المنتخبات الأوروبية تبدأ مشوار تصفيات مونديال 2022

فرنسا تخوض حملة الدفاع عن لقبها وسط أزمة تحرير اللاعبين.
الثلاثاء 2021/03/23
نحن على العهد

تنطلق فرنسا في رحلة دفاعها عن لقبها بطلة للعالم عام 2018 هذا الأسبوع في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 وسط فوضى تداعيات جائحة كورونا وارتباك في ما يتعلق بتحرير اللاعبين للانضمام إلى منتخباتهم الوطنية، لاسيما في ظل قيود السفر المفروضة في بعض الدول.

باريس – كشف ديدييه ديشامب المدير الفني للمنتخب الفرنسي قائمة الفريق التي ستخوض المعسكر الدولي في الأسبوع المقبل من أجل خوض مباريات في تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2022. ويخوض المنتخب الفرنسي 3 مباريات في التصفيات أمام أوكرانيا (24 مارس)، كازاخستان (28 مارس) والبوسنة والهرسك (31 مارس). وفي الوقت الذي تأجلت فيه تصفيات أميركا الجنوبية ومعظم مباريات المنتخبات الآسيوية، فإن لاعبي المنتخبات الأوروبية واجهوا معضلة تنظيم أسفارهم للالتحاق بمنتخباتهم الوطنية.

وبقي قرار الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في تخفيف القوانين التي تفرض على الأندية تحرير لاعبيها خلال نافذة المباريات الدولية ساري المفعول حتى نهاية أبريل، ذلك لأن المنظمة الدولية التي ترعى شؤون اللعبة لا تستطيع تجاهل الأزمة الصحية العالمية التي يعيشها العالم بأسره وأدى ذلك إلى ارتباك كبير وتراجع في قرارات بعض الأندية والسلطات الحكومية في الأيام الأخيرة.

ففرنسا التي توجت بطلة للعالم بفوزها على كرواتيا 4 – 2 في نهائي مونديال روسيا عام 2018، ستستضيف أوكرانيا الأربعاء وراء أبواب موصدة قبل أن تتكبّد مشقة السفر على مسافة 5500 كيلومتر إلى كازاخستان ثم التوقف في طريق العودة في سراييفو لمواجهة البوسنة والهرسك في 31 مارس الجاري. وشكّلت رحلة المنتخب الفرنسي مشكلة لأن السلطات المحلية سمحت للاعبين باللعب في وسط القارة الآسيوية ثم في منطقة البلقان، لكنها منعتهم من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي أو الدول التابعة للمنطقة الاقتصادية الأوروبية. ذلك لأن الأندية الفرنسية أعربت عن قلقها من إمكانية خضوع لاعبيها للحجر الصحي لدى عودتهم وبالتالي الغياب عن المباراة التالية لفريقهم. كما أثر هذا القرار سلبا على المنتخبات الأفريقية التي كانت تنوي استدعاء لاعبين لها يدافعون عن ألوان أندية أوروبية لخوض تصفيات كأس الأمم الأفريقية.

في الوقت الذي تأجلت فيه تصفيات أميركا الجنوبية وآسيا فإن لاعبي منتخبات أوروبا واجهوا معضلة الالتحاق بمنتخباتهم

عودة عن القرارات

علّق الهولندي ممفيس ديباي مهاجم ليون الفرنسي على الفوضى التي رافقت هذه المشكلة بقوله “أنا لست سياسيا، أنا رجل عادي، لكن الأمر ليس منطقيا. الأمر ليس ذكيا في الوقت الحاضر. يتعين علينا أن نتكاتف وعدم إظهار أي تمييز أو عنصرية لأن ذلك لا يعطي صورة جيدة”، وذلك قبل خوض منتخب بلاده مباراة ضد تركيا قد لا يشارك فيها.

بيد أن وزارة الرياضة الفرنسية وبعد أن لمست عدم صوابية قرارها، أعلنت في نهاية الأسبوع بأن الأندية تستطيع تحرير لاعبيها الدوليين مؤكدة بأنهم معفيون “من الخضوع للحجر الصحي لمدة 7 أيام إذا احترموا الإجراءات الصحية الصارمة والبروتوكول الصحي” لدى عودتهم. كما تراجع بايرن ميونخ الألماني بطل أوروبا عن قراره بمنع مهاجمه البولندي روبرت ليفاندوفسكي ومدافعه النمساوي دافيد آلابا من السفر إلى المملكة المتحدة لمواجهة كل من إنجلترا وأسكتلندا تواليا، وذلك بسبب تغيير في قيود السفر في ألمانيا مؤخرا.

وقال مدرب الفريق البافاري هانزي فليك بعد فوز فريقه الساحق على شتوتغارت برباعية نظيفة بينها ثلاثية لليفاندوفسكي “أعطينا الضوء الأخضر للاعبين”. ويأتي قرار الفريق البافاري بعد تخفيف إجراءات قيود السفر إثر تداعيات فايروس كورونا في بريطانيا اعتبارا من الأحد، ما يعني أن اللاعبَين يستطيعان الدفاع عن ألوان بلديهما ثم العودة إلى ألمانيا من دون الخضوع للحجر الصحي، لاسيما أن مباراة قمة تنتظرهما ضد لايبزيغ.

إجراءات رادعة

دول أخرى اضطرت إلى اتخاذ إجراءات رادعة لمحاولة الالتفاف على القيود، فالبرتغال بطلة أوروبا عام 2016 نقلت مباراتها البيتية ضد أذربيجان إلى مدينة تورينو الإيطالية لأنها لو أقيمت في عاصمتها لشبونة لكان فرض على 10 لاعبين يمثلون أندية إنجليزية الخضوع لحجر صحي لدى عودتهم إلى المملكة المتحدة.

كما أن خوض 3 مباريات في التصفيات في غضون 7 أيام قبل عودة اللاعبين إلى أنديتهم جعل الضغوطات تزداد على لاعبي النخبة وسط برنامج مضغوط أصلا بسبب جائحة كورونا، حتى أن المراقبين تساءلوا عن مدى قدرتهم على خوض نهائيات كأس أوروبا التي تنطلق في 11 يونيو المقبل في أفضل جاهزية بدنية لهم بعد موسم شاق.

في المقابل وعلى الرغم من كون قطر الدولة المضيفة لمونديال 2022 متأهلة تلقائيا إلى النهائيات، وبعد أن خاضت غمار التصفيات الآسيوية، ستشارك أيضا في التصفيات الأوروبية لتنضم إلى منتخبات المجموعة الأولى التي تضم المجر، لوكسمبورغ، أذربيجان وجمهورية أيرلندا.

23