المنظومة الصحية تنهار في ظلّ عجز السلطات التونسية عن الحدّ من تفشي الوباء

الناطقة باسم وزارة الصحة: نعيش وضعا غير مسبوق ولا نعلم من سينجو.
الخميس 2021/07/08
مستشفيات عاجزة عن إنقاذ المرضى

تونس – أعلنت وزارة الصحة التونسية الخميس انهيار المنظومة الصحية للبلاد، في ظل موجة التفشي الواسعة لفايروس كورونا.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة نصاف بن علية الخميس إن الوضع الصحي "كارثي" والمنظومة الصحية "انهارت"، في البلد الذي يسجل مؤخرا أعداد إصابات ووفيات غير مسبوقة محليّا جراء تفشي الوباء.

وقالت بن علية في تصريحات محليّة إن "نسق تسجيل الإصابات ارتفع بصفة مهولة والمنظومة الصحية انهارت للأسف".

وأكدت أنّ السلالة الهندية من الفايروس هي المهيمنة في البلاد، وهو ما يكشف تسارع الإصابات وارتفاع الوفياتّ.

وتواجه السلطات "صعوبات كبيرة" في توفير أسرّة للمرضى في المستشفيات المكتظة، وكذلك توفير الأكسجين بالكميات اللازمة، حسب بن علية.

ونبّهت المتحدثة باسم وزارة الصحة إلى أن "المركب يغرق بنا ولإنقاذه يجب أن يتحمل الكل مسؤوليته (…) إن لم نوحّد الجهود ستتفاقم الكارثة".

وتابعت "عدد الإصابات مهول. نعيش وضعا غير مسبوق ولا نعلم من سينجو، هناك صعوبة بالغة لإيجاد سرير شاغر في الوقت الحالي. كما هناك صعوبة في توفير الأكسجين بالكميات اللازمة".

وبلغت المستشفيات العمومية المتهالكة أصلا طاقة استيعابها القصوى في ظل النقص الكبير في عدد أسرة الإنعاش والأكسجين. وبدأت منظمات ونشطاء في جمع تبرعات للمساعدة في اقتناء تجهيزات، كما وضعت المؤسسة العسكرية مستشفيات ميدانية في الجهات الداخلية لتخفيف الضغط على قطاع الصحة العام.

وشددت بن عليّة على أنّ رفع الإجراءات الوقائية بسرعة بمجرّد تحسن الوضع الوبائي بعد كلّ موجة من الموجات الثلاث السابقة يعتبر خطأ، حيث يؤدي ذلك إلى معاودة الفايروس الانتشار بسرعة مع دخول متحوّر ألفا ودلتا في وقت لاحق، خاصة أنّ المتحوّر الأخير ينتشر بسرعة أكبر تصل إلى نسبة 70 في المئة من المتحورات الأخرى وهو أكثر خطورة.

وتشهد تونس منذ أيام موجة تفش واسعة لفايروس كورونا، حيث سجلت الأربعاء 134 وفاة و9823 إصابة بالوباء، في أعلى حصيلة يومية.

وبلغ العدد الإجمالي للإصابات منذ ظهور الوباء 464 ألفا و914 إصابة، بينما توفي 15 ألفا و914 مصابا.

وتشكو المنظومة الصحية في تونس تدهورا حادا في البنية التحتية والخدمات الصحية والأجهزة الاستشفائية، تعمق بعد ثورة 2011 مع تعاقب حكومات أهملت الاعتناء بقطاع الصحة العمومية، متعللة بالأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد بعد الإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي.

ومنذ أسابيع يحذّر مسؤولون في القطاع الصحي من أن النظام الصحي على شفا الانهيار، في ظل الحاجة إلى نقل نحو 110 مرضى يوميا إلى المستشفى، في حين لا تملك تونس إلا 500 سرير فقط بوحدات العناية الفائقة.

وتنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تظهر مصابين ينتظرون دورهم في تلقي العلاج، في أروقة المستشفيات التي تشهد اكتظاظا غير مسبوق في عدة مناطق.

وفرضت السلطات منذ الأسبوع الماضي إغلاقا شاملا في ستّ ولايات (من إجمالي 24 ولاية) لكبح الفايروس، لاسيما مع تفشي المتحورة "دلتا" شديدة العدوى التي ظهرت في الهند أول مرة، ثم انتشرت في دول عدة.

وتشهد حملة التلقيح بطئا في ظل إمدادات محدودة للقاحات، ما يفرض صعوبات في تطعيم حوالي 5.5 مليون شخص هذا العام، وهو نصف عدد سكان تونس الذي خططت الحكومة لتطعيمه منذ بدء توزيع اللقاحات وبيعها.

وأوضحت نصاف بن علية أن حملة التطعيم بطيئة، مشددة على ضرورة "العمل على جلب اللقاحات".

وتلقى 4 في المئة فقط من السكان اللقاح بالكامل في بلاد تقطنها حوالي 12 مليون نسمة.