المكتبات تنتعش مع بداية الدخول المدرسي في المغرب

وجدة (المغرب) - مع بداية كل موسم دراسي تشهد المكتبات بجهة الشرق على غرار نظيراتها بالمملكة المغربية إقبالا غير مسبوق يساهم في تنشيط حركة المكتبات التي تتنافس في ما بينها لتقديم أفضل العروض وأجودها، من مستلزمات مدرسية وأدوات لتلبية احتياجات الزبائن، وتوفير متطلبات ورغبات كل فئة عمرية ومرحلة دراسية.
وتشهد المكتبات المنتشرة في مختلف أنحاء مدينة وجدة استعدادات مكثفة لتوفير الحاجيات الأساسية للإسهام في تأمين دخول مدرسي في ظروف جيدة، لاسيما ما يتعلق بالمقررات الدراسية واللوازم المدرسية.
ويواكب أرباب المكتبات إقبال الأسر على اقتناء المستلزمات المدرسية بزيادة عدد المستخدمين، وفي ساعات العمل، من أجل الاستجابة لمتطلبات مختلف الشرائح الاجتماعية. هذا الإقبال الذي يبدأ بعد عودة غالبية الأسر من العطلة الصيفية، ليعرف تزايدا كبيرا مع بداية الدخول المدرسي.
وفي جولة بإحدى المكتبات وسط المدينة، وقفت وكالة المغرب العربي للأنباء على الأجواء التي تسود المكتبة، والحركة الدؤوبة للأسر لاقتناء متطلبات أبنائها من المقررات والأدوات والمحافظ، عشية انطلاق موسم دراسي جديد، يحرص أرباب المكتبات على الاستعداد له في وقت مبكر.
وفي تصريح للوكالة وقناتها الإخبارية (إم24)، أكدت زكية مرباح الزاوي ممثلة إحدى المكتبات العريقة بعاصمة الشرق، أن الاستعدادات للدخول المدرسي التي بدأت منذ يوليو الماضي تجري في ظروف جيدة، مشيرة إلى أن المكتبة المتواجدة منذ أكثر من 50 سنة، على استعداد تام واستعدت بفضل جهود فريقها الجماعي لاستقبال الزبائن، وتلبية متطلباتهم من الكتب والمستلزمات المدرسية.
وأوضحت أن المكتبة تقدمت في وقت مبكر إلى المموّنين الذين تتعامل معهم بطلبياتها من المقررات والكتب المطلوبة لدى مدارس المنطقة، قبل أن تتوصل بها في الوقت المناسب، وتقوم بترتيبها في الرفوف والفضاءات الخاصة، وبشكل منتظم، حسب أنواعها ومستوياتها.
التعامل مع الزبائن يتم على أساس استقبال قوائم الكتب والمستلزمات المدرسية من الآباء أو الأمهات مع أرقام هواتفهم
وتفاديا للاكتظاظ والانتظار، خاصة مع الإقبال الكبير الذي تعرفه المكتبات خلال هذه الفترة من السنة، أشارت الزاوي إلى أن التعامل مع الزبائن يتم على أساس استقبال قوائم الكتب والمستلزمات المدرسية من الآباء أو الأمهات أو أولياء الأمور مع أرقام هواتفهم، على أن يتم تجميع وتوفير طلبياتهم قبل الاتصال بهم لتسليمها إياهم.
ويفضل العديد من الآباء، لاسيما الذين يتابع أبناؤهم دراستهم في المدارس الخاصة، اقتناء الكتب والأدوات المدرسية في وقت مبكر تفاديا للازدحام في المكتبات، بعد أن وفرت لهم هذه المؤسسات اللوائح المدرسية في نهاية الموسم الدراسي الماضي.
وإذا كانت غالبية الأسر التي لديها إمكانيات مادية تلجأ إلى المكتبات لاقتناء الكتب والأدوات المدرسية، فإن شريحة أخرى، لاسيما ذات الدخل المحدود، تقصد باعة الكتب المستعملة، أو الاستعارة من مكتبات بعض المؤسسات التعليمية خاصة العمومية.
وأكد حميد الشاب الأربعيني الذي يعمل بائع كتب مستعملة في أحد الأسواق وسط المدينة، أنه يمتهن هذه المهنة على طول السنة، حيث يوفر كتبا مدرسية إلى جانب مؤلفات وروايات وكتبا علمية ومجلات ثقافية واقتصادية وغيرها، مشيرا إلى أنه يقوم باقتنائها وإعادة بيعها من جديد بأثمنة مناسبة تختلف باختلاف أنواعها وأهميتها.
وبخصوص أنواع الكتب المدرسية المستعملة التي يوفرها للأسر ويتم الإقبال عليها، أشار إلى أن الأمر يتعلق بمقررات تشمل مختلف المستويات الابتدائية والإعدادية والثانوية، مضيفا أنها تعرف بعض الإقبال مع بداية الدخول المدرسي، إلى جانب كتب الإعداد للاختبارات (تمارين وحلول) التي يقبل عليها تلاميذ البكالوريا.
ويشكل بيع الكتب المستعملة، سواء في بعض الأسواق المتواجدة في وجدة أو في أماكن أخرى متفرقة بالمدينة، فرصة لبعض الشباب لممارسة هذا النشاط الذي يشكل مورد دخل موسمي يتيح لهم مساعدة أسرهم ذات الدخل المحدود.