المنتخبات الوطنية تعاود نشاطها في القارة الأوروبية

المنتخب الألماني يتحدى نظيره الإسباني ومنتخب إنجلترا يقارع أيسلندا.
الثلاثاء 2020/09/01
حوار العمالقة

تستأنف المنتخبات الوطنية، في غياب النجمين البرازيلي نيمار والأرجنتيني ليونيل ميسي، أنشطتها هذا الأسبوع، فقط في أوروبا، عبر فترة التوقف الدولية غير العادية، بين الأبواب المغلقة واليقظة الصحية في مواجهة فايروس كورونا، وذلك بعد حرمانها من المباريات الدولية لمدة عام تقريبا.

باريس – تحاول كرة القدم الدولية استئناف نشاطها في القارة العجوز على الرغم من القيود التي يتم تشديدها في العديد من البلدان.

وحده الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أبقى على مبارياته المقررة في افتتاح النسخة الثانية من دوري الأمم، وهي مسابقة تم إنشاؤها لتحل بدلا من المباريات الدولية الودية التقليدية التي تقام في الخريف، والتي غالبا ما تفتقر إلى الإثارة والندية.

بالنسبة للاتحادات القارية الأخرى، ستنتظر الكرة المستديرة حتى أكتوبر على الأقل، وفقا لقرار الاتحاد الدولي للعبة (“فيفا”) “بسبب الاضطرابات التي أحدثها الوباء على نطاق عالمي”.

وبالتالي لن يضطر نيمار الذي خاض الأحد قبل الماضي المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا التي خسرها فريقه باريس سان جرمان الفرنسي أمام بايرن ميونخ الألماني (0 – 1) في لشبونة، للسفر إلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية، في حين يبدو ميسي بعيدا كل البعد عن التفكير في منتخب بلاده بسبب صراعه مع فريقه برشلونة الإسباني من أجل الرحيل عن صفوفه هذا الصيف.

الأمر مختلف بالنسبة للنجمين الآخرين الفرنسي كيليان مبابي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، حيث حان الوقت ليجتمع الشمل بمنتخبي بلديهما، لأول مرة منذ نوفمبر 2019، تاريخ المباراة الأخيرة قبل تفشي الوباء.

وقام العديد من المدربين بتعديل قوائمهم؛ ومنح يواخيم لوف المدير الفني للمانشافت الرباعي مانويل نوير حارس مرمى بايرن ميونخ وجوشوا كيميتش وليون غوريتسكا وسيرغ نابري نجوم بايرن الفائز بالثلاثية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) راحة من هاتين المباراتين بعد موسمهم الطويل مع بايرن والذي اختتم قبل أسبوع واحد فقط بنهائي دوري الأبطال.

كما يستضيف المنتخب الإيطالي نظيره البوسني الجمعة ويحل المنتخب الإنجليزي ضيفا على أيسلندا السبت المقبل ويخوض المنتخب الفرنسي بطل العالم مواجهة صعبة أمام نظيره السويدي مطلع الأسبوع المقبل.

المنتخب الإيطالي يستضيف نظيره البوسني، ويخوض المنتخب الفرنسي مواجهة صعبة أمام نظيره السويدي

توقف المنافسات الدولية لمدة عشرة أشهر تقريبا لم يسبق أن شهد ذلك العديد من البلدان منذ الحرب العالمية الثانية، وتسبب ذلك في تأجيل نهائيات كأس أوروبا 2020 لمدة عام واحد، حيث تمت إعادة جدولته من الصيف الحالي إلى يونيو ويوليو 2021.

وتشهد المباريات الدولية المقررة في سبتمبر بعض المواجهات المتميزة والرائعة، في مقدمتها فرنسا مع كرواتيا (في الثامن من سبتمبر)، في إعادة للمباراة النهائية لكأس العالم 2018، وألمانيا بطلة مونديال 2014 مع إسبانيا بطلة العالم 2010، والمقررة الخميس. ولكن بعيدا عن التنافس الرياضي، فإن الرهان الصحي هو الذي سيميِّز هذا التجمع الدولي.

ومثلما كانت الحال في الأدوار النهائية لمسابقتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” التي أقيمت بنظام التجمع في البرتغال وألمانيا على التوالي، حافظ الاتحاد الأوروبي (ويفا) على تعميم الأبواب المغلقة في مسابقة دوري الأمم، حتى في البلدان التي يتم السماح فيها بحضور عدد معين من المتفرجين مثل فرنسا على سبيل المثال (يسمح بحضور خمسة آلاف).

