المكاتب العائلية في دبي تدير أصولا تتخطى قيمتها تريليون دولار

دبي – أصبحت دبي المركز المالي الآن موطنا للمكاتب العائلية التي تسيطر على أصول تزيد قيمتها على تريليون دولار، مدفوعة بتدفق الأفراد ذوي الثروات العالية على مدى السنوات القليلة الماضية.

وقال عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، خلال فعالية مستقبل التمويل في الإمارة هذا الأسبوع “تساهم الشركات العائلية بشكل كبير في اقتصاد دبي.”

وتسعى دبي، انطلاقا من مكانتها المحورية في الشرق الأوسط، إلى جذب المكاتب والشركات العائلية عبر توفير مزايا تشمل التدريب والشهادات المخصصة وهي دفعة عززتها زيادة الثروة لدى كبار رجال الأعمال الذين تركوا أوروبا بعد الحرب في أوكرانيا.

وتمثل الإمارات الغنية بالموارد حلقة وصل بين الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا الوسطى وآسيا، ولطالما كانت دبي، التي تعتبر المركز المالي والتجاري الرئيسي في منطقة الخليج، نقطة جذب للأثرياء في العالم. وأضاف أميري “يضم مركز دبي المالي العالمي أكثر من 120 عائلة و800 كيان وهيكل مرتبط بالعائلة يديرون أصولا تزيد قيمتها على 1.2 تريليون دولار.” ويستعد البلد الخليجي ليكون الوجهة الأولى لنقل المليونيرات هذا العام، وفقا لتقرير صادر عن شركة الاستشارات في مجال الهجرة هينلي آند بارتنرز.

ويتسابق عدد متزايد من مديري الثروات من مختلف أنحاء العالم، وخاصة من آسيا لإنشاء مكاتب في دبي مستفيدين من العلاقات الدبلوماسية بين الصين والشرق الأوسط، ويراهنون على زيادة الطلب من المستهلكين من أجل التنويع الجغرافي.

وتزايدت جاذبية الإمارات للأثرياء وشركاتهم الاستثمارية في السنوات الأخيرة بفضل نظام ضريبي مؤات ومعدلات جريمة منخفضة وموقع مناسب عند تقاطع قارات ومناطق زمنية متعددة.

وذكرت وكالة بلومبيرغ أن الملياردير النيجيري عليكو دانجوتي من بين أولئك الذين أنشأوا مكتبا عائليا في دبي. ويتوقع مركز دبي المالي العالمي إنشاء عدد قياسي من الشركات هذا العام أيضا، ويقوم ببناء ثلاثة أبراج مكتبية جديدة لتلبية الطلب المتوقع.

وقال أميري “نحن الآن من بين أفضل عشرة مواقع في العالم لنشاط صناديق التحوط. وبناء على المسار الحالي، نحن على الطريق الصحيح لنصبح من بين أفضل خمسة في السنوات القادمة.”

وفي العام الماضي، ارتفع عدد المؤسسات المسجلة، وهي وسيلة تستخدمها العائلات الثرية عادة في دبي بنسبة 53 في المئة على أساس سنوي. وفي إمارة أبوظبي المجاورة، مع 1.5 تريليون دولار من صناديق الثروة السيادية، قفز الرقم بنسبة 35 في المئة بمقارنة سنوية، وفقا لشركة استشارات الثروة أم/أتش.كيو.

وفي الوقت نفسه، توافدت الشركات المالية أيضا إلى كلتا المدينتين، وارتفعت أعداد الموظفين في مركز دبي المالي العالمي بنسبة الثلثين منذ عام 2019 إلى ما يقرب من 44 ألفا بنهاية النصف الأول من العام الحالي.

ويشمل ذلك بعض أكبر صناديق التحوط، من ميلينيوم مانجمنت إلى باليسني أسيت مانجمنت، وتوظف الصناعة أكثر من ألف شخص في المدينة. والثلاثاء، دشن بنك روتشيلد آند كو الأميركي مكتبا لإدارة الثروات في الإمارة لتعزيز خدماته للزبائن المحليين، والأفراد الأثرياء في الشرق الأوسط، بعد طرق مؤسسات مالية أخرى لأبواب السوق المتنامية.

ويشكل التوسع أهمية كبرى لإستراتيجية نمو إدارة الثروات في روتشيلد، فضلا عن تمكين الشركة من الاستفادة من التآزر بين الأقسام مع أعمالها الاستشارية العالمية، التي تأسست في المنطقة منذ عام 2008.

وفي سبتمبر الماضي أسس بنك الاستثمار الأميركي جي.بي مورغان فريقا مصرفيا خاصا في دبي، ودشن بنك سانتاندير للخدمات المصرفية الخاصة مكتبا جديدا في مركز دبي المالي العالمي بالمدينة. وكشف بنك يو.بي.أس السويسري قبل أشهر أنه يعمل على تعزيز فريق إدارة الثروات في الشرق الأوسط، والانضمام إلى جهود التوسع التي تبذلها بنوك أخرى مثل دويتشه بنك.