المنع من المعلومة يتصدر الانتهاكات ضد الصحافيين التونسيين خلال الانتخابات

تونس - سجلت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين 39 اعتداء على صحافيين ومصورين صحافيين في شهر ديسمبر الماضي، تتوزع إلى 28 اعتداء على الصحافيين والمصورين الصحافيين تتعلق بالانتخابات المحلية خلال الفترة الممتدة من الثاني إلى السابع والعشرين من ديسمبر 2023، و11 اعتداء خارج مسار الانتخابات.
وذكرت النقابة في تقرير وحدة الرصد لشهر ديسمبر 2023، أنّ الاعتداءات المسجلة المتعلقة بانتخابات المجالس المحلية، توزعت إلى اعتداء وحيد خارج يوم التصويت و27 اعتداء خلال يوم التصويت للدور الأول للانتخابات المحلية. وأفاد التقرير بأنّ أغلب الاعتداءات ارتبطت بالحق في الحصول على المعلومة، وفي هذا الخصوص تم تسجيل 18 حالة منع من العمل و8 حالات حجب معلومات، إضافة إلى تسجيل حالات مضايقات في مناسبتين.
وتعلقت أغلب الاعتداءات برؤساء مراكز الاقتراع حيث كانوا مسؤولين عن 17 اعتداء. كما انخرط رؤساء مكاتب اقتراع في 8 اعتداءات ضد الصحافيين والمصورين الصحافيين. وكان موظفو هيئة الانتخابات مسؤولين عن اعتداءين اثنين في حين كان الأمنيون مسؤولين عن اعتداء وحيد. أما خارج مسار الانتخابات المحلية، فقد سجلت وحدة الرصد خلال شهر ديسمبر 2023، 11 اعتداء على الصحافيين والمصورين الصحافيين. وقد طالت الاعتداءات 15 ضحية من بينهم 3 نساء و12 رجلا. ويعمل الصحافيون الضحايا في 8 مؤسسات إعلامية من بينها 3 قنوات إذاعية و5 قنوات تلفزية.
وأفادت وحدة الرصد بأنّ “الاعتداءات خلال فترة الدور الأول من الانتخابات المحلية في الرابع والعشرين من ديسمبر 2023، توزعت إلى 22 ضحية من بينهم 11 من الرجال و11 من النساء كلهم من الصحافيين والمصورين الصحافيين المعتمدين رسميا من هيئة الانتخابات لتغطية سير عملية الانتخاب، ويعمل ضحايا الاعتداءات في 12 مؤسسة إعلامية تتوزع إلى 9 إذاعات وموقع إلكتروني ووكالة أنباء وجريدة مكتوبة”.
◙ أغلب الاعتداءات ارتبطت بالحق في الحصول على المعلومة حيث تم تسجيل 18 حالة منع من العمل و8 حالات حجب معلومات إضافة إلى تسجيل حالات مضايقات
وذكرت نقابة الصحافيين أنّ الاعتداءات طالت الصحافيين والمصورين الصحافيين خلال مباشرتهم لتغطية الدور الأول من الانتخابات المحلية في 11 ولاية، وتوزعت الاعتداءات جغرافيا إلى 8 اعتداءات في ولاية مدنين و6 اعتداءات في ولاية القيروان. كما طالت 4 اعتداءات الصحافيين والمصورين الصحافيين في تونس. وتم تسجيل اعتداءين اثنين في كل من ولايات قابس وبنزرت والمنستير، وتسجيل اعتداء وحيد في كل من ولايات نابل وباجة وبن عروس والكاف.
وتعرض الصحافيون خلال شهر ديسمبر 2023 إلى التتبع العدلي في 4 مناسبات والاعتداءات الجسدية في مناسبتين. كما سجلت الوحدة حالة صنصرة وحالة منع من العمل وحالة رقابة مسبقة وحالة مضايقة وحالة اعتداء لفظي. وأشارت النقابة إلى أنّ المسؤول عن الاعتداءات المسجلة كان كلا من الجهات القضائية في 3 مناسبات وأمنيين وإدارات ومؤسسات إعلامية في حالتين، لكلّ منهما، ورياضيين ومكلفين بالاتصال ومواطنين وسياسيين في حالة وحيدة لكل منهم.
وتوزعت فضاءات الاعتداء إلى 10 حالات في الفضاء الحقيقي وحالة وحيدة في الفضاء الافتراضي. وجغرافيا، توزعت إلى 7 حالات في ولاية تونس وحالة واحدة في كل من ولايات توزر والمنستير وسوسة والقيروان. ووجهت النقابة جملة من التوصيات إلى هيئة الانتخابات، بالنظر إلى الحالات التي كان فيها رؤساء مراكز الاقتراع ورؤساء مكاتب الاقتراع سببا في عرقلة عمل الصحافيين والمصورين الصحافيين، ومتابعتها إداريا والتحقيق فيها ومد النقابة بنتائجها والإجراءات المتخذة حيالها.
وطالبت الهيئة بتعزيز الحق في الحصول على المعلومة ضمن مناشيرها الداخلية وضمان نشرها على أوسع نطاق خلال الدور القادم للانتخابات المحلية والانتخابات الرئاسية القادمة. إضافة إلى تطوير المنهج التدريبي لموظفي الهيئة بما يتماهى مع ضمانات الحق في الحصول على المعلومات المنصوص عليها بالمعايير القانونية الوطنية والمعايير الدولية ضمانا لدعم شفافية العملية الانتخابية وضمان حق الناخبين في المعلومة.
ودعت إلى تطوير خطة العمل المشتركة مع النقابة بناء على الدروس المستخلصة خلال الدور الأول من الانتخابات المحلية. كما طالبت التفقدية العامة لوزارة العدل بـ”فتح تحقيق جدي وسريع في حق وكلاء الجمهورية الذين سجلت لهم انحرافات إجرائية في ملاحقة الصحافيين”.
ودعت النقابة رئاسة الجمهورية إلى “مراجعة قرارها إيقاف صرف أجور أعضاء الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري وإحياء الهيئة من جديد باعتبارها مكسبا وطنيا للتعديل في قطاع الإعلام يحمي الصحافة من الدخول في الفوضى التنظيمية”. ودعت وزارة الداخلية التونسية إلى “إحياء دور خلية الأزمة داخلها بعد تراجع نسبة استجابتها للتدخل السريع لفائدة الصحافيين خلال تعرضهم للعنف أو للمضايقة واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بضمان نجاعة عملها”.