المنفي والدبيبة يرفضان ضمنيا حضور عرض للجيش الليبي أغضب الميليشيات

بنغازي - تتجه أنظار الليبيين السبت إلى العرض العسكري الذي سيقدمه الجيش الليبي احتفالا بالذكرى السابعة لعملية الكرامة بمشاركة الآلاف من الجنود والآليات العسكرية، وذلك في منطقة بنينا ببنغازي التي شهدت أشرس معارك.
ويبدو أن العرض العسكري أحرج رئيسي المجلس الرئاسي محمد المنفي وحكومة عبدالحميد الدبيبة، بعد تلقيهما دعوة من قائد الجيش الليبي لحضور العرض العسكري، حيث اختارا الوجود خارج البلاد.
واستقبل الرئيس التونسي قيس سعيد السبت المنفي الذي وصل إلى تونس في وقت سابق من اليوم نفسه في زيارة رسمية تمتد إلى 31 مايو الحالي.
وأكد المنفي أنه ناقش مع الرئيس التونسي تسهيل التواصل والنقل بين ليبيا وتونس، مشيرا إلى خطورة البعد الأمني في المنطقة.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع قيس سعيد في قصر قرطاج أن المناقشات ركزت على ضرورة "علاج المشكلات التي يمر بها المواطن التونسي في ليبيا والعكس"، لافتا إلى تناول المسألة الأمنية والتأكيد على أن هذا الملف شديد الخطورة في المنطقة.
ولفت إلى أن "البعد الأمني هو من أهم الأبعاد التي يجب التركيز عليها، ولا بد من الاستقرار الأمني في المنطقة، فقد أكدنا على أن أمن ليبيا من أمن تونس والعكس صحيح، ومع بعضنا يمكن مواجهة التحديات المختلفة، ونتمنى أن تتوج اللقاءات الثنائية بما يفيد مصلحة البلدين".
ومن جانبه اختار الدبيبة السبت التوجه إلى الجزائر على رأس وفد وزاري رفيع المستوى لبحث التعاون المشترك والتشاور في جملة من الملفات ذات الصبغة الثنائية والإقليمية، حيث سيحظى باستقبال من قبل الرئيس عبدالمجيد تبون، والوزير الأول عبدالعزيز جراد.
ويرى البعض أن رفض المنفي والدبيبة تلبية دعوة الجيش الليبي بشكل ضمني محاولة للنأي بالسلطة الجديدة عن المناكفات العسكرية، لاسيما وأنهما مطالبان بتوحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة شرقا وغربا.
فيما يرى البعض الآخر أن عدم حضورهما جاء تحت ضغوط الميليشيات المسلحة، وخاصة ميليشيات مصراتة التي ترفض الاعتراف بدور الجيش في تحرير البلاد من الإرهاب.
وقال اللواء أحمد المسماري الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، إن الاستعراض العسكري الذي ستنظمه قوات القيادة العامة السبت "لا يستهدف أحدا"، موضحا أنّه استعراض "لحماة الوطن، ولقدراتنا القتالية والتي من خلالها نستطيع أن ننفذ كل الواجبات المناطة بالمؤسسة العسكرية الليبية".
وتأتي تصريحات المسماري في رد على دعوة نائب المجلس الرئاسي عبدالله اللافي إلى ضرورة تجنب القيام بأي تصرفات أحادية ذات طابع عسكري من أي طرف، بما في ذلك إجراء المناورات والتحركات الميدانية والاستعراضات العسكرية.
وتأتي دعوة المجلس الرئاسي بعدما أثار إعلان الجيش الليبي إقامة "أكبر استعراض عسكري في تاريخ ليبيا خلال السنوات الأخيرة" حفيظة وغضب الميليشيات المسلحة في الغرب الليبي، التي أعلنت على لسان متحدثها عبدالمالك المدني أنها ستنفذ هي الأخرى عرضا عسكريا في طرابلس في الرابع من يونيو المقبل، وتوفر قنوات تلفزيونية لإذاعته على الهواء بالساعات.
ويرى مراقبون أن حالة الرفض الإخوانية قديمة وليست جديدة لكنها متصاعدة حاليا، خوفا من المستقبل حيث إن البلاد ستشهد انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال عدة أشهر، فوفقا لخارطة يفترض أن تجرى الانتخابات في ديسمبر المقبل.
وتنزعج الجماعة من فكرة مواجهة حفتر حال قرر النزول للمنافسة في الاستحقاق الرئاسي، وهو ما جعلها توجه آلتها الإعلامية للهجوم على عرض الجيش وتقزيمه.
ويربط خبراء بين عرقلة الأعضاء التابعين لجماعة الإخوان داخل ملتقى الحوار السياسي الليبي الاتفاق على القاعدة الدستورية التي ستمهد الطريق لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الليبية وبين الهجوم على العرض العسكري، حيث يرون أن الهدف من الأمرين واحد وهو عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.
وقال اللافي، في بيان صادر عن المجلس الرئاسي الليبي إن "قيام طرف من الأطراف بتصرفات أحادية سيعطي المبرر للأطراف الأخرى للقيام بتصرفات مشابهة ستؤدي إلى عرقلة العملية السياسية (...) وستخلق عوائق كثيرة في سبيل توحيد المؤسسة العسكرية، وتهدد السلم الأهلي، وتظهر المؤسسة العسكرية وكأنها قائمة على الانقسام، وأن ما تمر به ليس انقساما طارئا خلقته ظروف الصراع السياسي والعسكري بين أبناء البلد الواحد".
ويرى محللون ومراقبون أن تناسي اللافي في بيانه إدانة استمرار عمليات التدريب والاستعراض التي تنفذها الميليشيات في الغرب الليبي بإشراف وزارة الدفاع التركية والذي يتعارض مع نصوص وقف إطلاق النار.