المنظومة الصحية في تونس على شفا الانهيار مع تفاقم الوضع الوبائي

تونس - أعلنت السلطات التّونسية خطورة الوضع الصحي في البلاد، وأكدت أن المنظومة الصحية مهددة جراء انتشار فايروس كورونا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة نصاف بن عليّة خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، جمعها مع المتحدثة باسم الحكومة حسناء بن سليمان، "الوضع خطير جدا، وكل المؤشرات تهدد سلامة المنظومة الصحية بالبلاد، كارتفاع عدد وفيات كورونا يوميا أو المصابين الذين يتم إيواؤهم في المستشفيات بأقسام الأكسجين أو الإنعاش".
وشددت على ضرورة تطبيق إجراءات الوقاية بشكل جدي، وأنه "على التونسيين الوعي بأن الوضع الوبائي خطير ويهدد صحة الجميع، والصعوبة بدأت تتضاعف في توفير أسرة الأكسجين والإنعاش لطالبيها".
وقالت بن سليمان "تقرر عقب اجتماع استمر لساعات تمديد العمل بالإجراءات المعلنة في 17 أبريل الجاري، واتخاذ قرارات جديدة ستُطبق في الفترة من 03 إلى 16 مايو المقبل، للتصدي لتصاعد انتشار عدوى فايروس كورونا".
وكانت تونس أعلنت حزمة من القرارات الاحترازية للحد من خطورة الموجة الثالثة للوباء، في ظل الأعداد اليومية المرتفعة للمصابين والوفيات والضغط الكبير على قطاع الصحة العمومية الذي يوشك على الانهيار.
وكان وزير الصحة فوزي مهدي أعلن الثلاثاء أن نسبة الإشغال في غرف الإنعاش بالمستشفيات العمومية بلغت 91 في المئة من بين 380 سريرا متوفرا، فيما بلغت نسبة الإشغال لأسرة الأوكسيجين 85 في المئة من بين 2200 سرير متوفر.
ويتعرض الطاقم الطبي في مستشفى عبدالرحمن مامي في تونس للضغط الشديد، إذ امتلأت أجنحة الرعاية الفائقة بسبب زيادة جديدة في حالات كوفيد - 19، لتتجاوز أعداد الذين تلقوا اللقاحات في إطار حملة التطعيم المحدودة بسبب نقص الإمدادات. وتملك تونس نحو 500 سرير فقط بوحدات العناية الفائقة.
وأشارت الممرضة سمية بن دبو، وهي ترتدي ملابس الوقاية الكاملة، إلى أن الطلب على الأكسجين والعلاج بوحدات الرعاية الفائقة آخذ في الازدياد. وأضافت "الأسرة لدينا ممتلئة وليس لدينا مكان شاغر".
وخلال هذا الأسبوع عملت هي وزملاؤها في مستشفى عبدالرحمن مامي الواقع بمدينة أريانة قرب العاصمة بكامل طاقتهم، لمساعدة المرضى الذين يتنفسون بصعوبة في وحدة الرعاية الفائقة التي تسع 20 سريرا.
وقالت جليلة بن خليل عضو اللجنة العلمية لمكافحة فايروس كورونا، التي حذرت الأسبوع الماضي من انهيار نظام الرعاية الصحية في تونس، إنه يتعين على الدولة إعلان حالة الطوارئ الصحية وفرض إجراءات جديدة.
وأغلقت الحكومة المدارس هذا الشهر وحظرت حركة السيارات من السابعة مساء، فيما أبقت على الحظر العام من العاشرة مساء. واليوم الأربعاء قالت الحكومة إنها ستفرض حجرا صحيا إجباريا لمدة أسبوع على كل الوافدين اعتبارا من الثالث من مايو وستمدد تعليق الدراسة حتى 16 مايو.
وعند تفشي الجائحة عالميا في العام الماضي فرضت الحكومة إغلاقا عاما لمدة شهرين، مما أبطأ بلوغ كوفيد - 19 الذروة إلى الخريف، لكن هذا كبّد الفقراء والاقتصاد المثقل بالديون ثمنا باهظا.
ومع غرق المستشفيات في الموجة الأحدث للجائحة قالت بن دبو إن المرضى أصبحوا أصغر سنا والكثير منهم لا يعاني من أمراض مزمنة. وأضافت "بعد عام من مكافحة الفايروس، الطاقم الطبي والمساعدون مرهقون".
وتتلقى تونس لقاحات كورونا عبر برنامج كوفاكس التابع لمنظمة الصحة العالمية، لكن الإمدادات بطيئة. وهذا الأسبوع كان المسنون يجلسون داخل مركز تطعيم بانتظار جرعاتهم.
وجرى تطعيم نحو 300 ألف حتى الآن من بين 12 مليون تونسي، مع تقديم نحو 13 ألف جرعة يوميا.
ووفق آخر حصيلة رسمية الثلاثاء، بلغت إصابات كورونا في تونس 303 آلاف و484 إصابة، بينها 10آلاف و444 وفاة، و253 ألفا و58 حالة تعاف.