المنتخب العراقي ترند على مواقع التواصل بعد حوادث مباراته مع الأردن

بغداد - تحول المنتخب العراقي إلى ترند في بطولة كأس آسيا بسبب الأحداث الاستثنائية التي رافقت المباريات التي خاضها، وانتقلت من الملعب إلى المدرجات وحتى المؤتمر الصحفي الذي عقده مدربه الإسباني خيسوس كاساس بعد خسارته المواجهة مع الأردن والتي شهدت جميع هذه الأحداث ولازالت أصداؤها تتردد على مواقع التواصل الاجتماعي.
وطغت الأجواء الطائفية على تصرفات جمهور مباراة العراق والأردن من الجانبين، على إستاد خليفة الدولي في قطر، ضمن دور الـ16 من كأس آسيا على المدرجات، وفي الشوارع عقب خسارة منتخب العراق. وسادت كواليس المباراة و”سوق واقف” الشهير بالعاصمة الدوحة أيضا أجواء متشنجة من جمهور الفريقين إذ ردد العراقيون الشيعة من جمهور البطولة شعارات طائفية وسياسية.
وأظهر أحد المقاطع عدداً من الجمهور العراقي وبينهم شخص وهو يحمل مايكرفون ويصرخ “يا علي” ويردد الآخرون خلفه، فيما يسمع في مدرجات أخرى أصوات استهجان وتصفير.
وفي “سوق واقف” شوهد العشرات من الشيعة العراقيين وهم يرددون عبارات تحريض طائفي ضد الأردن، وتسمع أصواتهم وهم يرددونها ومنها” يا أردني يا أردني باجر- غداً – نسب بيكم سبي”.
وتباينت ردود وتعليقات مرتادي موقع إكس حول التصرفات التي وصفت بالطائفية من قبل بعض مشجعي منتخب العراق، إذ أدانها الكثير من رواد مواقع التواصل العراقيين معتبرين أنها لا تمثلهم، وجاء في تعليق:
وقال ناشط:
وأضاف ناشط آخر:
وسخر آخر من الشعارات الطائفية قائلا:
وحسم منتخب الأردن تأهله إلى دور ربع نهائي كأس آسيا 2023، بعد الفوز المثير على العراق، في المباراة التي جمعتهما الاثنين، ضمن منافسات البطولة القارية إذ فاز فريق النشامى بثلاثية مُقابل هدفين، وهناك من ألقى باللوم على الحكم الإيراني الذي قام بطرد اللاعب أيمن حسين دون سبب منطقي بعد احتفاله بالهدف الثاني وهو ما اعتبره العراقيون قرارا ظالما، وجاء في تعليق:
وعلق آخر ساخرا من الضربات الإيرانية متعددة الوسائل ضد العراق:
ولم تنته الضجة على أرض الملعب والمدرجات حتى انتقلت إلى غرفة المؤتمرات الصحفية في إستاد خليفة الدولي خلال تواجد المدرب الإسباني لمنتخب العراق خيسوس كاساس وذلك بعد أن وجه إليه صحافيون عراقيون سهام الانتقادات وحملوه مسؤولية الخسارة والخروج أمام الأردن.
وتلقى المدرب سيلا من الأسئلة التي تضمنت اتهامات من صحافيين عراقيين، حيث سـأله أحدهم عن عدم الانضباط داخل معسكر المنتخب العراقي والحديث عن إصابات لاعبين، وأرجع الصحافي سبب الخسارة أمام الأردن إلى هذه “الفوضى”.
وحاول كاساس شرح ما حدث وأن لا علاقة له بما يقال بخسارة اليوم، بدليل أن فريقه هزم إندونيسيا، واليابان، وفيتنام وهذه المقابلات لم تؤثر على الفريق. ولكنّ صحافيين آخرين لم يقتنعوا بالإجابة وعاجلوه بسيل آخر من الأسئلة بنفس الموضوع وعاد المترجم ليترجم له هذه الأسئلة، ولكنه أجاب بكلمة واحدة “نعم”.
لتحصل ضجة في القاعة وترتفع أصوات مجموعة من الصحافيين العراقيين الذين عدّوا هذه الإجابة استهزاء بهم وصاح أحدهم “أنت تستهزئ بالإعلام الرياضي والشعب العراقي ويجب التحقيق بهذه القضية من قبل الاتحاد العراقي”.
وانسحب هؤلاء من المؤتمر الصحفي احتجاجا، وهم يطالبون المدرب بالاعتذار وتحمل المسؤولية وتقديم استقالته لأنه سبب الخسارة والإقصاء بعد أن كان العراق قاب قوسين من التأهل في مسار قد يوصله إلى نهائي المسابقة القارية.
الضجة انتقلت من أرض الملعب والمدرجات إلى غرفة المؤتمرات في مواجهة بين المدرب الإسباني والصحافيين
ولاحقا أصدر الاتحاد العراقي للعبة مساء الاثنين بيانا أدان فيه تصرفات بعض الصحافيين خلال المؤتمر قائلا “كان المشهد أشدَّ إيلاماً من وقعِ الخروجِ غير المستحقِ لمنتخبنا من البُطولةِ الآسيويّة، ولا يمتُّ للإعلامِ العراقيّ الأصيلِ المعروف بمواقفه المُشرفةِ بأيّ صلةٍ”. وتابع “سجلت تلك التصرفات نقطةً سوداء في تاريخه من خلال بعضِ الأسماءِ التي استغلت وجودها الطارئ في محفل مهمٍ لعكسِ صورة هجينة عن الإعلام”.
ولم يكتف هؤلاء بذلك بل حاولوا مهاجمة المنصة حيث كان كاساس يجلس قبل أن يتدخل رجال الأمن لمنعهم من ذلك، ثم دعا أحدهم جميع زملائه إلى الخروج من القاعة.
وبعد خروج الصحافيين، اعتبر كاساس أن ما حصل مؤسف وقال “يؤلمني ما حصل، هؤلاء أشخاص استغلوا الخسارة ليلحقوا الأذى بالشعب العراقي والاتحاد العراقي”.
وقال أحد الصحافيين إنهم خرجوا من المؤتمر الصحفي وعبّروا عن صدمتهم من أن المدرب الذي تعاقد معه الاتحاد العراقي عام 2022 “لم يعتذر للشعب العراقي عن الخسارة المؤلمة التي سببت صدمة له وخاصة أنه كان يمنّي النفس بتحقيق اللقب بعد الانطلاقة الصاروخية في دور المجموعات”.
وأفاد كرار حسين الصحافي في قناة “الأيام” العراقية، وأحد المنسحبين من مؤتمر كاساس إن “الانسحاب من المؤتمر الصحفي كان بسبب استهزاء المدرب كاساس بعدة أسئلة طرحت عليه، وهذه التساؤلات يسألها جميع العراقيين، لماذا المشاكل ترافق معسكرات منتخب العراق، والفندق الذي ينزل فيه اللاعبون يصول ويجول فيه أشخاص لا علاقة لهم بالكادرين الفني والتدريبي، وانسحابات للاعبين”.