المنافسة تحتدم بين عمالقة التكنولوجيا في عالم ألعاب الفيديو

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) - أعلنت نتفليكس الاستحواذ على أول أستوديوهاتها لألعاب الفيديو، في ظل سعي المجموعة العملاقة في مجال البث التدفقي لتوسيع إمبراطوريتها من خلال دخول هذه السوق التي تدر أرباحا طائلة.
واستحوذت منصة البث التدفقي في إطار سعيها إلى دخول مجال ألعاب الفيديو على أستوديوهات “نايت سكول ستوديو” التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا مقرا لها وحققت شهرة من خلال تطويرها لعبة التشويق “أوكسنفري”.
وتحدث شون كرانكل المشارك في تأسيس هذه الأستوديوهات الأميركية، في منشور عبر مدونة، عن “شرف سريالي” بأن تصبح أول “نايت سكول” أول شركة مطورة لألعاب الفيديو تنضم إلى نتفليكس.
نتفليكس تدخل مجال ألعاب الفيديو لتنويع أنشطتها في ظل التخمة التي تشهدها سوق خدمة الفيديو حسب الطلب
وأكدت نتفليكس أن “الامتياز الفني والخبرة المشهودة” لشركة “نايت سكول” يجعلان منها “شريكا بالغ الأهمية”.
وكانت المنصة قد أعلنت في يوليو عن أنها تطمح إلى دخول المنافسة في قطاع ألعاب الفيديو، لتنضم بذلك إلى أمازون التي أتاحت لمشتركي “برايم” في الولايات المتحدة تجربة خدمتها لألعاب الفيديو “لونا”، تلتها شركة مايكرسوفت التي تعتزم توفير ألعاب “إكس بوكس” على أجهزة التلفزيون المتصلة بالإنترنت.
وأشارت منصة نتفليكس، التي بنت نجاحها على خدمة الفيديو حسب الطلب وتقدم من خلالها الأفلام والمسلسلات والوثائقيات وأخيرا برامج تلفزيون الواقع، إلى أنها تسعى خصوصا لتحويل أفلامها ومسلسلاتها الناجحة إلى ألعاب فيديو.
وتدخل نتفليكس مجال ألعاب الفيديو سعيا منها لتنويع أنشطتها في ظل التخمة التي بدأت تشهدها سوقها الأساسية وهي خدمة الفيديو حسب الطلب، مما يؤكد أن التوسع نحو قطاع الألعاب بات خطوة لا بدّ منها لأي منصة بث تدفقي كبرى.
ويرى محللون أن المنصة تريد من خلال هذه الخطوة الحفاظ على مشتركيها في ظل المنافسة المستعرة التي تواجهها في نشاطها الرئيسي.
ويجمع الخبراء على أن العائدات المالية الهائلة لسوق ألعاب الفيديو هي التي تقف وراء تسابق عمالقة التكنولوجيا لاقتحام هذه الصناعة.
وتدر سوق ألعاب الفيديو إيرادات تفوق 300 مليار دولار على المستوى العالمي، فيما أسهمت الجائحة في تحفيز نمو القطاع، وفق دراسة سابقة نشرتها شركة “أكسنتشر” الاستشارية.
ووفقا لنتفليكس فإن النفاذ إلى ألعاب الفيديو سيكون مشمولا بالاشتراكات الخاصة بمشتركيها. وستوفر لمشتركيها الحاليين دون أي تكلفة إضافية الألعاب المصممة في البداية للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
وسبق لنتفليكس أن خاضت تجربة الألعاب الافتراضية من خلال بثها سنة 2018 حلقة تفاعلية بالكامل من مسلسل “بلاك ميرور” الاستشرافي وإطلاق لعبة مجانية للأجهزة المحمولة مقتبسة من مسلسل “سترينجر ثينغز”.
وكانت المجموعة العملاقة في مجال البث التدفقي كشفت في مايو الماضي عن مشروع لمسلسل رسوم متحركة تدور أحداثه في عالم لعبة “ليغ أوف ليجندز” الرائجة بقوة والتي تشكل محور عدة مسابقات للرياضة الإلكترونية، وذلك بالتعاون مع شركة ريوت غايمز المطورة لألعاب الفيديو.
وتعول المجموعة الترفيهية على تنشيط وتحديث المحتوى الذي تقدمه للمساعدة في اللحاق بالركب.
وفي إطار جهودها أعلنت مؤخرا أنها استحوذت على شركة إدارة الحقوق المتعلقة بأعمال الكاتب البارز في مجال أدب الأطفال البريطاني من أصل نرويجي رولد دال، مؤلف رواية “تشارلي ومصنع الشوكولاتة” الكلاسيكية التي اقتُبسَت للسينما مرتين.
ولفتت إلى أنها بصدد إنتاج برامج رسوم متحركة مقتبسة من أشهر روايات الكاتب البريطاني دال ولاسيما “تشارل أند ذي تشوكلت فاكتوري” و”ماتيلدا”.
ويشار إلى أن نتفليكس حققت في الربع الثاني من السنة الجارية ربحاً صافياً بقيمة 1.35 مليار دولار، لكن هذه النتيجة بقيت دون توقعات السوق القلقة من أن تفقد المنصة تَقَدُمها على المنصات المنافسة، وهو ما يدفعها إلى اقتحام صناعة ألعاب الفيديو لتوسيع أرباحها واستقطاب اللاعبين.