المكاري والمؤيد يبحثان عن مؤازرة إعلامية عربية لحزب الله

الطرفان يسعيان لإيجاد مبادرة تعاون بين القنوات العراقية واللبنانية للضغط من أجل وقف الحرب والاعتداء على المدنيين والأحياء السكنية.
الأربعاء 2024/10/09
بحث متواصل عن مخرج

بيروت - تطرق وزير الإعلام زياد المكاري خلال مكالمة هاتفية مع رئيس هيئة الإعلام والاتصالات في العراق علي المؤيد، إلى مبادرة تعاون بين القنوات العراقية واللبنانية “للضغط من أجل وقف الحرب والاعتداء على المدنيين والأحياء السكنية في بيروت والمناطق”، وهو ما طرح أسئلة حول مدى قوة الإعلام العراقي وتأثيره عربيا وعالميا حتى يضغط لأجل وقف إطلاق النار. ويقول معلقون إن المهمة موكلة إلى الإعلام الولائي في العراق ولبنان.

وتعمل القنوات التلفزيونية التي تُصنَّف ضمن المحور الولائي، على تسويق الخطاب الإيراني، ومهاجمة خصومه، وهي معروفة للعراقيين واللبنانيين على حد السواء. وتستضيف هذه القنوات في برامجها السياسية مجموعة أشخاص تغدق عليهم لقب محللين سياسيين، لكنهم عمليا متحدثون باسم المحور الولائي. وأكد المؤيد أن “الإعلام العراقي يقف إلى جانب الشعب اللبناني، وذلك في إطار توجيهات المرجعية الدينية العليا وحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني".

◙ وسائل الإعلام تلعب دورا بارزا في العديد من الحروب، بحيث شكلت أداة بارزة في إدارة الأزمات والصراعات الدولية

وشدد الطرفان على ضرورة إطلاق مبادرة إعلامية عربية داعمة عبر جامعة الدول العربية للتكاتف في مواجهة حملات التضليل الإعلامي، مع “تسليط الضوء على الجرائم التي تستهدف المدنيين والمساكن الآمنة والتي تسببت بمقتل وتشريد الآلاف في انتهاك واضح لكل القوانين الدولية والإنسانية".

ولم يشرح الطرفان ماهية التضليل الإعلامي الذي سيكافحونه أو عناصر المبادرة، غير أن محللين يعتبرون أن الطرفين يسعيان إلى تغطية إعلامية عربية ذات خطوط عريضة موحدة، مؤكدين على انتقاد الدمار الذي يسببه الجيش الإسرائيلي في غزة ولبنان، مبيّنين دعم حروب إيران بالوكالة في الدول العربية خاصة في ظل اختلاف التغطيات الإعلامية العربية واعتماد أجنداتها الخاصة.

وتلعب وسائل الإعلام دورا بارزا في العديد من الحروب، بحيث شكلت أداة بارزة في إدارة الأزمات والصراعات الدولية. وشنت وسائل إعلام إيرانية من جانبها هجوما على المنابر العربية في تغطيتها لحرب غزة، ويتضح أنها تسعى من وراء هذا الهجوم إلى عدة أهداف أولها الترويج لدعاية “المقاومة” ثم تشويه الإعلام الذي لا يتماشى مع روايتها للأحداث.

ويمتلك النظام الإيراني ترسانة إعلامية ضخمة موجهة للمشاهد العربي، تندرج ضمن المنظومة الإعلامية للمحور الولائي، نسبة إلى الولي الفقيه في إيران، وتبث مواد مكثفة تخص قضايا البلدان العربية، تسوق وجهة النظر الإيرانية وتنشر الفوضى وتحرض على الأنظمة العربية.

وعلى مدار عام كامل، انشغل الإعلام العربي بالحرب الإسرائيلية على غزة، واختلف حول حركة حماس إلا أن التصعيد الإسرائيلي الأخير على لبنان، الذي رافق اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله وعدد من قادة الحزب، أثار ردود فعل واسعة. ويختلف الموقفان الإعلامي والشعبي تجاه ما يحدث في غزة ولبنان، حيث إن الأولى حازت اهتماما أكبر وتعاطفا، فيما اعتبر الصراع الثاني حربا بالوكالة على أرض عربية.

5