الملك سلمان: حققنا الكثير وأوفينا بالتزاماتنا لمعالجة تحديات كورونا

الرياض - اختتم قادة دول مجموعة العشرين الأحد أعمال الدورة الخامسة عشرة لاجتماعات قمة قادة دول المجموعة الافتراضية، التي عقدت يومي 21 و22 نوفمبر برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وقال الملك سلمان في ختام القمة التي استضافتها الرياض "حققنا الكثير هذا العام وأوفينا بالتزاماتنا لمعالجة التحديات الناتجة عن كورونا".
وأضاف "استطعنا أن نؤكد مجددا على روح التعاون التي لطالما كانت حجر الأساس لنجاحات مجموعة العشرين"، موضحا "نحن الآن في حاجة إلى ذلك أكثر من أي وقت مضى لمواجهة تبعات الجائحة وبناء مستقبل مزدهر لشعوب العالم أجمع".
وذكر العاهل السعودي "لقد قمنا بتحقيق الكثير هذا العام، وأوفينا بالتزامنا بالاستمرار بالعمل سويا كي نرتقي إلى مستوى التحديات الناجمة عن وباء فايروس كورونا بهدف حماية الأرواح وسبل العيش والفئات الأكثر عرضة للخطر".
وأعلن "تبنينا سياسات هامة من شأنها تحقيق التعافي، وصولا إلى اقتصاد قوي ومستدام وشامل ومتوازن، وتفعيل الجهود الرامية إلى جعل النظام التجاري العالمي صالحا للجميع، وتهيئة الظروف لتحقيق التنمية المستدامة".
وأضاف "سوف يكون لجهودنا الجماعية والفردية دور حاسم في التغلب على التحدي العالمي القائم أمامنا حاليا"، مشيرا إلى أنه "بالنظر نحو المستقبل، فإننا سنعمل من خلال تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل الآفاق الجديدة، على إرساء الأسس لتحقيق الهدف العام لنا وهو اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع".
وأوضح في كلمته التي نقلها التلفزيون الرسمي، "ونظرا لمكانة المملكة الإقليمية والدولية ولموقعنا الفريد الذي يربط بين ثلاث قارات ويشكل حلقة وصل بين الأسواق الناشئة والمتقدمة، فإن السعودية سوف تستمر في لعب دور رئيسي في مجموعة العشرين لتحقيق التعاون العالمي وإيجاد الحلول لأكثر التحديات العالمية إلحاحا في القرن الحادي والعشرين بالتعاون مع شركائنا في المجموعة وبقية الدول".
وقال الملك سلمان "يسرني الآن أن أنقل شرف ومسؤولية استضافة رئاسة مجموعة العشرين في عام 2021 إلى إيطاليا، متمنيا لها النجاح في ذلك. ونحن على أهبة الاستعداد لتقديم العون بأي شكل ممكن".
ونظّمت السعودية أعمال القمة عبر الفيديو بسبب الفايروس. والتقى المسؤولون بينما تتكثّف الجهود العالمية لإنجاز وتوزيع لقاحات ضد جائحة كورونا المستجد على نطاق واسع في أعقاب تجارب ناجحة في الفترة الأخيرة.
وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إن مجموعة العشرين ضخت ما يزيد عن 11 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي لدعم الشركات وحماية سبل العيش للأفراد، وهو إسهام غير مسبوق.
وأضاف أنه "تم توفير أكثر من 300 مليار دولار من خلال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنوك التنمية التي تعمل مع مجموعة العشرين لمساعدة البلدان الناشئة والمنخفضة الدخل"، فضلا عن توفير "ما يزيد عن 14 مليار دولار لتخفيف أعباء الديون على البلدان الأكثر عرضة للخطر".
وتابع ولي العهد السعودي أن أكثر من مليار إنسان استفادوا من مبادرة تعليق الديون من قبل دول المجموعة.
كما أكد ولي العهد السعودي أن المملكة ستواصل دعم الجهود لتوفير لقاح لكورونا، معبرا عن الفخر بما تم تحقيقه هذا العام الصعب خلال رئاسة السعودية لقمة المجموعة.
وأوضح الأمير محمد بن سلمان في كلمته "إن القمة صادقت على منصة الكربون الدائري، بجانب إطلاق مبادرة الرياض لإصلاح منظمة التجارة العالمية، كما اتفق أعضاء مجموعة العشرين على مبادرات بشأن التعافي الاقتصادي".
وأشار إلى أن "رئاسة المملكة لقمة العشرين ركزت على عالم أكثر استدامة، كما وفرنا الدعم الطارئ للدول الأكثر فقرا في العالم". وتابع أن المملكة قدمت 500 مليون دولار لجهود إنتاج لقاح كورونا، كما جرى اتخاذ كافة الإجراءات لحماية الأرواح ودعم الفئات الأكثر فقرا.
وأكد البيان الختامي الصادر في الرياض الأحد "ضرورة تنسيق الإجراءات العالمية والتضامن والتعاون متعدد الأطراف". كما أكد التزام دول المجموعة بقيادة العالم نحو التعافي بعد جائحة كورونا.
وتعهّد قادة مجموعة العشرين ببذل كل الجهود لضمان وصول لقاحات فايروس كورونا المستجد إلى الجميع بطريقة عادلة و"بتكلفة ميسورة"، وتلبية "الاحتياجات التمويلية المتبقية" بشأن هذه اللقاحات.
وقالت المجموعة التي تضم أقوى اقتصادات العالم في بيان ختامي "لقد حشدنا الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات التمويلية العاجلة في مجال الصحة العالمية لدعم الأبحاث والتطوير والتصنيع والتوزيع لأدوات التشخيص والعلاجات واللقاحات الآمنة والفاعلة لفايروس كورونا المستجد".
وأضافت "لن ندخر جهدا لضمان وصولها العادل للجميع بتكلفة ميسورة"، مشددة على التزامها بـ"تلبية الاحتياجات التمويلية العالمية المتبقية".
وقال زعماء دول المجموعة إنهم أقروا خطة لتمديد تجميد مدفوعات خدمة الدين من قبل الدول الأكثر فقرا حتى منتصف عام 2021 واعتماد نهج مشترك للتعامل مع مشكلات الديون بعد ذلك الموعد.
وأضافوا أنهم يشجعون بشدة الدائنين من القطاع الخاص على المشاركة في المبادرة بشروط مماثلة عندما تطلب الدول المستحقة للتأجيل ذلك.
وأكدوا أنهم مصممون على مواصلة استخدام جميع الأدوات السياسية الممكنة لحماية الأرواح والوظائف والدخول ودعم الانتعاش الاقتصادي وتعزيز مرونة النظام المالي.
وساعدت مبادرة مجموعة العشرين لتخفيف أعباء الديون 46 دولة على تأجيل مدفوعات خدمة الدين في عام 2020 بقيمة 5.7 مليار دولار.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في القمة "لن نوقف وباء كوفيد - 19 إلا من خلال تضامننا".
تسبّب الفايروس بوفاة 1.38 مليون شخص في العالم منذ ظهوره نهاية ديسمبر الماضي، بحسب تعداد أجرته وكالة "فرانس برس" استنادا إلى مصادر رسميّة. وبلغ عدد الإصابات أكثر من 58 مليون شخص حول العالم.