتقصي واقعة لقاء المنقوش مع كوهين. كما قرر الدبيبة إيقاف وزيرة خارجيته عن العمل مؤقتا وإحالتها إلى التحقيق، مؤكدا رفضه التطبيع مع إسرائيل.

وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 28 أغسطس، ردا على الضجة التي أحدثها كشفه عن الاجتماع، دافع كوهين عن وزارته، قائلا إنها “تعمل على الدوام عبر قنوات علنية وسرية، وبمجموعة من الوسائل السرية، من أجل تعزيز علاقات إسرائيل الخارجية.”

وتفاعل أيضا سياسيون وبرلمانيون وحقوقيون وقانونيون ليبيون مع تصريحات نجلاء المنقوش، معبرين عن استهجانهم ما جاء فيها، حيث وصف التحالف الليبي لأحزاب التوافق الوطني لقاء المنقوش وكوهين بأنه جريمة نكراء، داعيا النائب العام الليبي إلى محاسبة كل من تورط فيها. وذكر متابعون أن الدبيبة يتحمَّل هو الآخر تبعات “السقطة السياسية”، مطالبين إياه بالاعتذار للشعب الليبي والاستقالة من منصبه.

4