الملك سلمان: ساهمنا في مجموعة العشرين بـ21 مليار دولار للتصدي لجائحة كورونا

الرياض - طالب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، السبت، لدى افتتاحه اجتماع قادة الاقتصادات العشرين الأكبر في العالم بالعمل من أجل وصول لقاحات فايروس كورونا بتكلفة ميسورة لكافة الشعوب.
وقال الملك سلمان، خلال أعمال الدورة الخامسة عشرة لاجتماعات قمة قادة دول مجموعة العشرين المنعقدة افتراضيا "علينا في مجموعة العشرين العمل على دعم الدول النامية بشكل منسق".
وأضاف العاهل السعودي "نستبشر بالتقدم المحرز في إيجاد لقاحات وعلاجات وأدوات التشخيص لفايروس كورونا، إلا أنه علينا العمل على تهيئة الظروف التي تتيح الوصول إليها بشكل عادل وبتكلفة ميسورة لتوفيرها لكافة الشعوب".
وتابع "لقد كان هذا العام عاما استثنائيا حيث شكلت جائحة كورونا المستجد صدمة غير مسبوقة طالت العالم أجمع خلال فترة وجيزة".
وأعرب الملك سلمان عن ثقته "بأن قمة الرياض ستؤدي إلى آثار مهمة وحاسمة"، مشيرا "ساهمنا في مجموعة العشرين بـ21 مليار دولار للتصدي لجائحة كورونا.. وقدمنا الدعم الطارئ للدول النامية بتعليق مدفوعات الدين".
وقال الملك سلمان "قمنا بتعزيز مبدأ الاقتصاد الدائري للكربون"، مؤكدا "أقررنا مبادرة الرياض بشأن مستقبل منظمة التجارة العالمية".
وانطلقت بالمملكة العربية السعودية، السبت، أعمال الدورة الخامسة عشرة لاجتماعات قمة مجموعة العشرين برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، بشكل افتراضي، في ضوء الأوضاع العالمية المرتبطة بوباء كورونا، وذلك بمشاركة عدد من قادة الدول ومنظمات دولية وإقليمية.
وأعلن مسؤول بارز بالإدارة الأميركية أن الرئيس دونالد ترامب سيشارك في القمة الافتراضية لزعماء دول مجموعة العشرين التي تشكل ثلثي سكان العالم، وتضم 85 في المئة من حجم الاقتصاد العالمي، و75 في المئة من التجارة العالمية.
وقبيل اجتماع زعماء الدول أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنه سيحث زعماء مجموعة العشرين الآخرين على اتخاذ إجراءات أكثر طموحا لدحر جائحة فايروس كورونا ومعالجة تغير المناخ.
وناشد جونسون الزعماء بتعهدهم بأن يفعلوا "كل ما يلزم للتغلب على الجائحة وحماية الأرواح والأرزاق"، مؤكدا أنه سيستغل جلسة الأحد لدعوة الزعماء الذين لم يتعهدوا بعد بالوقف التام لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري لتقديم نفس التعهد قبل أقل من شهر من استضافة بريطانيا لقمة بشأن المناخ في 12 ديسمبر.
وقال جونسون "تعهدت مجموعة العشرين في مارس بفعل 'كل ما يلزم للتغلب على الجائحة وحماية الأرواح وسبل العيش'. ومع اجتماعنا في نهاية هذا الأسبوع، يجب أن نحاسب أنفسنا على هذا التعهد".
وأضاف جونسون "إذا سخرنا الإبداع الجماعي وموارد مجموعة العشرين فسنستطيع رسم طريق للخروج من الجائحة وبناء مستقبل أفضل وأكثر اخضرارا".
وتتطلع المملكة من خلال رئاستها للقمة إلى تعزيز التعاون مع شركائها من الدول الأعضاء لتحقيق أهداف المجموعة، وإيجاد توافق دولي حول القضايا الاقتصادية المطروحة في جدول الأعمال بهدف تحقيق استقرار الاقتصاد العالمي وازدهاره، كما ستسهم استضافة القمة في طرح القضايا التي تهم منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويشارك في القمة قادة الدول العشرين التي تمثل أضخم اقتصاديات العالم، كما سيشارك في الاجتماعات عدد من قادة الدول الأخرى الذين تمت دعوتهم لحضور القمة، وعدة منظمات دولية وإقليمية.
ويتناول جدول أعمال القمة عددا من القضايا المالية والاقتصادية والاجتماعية، من بينها الطاقة والبيئة والمناخ والاقتصاد الرقمي والتجارة والزراعة والرعاية الصحية والتعليم والعمل.
وقبيل انطلاق أعمال القمة أكدت دول مجموعة العشرين على أنها ستفعل كل شيء ممكن لاحتواء جائحة كوفيد - 19، محذرة في مسودة بيانها الختامي من أن تعافي الاقتصاد العالمي لا يزال متفاوتا وشديد الضبابية وخاضعا لاحتمالات نزول كبيرة.
وقال قادة المجموعة في المسودة، إن السيطرة على الجائحة هي الأساس لدعم التعافي الاقتصادي العالمي، مشيرين إلى أن الضرر الأشد لأزمة فايروس كورونا يقع على الفئات الأضعف في المجتمع.
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن "الإنجازات الأخيرة حول اللقاحات ضد كوفيد - 19 تمنح الأمل" لكن يجب أن "تصل إلى كل العالم" أي "أن يجري التعامل مع اللقاحات كمنفعة عامة" وتكون "متوفرة للجميع".
وأضاف أن "تلك هي الطريقة الوحيدة لوقف الجائحة". واستثمرت 10 مليارات دولار منذ سبعة أشهر في تطوير اللقاحات والتشخيصات والعلاجات "لكن يوجد نقص بـ28 مليار، بينها 4.2 مليار يجب جمعها قبل نهاية العام".
وتابع أن "هذه التمويلات أساسية لتصنيع وإيصال وتوفير اللقاحات ضد كوفيد - 19" و"دول مجموعة العشرين لديها الإمكانيات" للتمويل.
وسينظر الزعماء في مبادرة تجميد مدفوعات خدمة الديون لستة أشهر أخرى في ربيع 2021، وأشادوا بإطار عمل مشترك للتعامل مع مشكلات الديون لاقى دعما أيضا من نادي باريس للدائنين الرسميين، مؤكدين أن بعض الدول ربما تحتاج مساعدات أكثر من التجميد المؤقت لمدفوعات الديون الرسمية الذي يحل أجله في يونيو 2021.
ومن المقرر أن يصدر قادة الولايات المتحدة والصين وباقي دول مجموعة العشرين بيانا نهائيا بعد اجتماعهم عن بعد.
وقالت المسودة إن قادة المجموعة "عازمون على مواصلة استخدام أدوات السياسة المتاحة طالما اقتضت الضرورة لحماية أرواح الناس والوظائف والدخول ودعم تعافي الاقتصاد العالمي وتعزيز متانة النظام المالي، مع التحصين ضد مخاطر النزول".
وتهدف هذه القمة إلى تطوير سياسات فعالة لتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة، وتوفير وظائف حقيقية لرفع مستويات المعيشة والرفاهية بين شعوب العالم.
وشهدت العاصمة الرياض خلال الفترة الماضية اجتماعات وزارية تحضيرية، وأخرى لمجموعات العمل شارك فيها كبار المسؤولين من الدول الأعضاء بمجموعة العشرين في القطاعات التي تبحثها القمة، وممثلو المنظمات الدولية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.
وتضم مجموعة العشرين الاتحاد الأوروبي و19 دولة هي: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا.