المنفي يتخذ خطوات "جادة" للتوافق بشأن إجراء الانتخابات الليبية

طرابلس - قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي الأحد إنه لا ينبغي أن تكون هناك خلافات بشأن المرشحين للانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى اتخاذ خطوات "جادة" للوصول إلى تسوية بهدف تنظيم الانتخابات في موعدها المحدد في ديسمبر المقبل، في حين أعلنت ميليشيات مسلحة بغرب ليبيا رفضها ترشح سيف الإسلام القذافي إلى الانتخابات الرئاسية، ملوحة بالحرب.
وجاءت تصريحات المنفي، فيما قدم سيف الإسلام القذافي، ابن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، أوراق ترشحه رسميا لانتخابات الرئاسة الليبية.
وقال المنفي في مقابلة مع وكالة "رويترز"، إنه "لا بد أن نكون متفائلين ونأمل أن تكون هناك انتخابات في موعدها بتوافق الليبيين". وأضاف دون الخوض في التفاصيل "الآن هناك خطوات جادة من أجل أن يكون هناك توافق لإجراء الانتخابات، في موعدها في الرابع والعشرين من ديسمبر".
وأكد المنفي أن المجلس الرئاسي الليبي يحاول "بقدر الإمكان أن تنتهي هذه العملية بشكل ديمقراطي وشفاف، ومقبول لدى كافة الليبيين في الرابع والعشرين من ديسمبر، حتى نسلم السلطة لهيئة منتخبة".
وأشار إلى أنه "يجب ألا تكون هناك خلافات على المرشحين، الذين تنطبق عليهم بنود القوانين الانتخابية، بمجرد الموافقة على ترشحهم"، مضيفا "نحن لن نقلق من وجود أي شخصية يرى القانون، قانون الانتخابات، أن الشروط تنطبق عليها".
وتهدد الخلافات حول جدول وقواعد الانتخابات، بما في ذلك من يجب السماح لهم بخوضها، بإخراج عملية سلام تدعمها الأمم المتحدة عن مسارها، بينما تعتبر أقوى أمل منذ سنوات في اتجاه إنهاء فوضى مستمرة منذ عقد.
ومما يصعّد المخاطر المحيطة بالعملية، أن بعض أبرز المرشحين هم شخصيات مثيرة للجدل إلى حد كبير، على غرار سيف الإسلام القذافي.
وأشعل إعلان مفوضية الانتخابات قبول أوراق ترشح سيف الإسلام غضب الميليشيات في غرب ليبيا التي أعلنت رفضها ترشحه، وحمّلت المفوضية العليا للانتخابات مسؤولية ما سيترتب على قبولها مطلب الترشح.
وقالت ميليشيات الزاوية في بيان، إنها ترفض رفضا قاطعا ترشح سيف الإسلام و"ستمنع ترشح أي شخصية ساهمت في قتل وتشريد الشعب الليبي"، كما أكدت أنها لن تسمح بفتح المراكز الانتخابية داخل المدينة، إلا إذا جرت الانتخابات وفقا لقاعدة دستورية متوافق عليها.
وحذرت هذه الميليشيات الليبيين والمجتمع الدولي من أن هذه الانتخابات ستعيد ليبيا إلى الدائرة الأولى، وستنتج عنها حرب لا تُعرف مداها ولا نتائجها.
ويأتي ذلك بالتزامن مع خروج ميليشيات مدينة الزنتان إلى الشوارع وقيامها باستعراض عسكري بالأسلحة الثقيلة، للتعبير عن رفضها ترشح سيف الإسلام القذافي.
واجتمع قادة ميليشيات بركان الغضب في العاصمة طرابلس، ومن المتوقع اصطفافهم إلى جانب ميليشيات مدينتي الزاوية والزنتان ضد ترشح سيف الإسلام القذافي للتنافس على منصب رئيس ليبيا القادم.
والأحد أعلنت مفوضية الانتخابات قبول أوراق سيف الإسلام القذافي، ليكون ثاني مرشح لمنصب رئاسة الدولة، بعد قبول أوراق ترشح عبدالحكيم بعيو في العاصمة طرابلس.
وكان ابن القذافي أعلن الأحد ترشحه رسميا إلى الانتخابات الرئاسية، بعد أن تقدم شخصيا بأوراق ترشحه إلى فرع المفوضية العليا للانتخابات بمدينة سبها جنوب البلاد.
ومن المرجّح أن يواجه ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية معارضة كبيرة من قبل الأطراف السياسية المناهضة لحكم والده معمّر القذافي، والتي تتمركز في منطقة الغرب الليبي، وذلك بمبرّرات قانونية، بدعوى إدانته من قبل محكمة ليبية وصدور مذكرة توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.