المنفي في القاهرة لكسر احتكار تركيا للملف الليبي

القاهرة - حملت زيارة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوحدة الوطنية الليبية محمد المنفي إلى القاهرة الخميس عدة رسائل سياسية للداخل والخارج، أبرزها كسر إمكانية احتكار تركيا للملف الليبي عبر السيطرة على توجهات السلطة التنفيذية الجديدة.
وتأتي زيارة المنفي ونائبه عبدالله اللافي إلى مصر، وهي الأولى عربيا منذ تسلم المجلس السلطة التي تقود البلاد مؤقتا إلى حين موعد الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر القادم، بعد زيارة قام بها الثلاثاء إلى باريس.
واستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المنفي ونائبه الخميس في قصر الاتحادية بالعاصمة القاهرة، حيث تناولت المباحثات دعم المسار السياسي وتطبيق خارطة الطريق.
ونقلت وسائل إعلام ليبية عن مصادرها تأكيد السيسي على إعادة فتح السفارة المصرية في طرابلس خلال أسابيع، وعلى ضرورة خروج المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا.
وأكد رئيس المجلس الرئاسي المنفي على قدرة الحكومة الليبية على حماية المقرات والبعثات الدبلوماسية.
ولفتت المصادر إلى أن المجلس الرئاسي اتفق مع القاهرة على جدول زمني لخروج المرتزقة بشكل كامل وعدم دمجهم في مؤسسات الدولة، إضافة إلى سحب السلاح من يد الميليشيات.
وأكدت القاهرة أنها ستعمل على رفع تجميد الأموال الليبية في الخارج والمساعدة في رفع الحظر عن تسليح الجيش.
وكان الرئيس المصري أجرى اتصالا هاتفيا بالمنفي الشهر الماضي أعرب فيه عن تطلعه إلى أن يمثل اختيار القيادة الليبية الجديدة عهدا لإعلاء مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات.
وشدد المنفي على أهمية تعزيز أطر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، فضلا عن زيادة التنسيق والتعاون إزاء القضايا الإقليمية المختلفة ذات الاهتمام المشترك.
والثلاثاء الماضي زار المنفي باريس، في أول زيارة خارجية منذ انتخابه، والتقى خلالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وعد بإعادة فتح سفارة بلاده في العاصمة الليبية طرابلس الاثنين المقبل.
ومنذ تسميته من لجنة الحوار السياسي الليبي يوم 5 فبراير الماضي رئيسا للمجلس الرئاسي، يسعى المنفي رفقة نائبيه في المجلس موسى الكوني وعبدالله اللافي لدعم المصالحة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام عبر الزيارات الداخلية للمناطق والمدن والالتقاء بالأطراف المختلفة، وتعهدوا بدعم لجنة 5+5 واتفاق وقف إطلاق النار.
وسعت مصر منذ بداية الأزمة الليبية إلى الدفع بجارتها الغربية إلى مسار التسوية السياسية، باستضافة الفرقاء الليبيين على مائدة الحوار.
وأصدرت مصر "إعلان القاهرة" في يونيو الماضي، الذي رسم خطوطا عريضة للحل في ليبيا، كان منح السلطات الانتقالية الثقة أحد فصولها.
يشار إلى أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبدالحميد الدبيبة كان حط في القاهرة يوم 18 فبراير الماضي، في أول زيارة رسمية منذ تشكيل الحكومة الليبية الجديدة.
واستقبل الرئيس المصري رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية في قصر الاتحادية بالعاصمة القاهرة، وعلّق الدبيبة على زيارته لمصر بالتعبير عن تطلعه إلى علاقة "استراتيجية مع مصر والاستفادة من الخبرات التي تتمتع بها".