المنسيون على الرف

الملتقيات الفنية ظاهرة مهمة لا باعتبارها مناسبة للقاء الفنانين بعضهم بالبعض الآخر فحسب، بل وأيضا للتعرف على التنوع الذي ينطوي عليه المشهد الفني العربي والعالمي.
الاثنين 2019/04/01
إمكانية للتغيير من خلال الانفتاح على المشهد الفني بكل أطيافه

هناك عشرات الملتقيات الفنية التي تقام في مختلف أنحاء العالم العربي في أوقات تكاد تكون متقاربة، غير أن المدعوين إلى تلك الملتقيات لا يتغيرون إلّا قليلا، كما لو أن المشرفين عليها قد اتفقوا على قائمة محددة من الأسماء لا تتغير، يُضاف هنا اسم ويُحذف اسم هناك، غير أن تلك القائمة تظل تحظى باحترام الجميع.

يُقال إن الكسل هو ما يقف وراء ذلك وما من شيء آخر، غير أن تلك المزحة صارت ثقيلة وحكاية الحقائب التي تظل عند الباب في انتظار دعوة جديدة صارت تدعو إلى الضحك أكثر مما يجب، فقائمة الدعوات مقفلة وعدد المدعوين محدود.

بالطريقة نفسها شمل العمى فنانين من العالم هم أقل من أن يوصفوا بالفنانين ويُشك أن أحدا يعرفهم في بلدانهم.

الملتقيات الفنية ظاهرة مهمة لا باعتبارها مناسبة للقاء الفنانين بعضهم بالبعض الآخر فحسب، بل وأيضا للتعرف على التنوع الذي ينطوي عليه المشهد الفني العربي والعالمي.

يتعرف الفنانون في الملتقيات، بعضهم على البعض الآخر وفي الوقت نفسه فإنهم يتبادلون خبراتهم التقنية والأسلوبية ويكشفون عن طرقهم المختلفة في التفكير الفني، وهو ما يجعل من توسيع دائرة تلك الملتقيات ضرورة ملحة من أجل أن تكون مرآة صادقة لواقع المشهد الفني بكل تجلياته.

أما أن تكون المتلقيات أشبه بالنوادي السرية المغلقة، فإن ذلك يؤدي إلى انحسار قيمتها وانخفاض مستوى تأثيرها والتفريط في ثقة العاملين على تمويلها ودعمها.

صارت الملتقيات، يكرر بعضها البعض الآخر بطريقة مملّة وساذجة، كما لو أننا نقف أمام نسخ من أصل واحد.

هناك إمكانية ميسّرة للتغيير وذلك من خلال الانفتاح على المشهد الفني بكل أطيافه؛ فما إن يفتح منسقو تلك الملتقيات أعينهم بطريقة محايدة رغبة منهم في البحث حتى يجدوا أن هناك مئات من الفنانين الذين يستحقون أن يكون لهم مكان في ملتقياتهم.

وقد يكون المنسيون أفضل بكثير ممن كرستهم علاقاتهم زبائن ثابتين في الملتقيات.

16