المكتبة السينمائية التونسية تسرد عبر السينما الوثائقية أحداث الثورة

تونس تعيش على ذكرى ثورة 2011 دون احتفالات أو فعاليات شعبية.
الاثنين 2024/01/15
"شلاط تونس" أحد الأفلام المعروضة خلال التظاهرة

تونس - تعيش تونس هذه الأيام على ذكرى ثورة عام 2011، دون احتفالات كبرى أو فعاليات شعبية، بل تقتصر ذكرى هذا الحدث المهم في تاريخ البلد على بعض الفعاليات الثقافية التي يهتم بعضها بالعودة إلى التأريخ والأرشفة والبحث في الخلفيات الاجتماعية التي أسفرت عن نشوب الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الحاكم.

وتنظّم المكتبة السينمائية التونسية بقاعة الطاهر شريعة في مدينة الثقافة بالعاصمة تونس، من 17 يناير الجاري حتى الحادي والثلاثين منه، تظاهرة ”تونس 2011: الطفرة الوثائقية”، وذلك استنادا إلى ما قدّمته الثورة التونسية من غزارة في إنتاج الأفلام الوثائقية التي قامت بنقل الأحداث السياسية وتوثيق التحركات الشعبية التي عاشتها تونس أثناء الثورة التونسية وغداتها.

التظاهرة تستعرض على امتداد أكثر من أسبوعين ما يزيد عن 20 فيلما وثائقيا، وتسرد الأعمال أحداث الثورة برؤى مختلفة
التظاهرة تستعرض على امتداد أكثر من أسبوعين ما يزيد عن 20 فيلما وثائقيا، وتسرد الأعمال أحداث الثورة برؤى مختلفة

وتستعرض التظاهرة على امتداد أكثر من أسبوعين، وبشكل شبه يومي، ما يزيد عن 20 فيلما وثائقيا، وتسرد الأعمال أحداث الثورة برؤى سينمائية مختلفة.

وتتوزّع الوثائقيات التي أتت بلمسات مخرجين شباب ومخضرمين بين طويلة وقصيرة، وهي: ”لا خوف بعد اليوم” لمراد بالشيخ، ”خط منكسر” لمنير بعزيز، ”الذاكرة السوداء.. شهادات ضدّ النسيان” لهشام بن عمار، ”فلاقة 2011” لرفيق عمراني، ”نحن هنا” لعبدالله يحيى، ”سكة عدد 13” لسامي نصري، ”يلعن بوالفسفاط” لسامي التليلي، ”جمل البروطة (القرط)” لحمزة العوني، و”كلمة حمراء” لإلياس بكار.

وتعرض التظاهرة أيضا فيلم “شلاط تونس” للمخرجة كوثر بن هنية، والذي يستند على أحداث واقعية حدثت في 2003 بالعاصمة التونسية عندما كان شخص مجهول يضرب أرداف النساء بآلة حادة، في غالب الأحيان تكون شفرة حلاقة أو سكينا، وهو على متن دراجة نارية وذلك بسبب لباسهن.

وهذه الوثائقيات التي ستعرض خلال التظاهرة هي جزء من حركة سينمائية كبرى اهتمت بالفيلم الوثائقي منذ 2011، في محاولة للتعويض عن الرقابة الكبيرة التي فرضها نظام الرئيس زين العابدين بن علي الذي قيد منذ تسعينات القرن الماضي الإنتاج السينمائي وسمح باحتكار الشركة التونسية للإنتاج والتنمية السينمائية من قبل عائلات وأسماء محددة لم تدعم إنتاج الوثائقيات السينمائية.

ومنذ الثورة نشأت نوادي السينما المحلية وارتفع عدد شركات الإنتاج بشكلٍ سريع، وازداد عدد مخرجي الأفلام الوثائقية الذين استثمروا هامش الحرية الكبير بأن بحثوا في مواضيع كان الناس يخشون الخوض فيها علانية، واكتشفوا المشاكل العميقة للمجتمع التونسي.

14