الملف السوري يتصدر زيارة لافروف إلى طهران

طهران - يزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طهران، الثلاثاء، لإجراء مباحثات مع نظيره الإيراني حول الملف السوري والتطورات الإقليمية، حسب ما ذكرت وكالة تسنيم للأنباء اليوم السبت.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في بيان للوزارة، إن "الزيارة ستتم في إطار المشاورات الجارية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا الاتحادية بشأن العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية".
وأضاف البيان أن لافروف سيلتقي أيضا مع بعض المسؤولين الإيرانيين الآخرين.
وقال السفير الإيراني في روسيا كاظم جلالي لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية إن زيارة لافروف ستتم الثلاثاء وستستغرق يوما واحدا.
ومن المقرر أن يبحث لافروف مع المسؤولين الإيرانيين آخر المستجدات المتعلقة بالوضع في سوريا، وترتيبات العلاقات المستقبلية بين روسيا وسوريا، بعد التحولات السياسية الأخيرة.
ومن المتوقع أن يناقش لافروف مع نظيره الإيراني قضايا إقليمية ودولية أخرى، مثل الوضع في أوكرانيا، والملف النووي الإيراني، وزيادة التعاون بين البلدين في ظل التوترات الدولية.
وتسعى روسيا وإيران للحفاظ على الحد الأدنى من مصالحهما في سوريا بعد الإطاحة بحليفهما الرئيس السابق بشار الأسد، من خلال توجيه رسائل إيجابية للإدارة الانتقالية في سوريا، لكن فجوة الثقة بين الجانبين لا تزال قائمة.
وقدمت روسيا وإيران كل أشكال الدعم للنظام السوري السابق، وساهمت الدولتان في صموده لسنوات قبل انهياره على أيدي هيئة تحرير الشام والتنظيمات المتحالفة معها في ديسمبر الماضي إثر عملية عسكرية مباغتة.
ووجه وزير الخارجية السوري الجديد أسعد حسن الشيباني الثلاثاء تحذيرا إلى إيران من "بث الفوضى" في بلاده، وذكر أنه يجب على السلطات الإيرانية "احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد".
ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الروسي غدا الأحد إلى تركيا. وسيكون لافروف في تركيا يومي الأحد والاثنين حيث سيبحث الملف السوري والعلاقات الثنائية. حسب ما أفادت وكالة تسنيم للأنباء.
ووقّع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الشهر الماضي، اتفاقية شراكة استراتيجية بين بلديهما، في ختام محادثات بين الطرفين في العاصمة الروسية موسكو.
وخلال اللقاء بين الجانبين، أكد بوتين تقارب مواقف روسيا وإيران حيال أغلبية القضايا الدولية قائلاً "بالطبع، تطرقنا مع السيد الرئيس إلى عدد من القضايا الملحة للسياسة الخارجية. مواقف روسيا وإيران حيال أغلبيتها متطابقة".
وتطرق بوتين حينها أيضاً إلى الملف السوري، مؤكداً أن "مصير سورية يجب أن يحدده السوريون أنفسهم"، ومستطرداً "ننطلق من أن مستقبل سورية يجب أن يحدده السوريون أنفسهم عبر الحوار الشامل".
وكانت آخر زيارة لافروف لإيران في أكتوبر 2023 لحضور اجتماع يهدف إلى إيجاد حل للتوترات بين أرمينيا وأذربيجان.
وكانت طهران وموسكو من الحلفاء الرئيسيين للرئيس السوري السابق بشار الأسد، الذي أطاح به المتمردون بقيادة إسلاميين في ديسمبر.
كما تخضع الدولتان لعقوبات غربية شديدة. وقد تصاعدت العقوبات ضد روسيا منذ غزوها الكامل لأوكرانيا في عام 2022.
واتهم الغرب طهران بتزويد موسكو بطائرات بدون طيار وصواريخ لاستخدامها في الصراع، وفرض عقوبات عليها نتيجة لذلك. وتنفي إيران ذلك.
وتنبع غالبية العقوبات المفروضة على طهران من الجهود الغربية الرامية إلى منع ما يقولون إنها جهود إيرانية لتطوير أسلحة نووية، وهي الاتهامات التي تنفيها إيران دائما.