 وهكذا، اختارت إسبانيا استضافة أوكرانيا في السادس من سبتمبر في الملعب الريفي الصغير “ألفريدو دي ستيفانو” (يتسع لستة آلاف متفرج)، الواقع في مركز تدريب نادي ريال مدريد في فالديبيباس (شمال العاصمة)، وهو الملعب الذي خاض عليه النادي الملكي مبارياته البيتية منذ استئناف منافسات الليغا الشهر قبل الماضي.

في حين لم تتم جدولة أي مباراة حاليا على أرض محايدة وتم تخفيف قيود السفر، فإن الهاجس الأكبر سيكون تفادي الإصابات بالفايروس من خلال اعتماد نفس البروتوكول الصحي الذي تم في الدورة المجمعة في دوري الأبطال والدوري الأوروبي.

هل تؤثر فترة الحجر الصحي على أداء اللاعبين
هل تؤثر فترة الحجر الصحي على أداء اللاعبين

وأوضح المدير الطبي للاتحاد الفرنسي لكرة القدم إيمانويل أوران “سيتم اختبار اللاعبين قبل مجيئهم إلى كليرفونتين (مركز تدريب منتخب فرنسا)، ثم سيتم اختبارهم بانتظام في مختبرات معتمدة من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم”.

من الواضح أن خوف جميع الأجهزة الفنية هو اكتشاف العديد من حالات العدوى داخل التشكيلات، وبالنسبة لبعض المنتخبات، أدت إصابة بعض اللاعبين بالفايروس إلى انسحابهم مثل ميكيل أويارثابال في إسبانيا وبول بوغبا في فرنسا. وقال البروفيسور إنريكو كاستيلاتشي، رئيس اتحاد أطباء كرة القدم الإيطاليين، في تصريح إعلامي مؤخرا “سافر اللاعبون في كل مكان خلال العطل، لذا فمن الطبيعي أن نرى المزيد من الحالات الإيجابية”.

ويجب القول إنه بالنسبة للكثيرين، تأتي فترة التوقف الدولية بعد فترة إجازة مباشرة، في إنجلترا أو إيطاليا أو إسبانيا حيث امتدت نهاية الموسم حتى يوليو أو حتى أغسطس للأندية التي تأهلت للأدوار النهائية للمسابقتين القاريتين.

على سبيل المثال، استأنف لاعبو ريال مدريد التدريبات الأحد فقط وقام لاعبو برشلونة بذلك الإثنين، وهو اليوم الأول للمعسكر التدريبي للمنتخب الإسباني. وعلى العكس من ذلك، فإن لاعبي البطولة الفرنسية جاهزون لأن الدوري المحلي تم استئنافه منذ 22 أغسطس.

بيرهوف: تحديات كبيرة بانتظار المنتخب

شتوغارت (ألمانيا) – أكد أوليفر بيرهوف مدير الاتحاد الألماني لكرة القدم أن منتخب بلاده سيواجه تحديا كبيرا في الأشهر المقبلة، بوجود جدول مزدحم من المباريات وسط أزمة انتشار فايروس كورونا. وقال بيرهوف في تصريحات صحافية “حينما يكون علينا خوض ثلاث مباريات دولية خلال ثمانية أو عشرة أيام في أكتوبر ونوفمبر، فإن ذلك يمثل تحديا على المستوى البدني”.

وأضاف “إنه بمثابة تحد للمدربين، لعدم وجود إمكانيات لإجراء التدريبات مع الفريق”. وجمع يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني لاعبيه ابتداء من الاثنين للتحضير لمباراة في افتتاح بطولة دوري الأمم الأوروبية الخميس المقبل أمام المنتخب الإسباني في شتوغارت، قبل أن يسافر إلى مدينة بازل السويسرية لمواجهة المنتخب السويسري. وستكون تلك المباراة الأولى للمنتخب الألماني بعد ما يقارب العشرة أشهر، حيث سيخوض الفريق المزيد من المباريات في دوري الأمم، بالإضافة إلى مباراتين وديتين أمام تركيا وجمهورية التشيك في فصل الخريف، في جدول وصفه المدرب لوف بأنه يصل لأقصى الحدود.

واعترف بيرهوف بأن المباريات الودية لم يتم اعتمادها من أجل أسباب رياضية فقط، حيث قال “نحن نتفهم متطلبات الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا)، ونتفهم الضرورة الاقتصادية ونتعامل معها بشكل إيجابي”. ويحتاج الاتحاد الألماني إلى المباريات الدولية لتخفيف الأثر المالي الناجم عن أزمة فايروس كورونا المستجد، والذي وصفه بيرهوف بأنه كان ثقيلا للغاية. وأضاف بيرهوف “كان من الصعب في تلك الأوقات الصعبة، حيث كانت للناس مخاوف أخرى، أن نجعل الرياضة مصدر جذب مرة أخرى”.

 

23