الملابس الداخلية الراعي الرسمي للدعاية الانتخابية في العراق

طرق الدعاية الانتخابية المعتمدة في العراق مصدر سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كان طابعها المميز توزيع ملابس نسائية ورجالية على الناخبين.
بغداد- أثار إصرار المرشحين للانتخابات العراقية على تقديم ملابس داخلية للعراقيين كنوع من الدعاية الانتخابية الجدل والسخرية.
وفيما أطلق ساخرون على الانتخابات القادمة تسمية “دورة الملابس الداخلية”، تساءل مغردون عن سبب هذا الإصرار.
وتواجه الدعاية لمرشحي الانتخابات البرلمانية العراقية التي ستُجرى في العاشر من شهر أكتوبر الحالي الرفض من قبل عراقيين عمدوا إلى تمزيق صور المرشحين، ما دفع السلطات القضائية إلى التدخل لحماية دعايتهم، فيما لجأ المرشحون إلى المحطات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي لترويج حملاتهم. واختارت فئة أخرى من العراقيين السخرية لإسقاط الدعايات.
ووجهت الدعوة لما يقارب 25 مليون عراقي من أجل الإدلاء بأصواتهم لانتخاب 329 نائبا في البرلمان. وترشح أكثر من 3200 شخص للاستحقاق الانتخابي موزعين بين ممثلين عن أحزاب سياسية ومستقلين في 83 دائرة انتخابية في البلاد.
وتعيش الكتل المتنافسة حالة من الإرباك الإعلامي بسبب صعوبة إقناع الجمهور الساخط بضرورة انتخابهم؛ فبعض الأحزاب لم تجد اليوم ما تحث به الناخبين وتثير تحمّسهم لهذا الاستحقاق إلا الإغراءات “المضحكة المبكية”. وأكثر ما أثار الجدل أن بعض المرشحين بدأوا يوزعون ملابس داخلية على الناخبين. وقال مغرد في هذا السياق:
وسخر مغرد:
AboAlzobay@
سارع عزيزي الناخب واستر نفسك فنحن وحدنا في عالم الملابس الداخلية الذين نستطيع أن نستر عورتك.

محمد الحلبوسي الذي يرأس تحالف "تقدم" استهل حملته الانتخابية سبتمبر الماضي بتوزيع ملابس داخلية
ومنذ الثامن عشر من سبتمبر الماضي تحولت هذه الممارسات إلى مصدر للتندر بين العراقيين في تويتر.
وكان لافتا تقديم المرشحات ملابس داخلية نسائية فيما قدم المرشحون ملابس داخلية رجالية من بينها تبابين بيضاء. وربط البعض هذه الهدايا بمبدأ العمل الخيري في أسوأ تجلياته.
وتداول مغردون صورا للملابس الداخلية الموزعة التي كُتب على بعضها أنها لـ”إكساء الفقراء والمساكين”، كما فعل رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي الذي يرأس تحالف “تقدم” الذي استهل حملته بتوزيع الملابس الداخلية وكتب على غلافها “هدية من نصير الفقراء والمساكين”. وسخر مغرد:
w0w0w01438@
حتى أنت يا محمد توزع ملابس داخلية؟ سؤال: هل الشعب العراقي جوعان أم عريان؟
وأصبح من الشائع في العراق أن يُقرأ إعلان من نوع “نصف دجاجة وصحن رز” أو “لفة فلافل” مرفقا بصور عليها دعايات المرشحين.
وفي سياق آخر، كُتب على أغلفة ملابس نسائية قدمتها النائبة عن تحالف “تقدم” ندى الجبوري أنها “لإسعاد الزوجات والأزواج”. ووصفت حسابات الدعاية بـ”الكيوت”.
كما قدم جاسم الشمري النائب عن تحالف “عزم” برئاسة خميس الخنجر كدعاية انتخابية ملابس داخلية رجالية. وقدمت أشواق الغريري المرشحة عن نفس التحالف أكياسا تحتوي قمصان نوم نسائية ورديّة. وانتقد مغرد المرشح عن ائتلاف “حقوق” حسين مؤنس الذي وضع صورته على أكياس الملابس الداخلية. وقال:
وتهكم معلق:
F_oo_F20@
بالمنافسة بين تحالف عزم بزعامة الخنجر وتحالف تقدم بزعامة الحلبوسي تصل إلى “الملابس الداخلية”.
ووصف مغردون الدعاية الانتخابية بأنها “نوع من التحشيش” والضحك على الذقون. وكتب أحد المعلقين:
abosha94civel@
سياستنا بالعراق فيها نوع من لمسات “التحشيش” والنكات والضحك. تخيّل دعاية انتخابية وبرامج انتخابية مليئة بالملابس الداخلية!
وقال آخر:
وتعرضت بعض الأكياس التي تحتوي على ملابس منزلية أو ملابس نوم نسائية للانتقادات بسبب رداءة الذوق، وتحدثت مغردات عن اختيار غير موفق للون الملابس النسائية وهو ما يمثل مؤشرا على خيارات سياسية خاطئة للمرشحين في حال انتخابهم. وكتبت مغردة في هذا السياق:
Su981xhy@
ذوق رديء حتى في اختيار الملابس فكيف ستوفقون في اختيار مستقبلنا… ماروني وأصفر ليموني.
فيما اعتبر حساب ما يحصل:
IraqSurveys@
إهانة للناس.
وقال إعلامي:
dr_jasemj67@
#دعاية_انتخابية! – مخالفة بعض الدعايات للأعراف المجتمعيّة، ومن ذلك توزيع ملابس غير لائقة!
وكتب أكاديمي:
وبعيدا عن الملابس الداخلية اعتمد آخرون دعايات انتخابية أثارت سخرية. وقامت بعض التحالفات بتنظيم رحلات سياحية إلى الأماكن التاريخية وإلى كردستان العراق. وقال مرشحون إن ترشحهم للانتخابات جاء عن طريق رؤية من رجال الدين لإقامة العدل في العراق.
وتحاول زعامات سياسية استقطاب الناخبين بخطابات “مستهلكة”، الأمر الذي جعلها عرضةً للتندرِ والسخرية. ويرى مراقبون أنّ التجاهل والسخرية يعدّان من أبرز الأسلحة التي يمتلكها العراقيون تجاه السياسيين الذين يحمّلونهم مسؤولية تردّي أوضاع البلادِ. واعتبر معلقون أن العراق تحول اليوم إلى مزاد علني مفتوح لشراء الأصوات.